تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذات مرة وجدت في جيبه رسالة غزلية موجهة إلى امرأة، فجن جنونها فجلست تقرأ الرسالة بتمعن وترى عذوبة الألفاظ التي ربما لم تسمعها منه في أحلى أوقات انسجامهما، والكلمات الرنانة الصاروخية في الحب والغزل .. ثم استرعى بصرها عبارة مقحمة في وسط الرسالة جعلتها تضحك رغم غضبها الشديد مكتوب فيه: «اتركي اللقافة يا ملقوفة وعيب عليكٍ أن تقرأ ما لا يخصك .. واترك عادة التفتيش هل فهمت»!. فكان مقلبًا من المقالب الجميلة.

ومن مقالبه الكبيرة التي لها ارتباطًا بعنوان المقال .. أنه ذات يوم كان يسير في الطريق بسيارته ومعه زوجه فأدرك إشارة المرور وهي حمراء فألتفت يمنة ويسرة فلم ير أحدًا فقطع الإشارة وذهب يسارًا فرآه شرطي المرور المختبى في مكان لا يُرى فأدركه وأوقفه وأمر بالنزول فقالت زوجته له: هذا جزاؤك! وتستحق أي عقوبة يقررها المرور لأنك أذي! فنزل الخانجي وهذا اسمه وكان عسكريًا يعمل في الدفاع الجوي برتبة رئيس رقباء فيما قيل لي وكان لأبسًا اللبس المدني. فقال له الشرطي وهو غاضب: لماذا قطعت الإشارة؟ فقال له: أنا! فقال له: أتضحك عليَّ؟ فقال له: لا، هل رأيتني مشيت طوليًا؟ فقال له الشرطي: بل قطعت وذهبت يسارًا. فقال له: وإذا ذهبت يمينًا أكون قاطعًا للإشارة؟ قال الشرطي: طبعًا له. فقال للشرطي: إذن ما الفرق بين اليمين واليسار؟! فقال له الشرطي: أتهزى بي؟! فقال له: لا وأنا طيلة عمري أعامل اليسار مثل اليمين فأمشي دائمًا ولا أتوقف! عندئد قال له الشرطي اعطني هويتك لو سمحت. فاعطاه فوجده زميل مهنة عسكري ورئيس رقباء ووجهه لا يدل على أنه يمزح فقال له: يا والد إن الذي تفعله مخالف للمرور العالمي؛ اليمين ليس مثل اليسار .. وقام يشرح له ما هو المطلوب في الإشارات، وطبعًا هذا الكلام أخذ وقتًا ليس باليسير، فخافت المرأة على زوجها رغم أنها غاضبة منه وقد عاتبته .. لكن يضل زوجها حبيبها .. ، وقتها كان الشرطي يقول لصاحبنا: هذه المرة لك وقد سامحتك لأنك جاهل بهذا الأمر، لكن في مرة أخرى لن نسامحك، سر على بركة الله ولا تعد إليها ثانية هداك الله. فقال له صاحبنا: جزاك الله خيرًا. وذهب وركب سيارته فقالت زوجته المضطربة: خير .. خير .. إن شاء الله ماذا جرى؟. فأجابها بإجابة ماكرة بقوله: طلع هو .. غلطان!. ضحك على العسكري وضحك على زوجته بمكره ..

ولو شئت أن أسرد قصصًا من مكره لضاق بي الوقت والأوراق .. لكن حسبي أن أقول: طبعًا أنا لا أؤيد المزح من العيار الثقيل، لأنه يؤذي بعض الناس وقد وقع لصاحبنا من ذلك الشيء الكثير ..

فخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان لا يقول إلا حقًا، ولا يمزح إلا مع الضعفاء كما أشار الشيخ سلمان العودة حفظه الله تعالى إلى ذلك .. ونحن في هذا الزمن كلنا ضعفاء لكن هناك بعض الشخصيات في حياتنا لا نستطيع أن نمزح معها لهيبتها في نفوسنا ..

المزاح كالملح في الطعام إذا زاد فسد؛ إذن فلنمزح في حدود المعقول كمية وكيفًا ..

وهنا أرخي عنان القلم ليستريح، والله أسال أن يجعل فيما كتبت الفائدة والأجر والمثوبة وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 07:42 ص]ـ

بورك فيك ...

نقل موفق

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير