تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طاقة المستقبل.]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 02 - 08, 11:15 ص]ـ

طاقة المستقبل

"منقول"

ايسلندا تغطي احتياجاتها الكاملة من الكهرباء والتدفئة من الطاقة المستخرجة من باطن الارض.

إذا أطلقنا الكلام على علاته فإنه يمكن القول إن البشرية لا تعاني من مشكلة في الطاقة.

إننا في الواقع نعيش فوق مصدر للطاقة لا ينفد مخزن في الماء الساخن أو الصخور. فتحت أقدامنا مباشرة تغلي الارض حيث إن الحرارة في 99 في المائة من الكوكب تتجاوزالالف درجة مئوية و تنخفض هذه الدرجة إلى أقل من مائة عند الطبقة الخارجية.

المشكلة أنه ليس من الهين استغلال هذا المصدر الحراري الواقع تحت الارض والذييشار إليه الان باسم طاقة حرارة الارض (أو الطاقة الحرارية).

وقد أوضحت أيسلندا كيفية القيام بذلك. الجزيرة تقع مباشرة أعلى خط الصدوع فيكوكب الارض. ولنقل بدقة إنه عند الخط الذي يحدث فيه الانفصال ببطء بين الرفينالقاريين الاوروبي والامريكي يمكن الحصول على الطاقة من قلب الارض مباشرة أو من حيثيمكن للجميع أن يروا الينابيع الحارة تطلق بماء يغلي في الهواء.

منذ الثلاثينات من القرن الماضي والايسلنديون يستغلون ينابيعهم الحارة حتى أنالجزيرة تغطي اليوم قرابة مائة في المائة من احتياجاتها من الكهرباء والتدفئة منالطاقة المتجددة وبالذات من طاقة الحرارة الارضية.

وألمانيا ليست مشهورة بينابيعها الحارة ومع ذلك فإنها تتمتع بوفرة في إمكاناتالحرارة الارضية.

يقول فيرنير بوسمان من جمعية الحرارة الارضية نقلا عن بيانات بحثية حكومية إن "الامكانات الكهربائية المتاحة تحت أرض ألمانيا يمكن أن تغطي احتياجاتنا 600 مرة.". لكن الامر ليس ببساطته في أيسلندا فاستغلال مصادر الحرارة الارضية في ألمانيا يتطلبحفرا لاعماق كبيرة. كما نقل موقع ميدلايست اونلاين.

يضيف بوسمان أنه مع ذلك فإن استغلال طاقة الحرارة الارضية يمضي قدما في ألمانيا. وفي الوقت الحاضر يصل إنتاج طاقة الحرارة الارضية من المنشآت الكبيرة والصغيرة إلى 700 ميجاوات.

ويتم تركيب مضخات تدفئة حرارية بعمق 400 متر لكي يمكن الوصول إلى ما يسمى مصادرالطاقة الحرارية "القريبة من السطح" لتدفئة البيوت الخاصة والمدارس والمبانيالعامة. وتعمل هذه المضخات بعكس الطريقة التي تعمل بها الثلاجات فهي تمتص حرارةالارض وتضخها في البيوت أعلاها.

وثمة أسلوب آخر يعرف باسم التدفئة "الحرارية المائية" ويقصد به الوصول إلى مصادرالماء الحار الموجودة على مسافة بعيدة من سطح الارض. ويوجد العديد من مثل هذهالمصادر في شتى مناطق ألمانيا.

ويقدر مركز بحوث الارض في بوتسدام أن بإمكان البلاد أن تغطي 29 في المائة مناحتياجاتها من التدفئة من مصادر الحرارة المائية في حين يمكن لمصادر الحرارةالارضية أن تغطي نسبة أخرى 28 في المائة.

وفي إطار أعمال البحث والتطوير الاخرى في بلدة نيشتات جيلف الشمالية الشرقيةيجرى استغلال المياه الحارة تحت الارض في إنتاج الكهرباء.

وهناك بدأت أول محطة للطاقة الحرارية الارضية في ألمانيا العمل في نهاية العامالماضي حيث يجري ضخ الماء بدرجة تبلغ 97 درجة مئوية من عمق كيلومترين لتشغيل محركتوليد يغطي احتياجات نحو 500 منزل من الكهرباء.

ويفضل المهندسون في السنوات الاخيرة تقنية أخرى تعرف باسم عملية "الصخرة الجافةالساخنة" ويتم فيها تحويل الطاقة المختزنة في صخور جافة ساخنة إلى كهرباء. وتقومالعملية على ضخ ما ء على الصخر الساخن فيؤدي إلى تسخين الماء الذي يعود بدوره إلىالسطح فيستغل في أغراض الطاقة. ويجري بناء أول محطة طاقة من هذا النوع في بادإيراتش في جنوب غربي ألمانيا.

ويذكر مؤيدو طاقة الحرارة الارضية عددا من مزاياها البيئية مقارنة بمصادر الطاقةالمتجددة الاخرى مثل طاقة الريح والطاقة الشمسية. ومن هذه المزايا أنها متاحة بشكلدائم حيث إنه لا علاقة لها بالاحوال الجوية أو ساعات اليوم.

لكن المهندسين يعترفون بأن تقنيات الاستغلال الفعال لطاقة الحرارة الارضيةمازالت في مهدها. و إذا كان من الممكن توقع حدوث مساهمة كبيرة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا خلال عقد أو عقدين من الزمن فإن ذلك لن يكون إلاباستمرار العمل بعزيمة وإصرار في تطوير هذه التقنيات.

طاقة المستقبل من الشمس والرياح وأمواج البحر والبراكين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير