يقول ليوناردو موغري, نائب رئيس شركة "ايني" الايطالية للنفط والغاز, ان الطاقة الشمسية لم تنافس بعد الوقود الأحفوري الأرخص. ولعل طاقة الرياح والكتلة الحيوية أقرب الى المنافسة, لكن قدرتهما على انتاج كميات كبيرة من الطاقة محدودة. وحتى أحدث طواحين الهواء أثارت احتجاجات شعبية عنيفة لدواعي تشويه المنظر الطبيعي. أما الذين يظنون أن الطاقة النووية هي الجواب, فيعتمدون غالباً على تحليل مضلل لكلفتها, لأن المنتجين لا يحتسبون غالباً السعر الحقيقي للكهرباء المنتجة من الطاقة النووية. فاغلاق محطة نووية يكلف المبلغ ذاته تقريباً الذي يحتاجه بناء محطة جديدة, وهذا ما يجعل شركات الطاقة النووية تضغط الآن في أنحاء العالم لتأخير المواعيد المقررة لاغلاق المحطات. وفي ما يتعلق بالسيارات الهجينة, فان محركات الاحتراق الداخلي تتطور بسرعة هي أيضاً, وباتت محركات الديزل تضاهي تقريباً الاقتصاد بالبنزين في السيارات الهجينة, لكن بكلفة للمستهلكين أدنى بكثير, علماً أن الديزل يخفض أيضاً انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 30 الى 40 في المئة بالمقارنة مع البنزين. والخلاصة, في رأي موغري, أنه حتى مع بلوغ أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ 20 سنة, فليس هناك من بديل ينافس الوقود الأحفوري جدياً.
طاقة الرياح: الأسرع نمواً
يتم تحويل طاقة الريح الى كهرباء بواسطة توربينات عملاقة. وهي المصدر الأسرع نمواً لتوليد الكهرباء في العالم. فقد قفزت الطاقة الانتاجية بنسبة 26 في المئة عام 2003, متجاوزة بأشواط بدائل أخرى مثل الطاقة الشمسية وطاقة المد والجزر. في ألمانيا, مثلاً, نحو 16 ألف "طاحونة هواء", وبذلك تحتل مركز الصدارة عالمياً في هذا المجال, متقدمة على اسبانيا والولايات المتحدة. ويبلغ مجموع الايرادات من قطاع طاقة الريح خمسة بلايين يورو سنوياً, وهذه الصناعة تشغل نحو 40 ألف شخص.
وطاقة الريح مهيأة لتحقيق ثلاثة أرباع هدف الحكومة البريطانية الرامي الى انتاج 10 في المئة من كهرباء البلاد من مصادر متجددة بحلول سنة 2010. وعالمياً, يتم الآن انتاج أكثر من 40 ألف ميغاواط من طاقة الريح, 75 في المئة منها في أوروبا, حيث تساعد في احتواء اعتماد القارة على الطاقة المستوردة. ومن المشاريع الطموحة في هذا الاطار التزام شركة فورد للسيارات تشغيل مصنعها الجديد لمحركات الديزل قرب لندن بطاقة تولدها ثلاثة توربينات هوائية عملاقة, بالتعاون مع شركة Ecotricity الرائدة عالمياً في انتاج الكهرباء الخضراء. هذه التوربينات تنتج 3,6 ميغاواط, أي ما يكفي لتزويد 2000 منزل بالطاقة.
لكن مع انتشار مزارع الريح في المدن والأرياف والمناطق البحرية, أخذت أصوات المعارضين تعلو. حتى في ألمانيا, التي تفخر بانتاج نصف الطاقة المولدة من الريح في أوروبا, تتزايد الاحتجاجات حول خطط الحكومة لمضاعفة عدد مزارع الريح بحلول سنة 2020, كخطوة لبلوغ هدفها الرامي الى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 40 في المئة. وفي بريطانيا التي ينتشر على أراضيها حالياً أكثر من 1000 توربينة, بدأت المجتمعات ترفض مزارع الريح لما تحدثه من "تلوث بصري".
الطاقة الشمسية: ربع الاحتياجات
بحلول سنة 2040, يتوقع أن تغطي تكنولوجيا اللاقطات الفوتوفولطية ربع الاحتياجات العالمية من الكهرباء, خصوصاً في المناطق النائية التي لا تصلها شبكات التوزيع العمومية. في هذه اللاقطات, تحول الخلايا الشمسية ضوء النهار الى تيار مباشر يمكن أن يشحن بطارية مثلاً. والتيار المباشر يمكن تحويله الى تيار متناوب, بأن توصل الخلايا الشمسية بعضها ببعض لتشكل مجموعات وتركب على سطوح البنايات أو واجهاتها.
ثمة حرارة طبيعية مخزونة في جوف الأرض يمكن استغلالها بصرف النظر عن الفصل وعدد الأيام المشمسة. وقد أنشئت محطات للطاقة الجيوحرارية تضخ الماء الساخن الى السطح وتحوله الى حرارة وكهرباء. وفي حالات أخرى, يتم استخراج الحرارة من جوف الأرض بضخ الماء العادي نزولاً من خلال ثقب الى الطبقات الصخرية الحارة, ومنها صعوداً كتيار بالغ السخونة. وتعتبر الطاقة الجيوحرارية من أكثر المصادر انتاجية للطاقة المتجددة.
¥