كما يجب الإنتباه إلى أن أعداء الإسلام يملكون خبرة تاريخية ومكر شديد ومن ذلك أنه يفترض أن كل من يبحث في الإنترنت في قضية الحرب على التنصير والإستشراق يجب إقصاءه فيضعون تلك الألغام الإباحية في طريقه، فيجب الإنتباه لهذا الخطر والتعامل مع الجهاز بتقوى الله والعمل بقاعدة درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح
ومن هنا تنشأ ضرورة أن تغطي المواقع الإسلامية أكبر قدر مما يحتاجه المسلم دون الإضطرار الى التحرك في تلك الألغام الإباحية.
مساحة الإنترنت ومواجهة الهجمة الصليبية:-
ومما لاشك فيه أن الهجمة الصليبية الأخيرة على الإسلام أحدثت في بدايتها صدمة كبيرة عند المسلمين، لأنهم لم يكونوا يتوقعون كل هذا الكره والعداء الذي تحمله قلوب أعدائهم لهم وقد ساعد الإنترنت علي كشف مدى الكراهية والحقد الذي يكنه الأعداء للإسلام وللمسلمين ذلك لأنهم استطاعوا أن يتكلموا بما في قلوبهم دون خوف أو خشية، وقد نبه القرآن من قبل في قول الله سبحانه (قد بدت البغضاء من أفواههم ..... )
وقول الله " قد بدت البغضاء " تدل على محاولة الإخفاء خوفا من العاقبة فلما استطاعوا أن يتكلموا بلا خوف من خلال الإنترنت انكشف ما تخفي صدورهم، و معنى الآية قائم لأن ما تخفي صدورهم سيبقى أكبر مما ينكشف، وصدق الله " وما تخفي صدورهم أكبر .... " رغم كل ما يظهروه وقد كان لهذه الصدمة آثارها الواضحة في الموقف الإسلامي الذي حدث كرد فعل تلقائي للمسلمين ... ودون ترتيب مسبق ليقفوا ـ بعد الإفاقة من الصدمة ـ في مواجهة الهجمة وقفة شرعية منهجية مؤصلة
وكان المجال الذي أظهر ما في قلوب الأعداء وهو مجال المواقع والمنتديات وغرف البالتوك والقنوات الفضائية هو أهم مجالات هذه المواجهة ..
فكان لابد من منازعة الجاهلية في هذا المجال ومنازعتها في كل أهدافها، وكان لابد في هذا المجال من خطة يمكن بها الإرتفاع بالمواجهة إلي المستوى المطلوب،ولكي تكون الخطة صحيحة كان لابد من واقعيتها التي تقوم على المعالجة المباشرة لكل الأخطاء الناتجة عن الصدمة وكان أخطرها:
ـ افتقاد التصور السلفي في المواجهة.
ـ ضعف المستوى العلمي كنتيجة دخول عناصر إلى واقع المواجهة من المدخل العاطفي.
ـ كثرة الكتابات المعادة والمكررة.
ـ الردود المتعجلة على الشبهات.
ـ تشتت الجهود كنتيجة لافتقاد العمل المنظم.
ومن هذه الأخطاء تحددت أساسيات الخطة ابتداءاً كمعالجة لكل آثار الهجمة المفاجئة، وانتهاءاً لتحقيق أهداف الدعوة في هذا المجال
فكانت أهم هذه الأساسيات:
ـ ضرورة الكتابة والرد بالمستوى العلمي المناسب في اتجاهات أساسية ثلاث ...
الإسلاميات:-
وفيها يجب الالتزام بالمنهج السلفي في التفكير والاستدلال والطرح والرد.
ومن الضروري الإيمان بأن التصور السلفي هو أقدر المناهج الفكرية على المواجهة، وسلفية هذه المواجهة تعني قيامها على نصوص القرآن والحديث وأقوال السلف، والذي يعنينا هنا هو تحديد المعنى المقصود بالسلفية في المواجهة مع النصرانية المحرَّفة، وهو: «الالتزام بمنهج السلف في الفهم والاعتقاد قبل المواجهة»، وفي هذا الإطار يجب التنبيه على أن أصحاب عقيدة التوحيد الخالص هم أقدر الناس على المواجهة الصحيحة للنصرانية المحرَّفة، وهم الذين يملكون التصور الكامل لتلك المواجهة، حتى إن من يقرأ الكتابات السلفية في هذا المجال يتبين له هذا الأمر بصورة واضحة، والمثال على ذلك كتاب «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» للإمام ابن تيمية.
والمواجهة السلفية للنصرانية المحرَّفة تتميز بالتجرد المطلق للحق، والبعد التام عن التعصب، ودليل ذلك .. التقييم الموضوعي للقضايا المطروحة، وهو الأمر الذي أخذه سلفُنا الصالح من القرآن في مناقشته لهذه القضية، مثل قوله تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائمًا ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} [آل عمران: 75] فتقرر الآية أن منهم من يؤدي الأمانة ومنهم من لا يؤديها.
وبمناسبة سلفية المواجهة يجب الانتباه إلى أن الموضع الشرعي والفطري للعلم هو الصدور بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا يجب الاهتمام بحفظ القرآن ليكون القلب عامر به لأن العلم أصلا في الصدور.
¥