كما يجب الإنتباه الى أن أساس تلقي العلم إنما يكون عن الشيوخ فلا يغرنك توافر العلم في الإنترنت عن أن يكون لك شيخاً تتلقى عنه وفي ذلك عدة مزايا:-
أهمها توفير الجهد وتسديد الفهم وتعلم الأدب والحرز من الغرور، لأن الشيخ يجعل المتعلم
يتذكر دائما أن هناك من هو أعلم منه وهو الذي تعلم على يديه العلم،كما يجب معايشة النصوص الشرعية معايشة كاملة لأن فراغ القلب والصدر من القرآن والنصوص الشرعية يحرم المسلم من اليقين والإطمئنان وهو في أمس الإفتقار إليهما وخصوصا في مواجهة الفتن والشبهات
وفي هذا الصدد يجب الإنتباه إلى أن المصادر الإسلامية القديمة التي تناقش النصرانية يرد فيها أسماء فرق لاوجود لها الآن إسماً ولكن الموجود حتى الآن هو المضمون المذهبي لهذه الطوائف
فيجب تطبيق مسميات الفرق القديمة على أسمائها الحديثة مثل:-
اليعقوبية وهم الآن الأرثوذكس.
الملكانية وهم الآن الكاثوليك.
كما أن الكتب السلفية القديمة تذكر شواهد لاوجود لها الآن في الكتب التي بين أيديهم وسبب ذلك ليس راجع إلى السلف ولكن إلى التغيير المستمر في كتاباتهم هم.
النصرانيات:
وفيها يجب الالتزام بالدراسة الدقيقة المتخصصة للمصادر النصرانية والإحالة السليمة لتلك المصادر، والإحالة الصحيحة إلى كتاباتهم تكون بذكر الكتاب وذكر الطائفة التي يتبعها الكتاب وذكر تاريخ الطبعة فتقول مثلا إنجيل كذا .. إصحاح كذا .. فقرة كذا .. نسخة فانديك (الشائعة)
وفي حال الرجوع إلى نسخة أخرى في نفس العبارة يذكر النسخة وصاحبها مثل أن تقول إنجيل كذا نسخة كذا، يجب الإستفادة من البحوث الغربية والاهتمام بترجمتها حيث أن هذه البحوث قطعت شوطاً هائلاً في إثبات التحريف النصراني مما يتطلب الإهتمام باللغات الأجنبية، مع الحذر من الإستغراق الزائد عن الحد في تلك الكتابات النصرانية حتى لاتطغى على معايشة النصوص الشرعية الإسلامية وحتى لا نحرم من الطمأنينة القلبية التي تتحقق بتلك النصوص كما تبين آنفا
المتابعة الواقعية:
وهي المتعلقة بواقع المواجهة وتطوراتها وأساليبها ومواقعها الميدانية، وليكن معلوماً أن معركة الإنترنت رغم أهميتها فهي غير قادرة على حسم المواجهة من غير الاهتمام بالواقع ومتابعته ومعرفة ما يجري فيه، فيجب الحذر من الإنفصال عن الواقع الميداني للدعوة.
والمواجهة من خلال الإنترنت يجب تقييمها على أنها ضرورة وثائقية تاريخية لتطور الصراع مع أعداء الإسلام ولعل بداية " الغرف النصرانية المعادية " للإسلام تذكر بقيمة متابعة هذا التطور
كما أنه مؤشر للحالة الفكرية الإسلامية يساعد علي التقييم المستمر لها لرفع مستواها وتوجيهها إلي الصواب.
ـ وكمواجهة لضعف المستوي العلمي في مجالات المواقع والمنتديات والمدونات يجب القيام بانتقاء أقوي ما طرح سواءاً في كتب التراث أو كتب المحدثين أو البحوث والمقالات في كل إتجاهات المواجهة، وجمع كل المحاولات الفكرية المتميزة ووضعها في إطار وثائقي و إعلامي لإبرازها كمرجع يستفيد منه الجميع ...
وبخصوص الرد على الشبهات تحديداً ..
يجب قراءة كل الردود المطروحة ابتداءا قبل طرح رد آخر.
كما يجب التنبيه إلى أقوي ماكتب للرد على الشبهة والإحالة إليها.
• وكل من يقف على خط المواجهة للحملة التنصيرية سيكون واقفاً أمام شياطين الإنس والجن معا، ومن هنا يجب الإهتمام بالتسمية والذكر أثناء الدخول في هذا المجال ونحن نقوم بمهمة الدفاع عن الدين ليتحقق التحصن والنجاة.
• وفي النهاية يجب أن ندخل معركة الإنترنت بثقة وطمأنينة كاملة بأننا على الحق وأعداؤنا على الباطل، وقد أظهرت النتائج الأولية للمعركة هذه الحقيقةوذلك بعد القدرة علي جمع نصوص الدين من خلال الموسوعات .. فظهرت حقيقة الإحكام المنهجي في الإسلام بعكس النتائج الحادثة في النصرانية حيث كشف جمع النصوص النصرانية التناقض والنقص والغموض العقيدي والفكري.
وفي النهاية
نحسن الظن بالله ونفوض الأمر إليه ونتوكل عليه مؤمنين بأن العاقبة لنا وأن الله رافع شأننا وناصرنا على أعدائنا.
وفي النهاية
فإن أهم مقتضيات الواقعية في المواجهة هو الإستفادة بخبرة كل من يعمل في هذا المجال مما يتطلب تواصل بين جميع المشاركين فيه لذا نعتبر هذه المقالة .. دعوة إلى حوار دعوي مفتوح حول العمل في مجال الإنترنت
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.