تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نادرة من نوادر البخلاء ...]

ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 02 - 08, 04:48 ص]ـ

هذه الحكاية

لو خرجت من جلدك

من اعاجيب اهل مرو ما سمعناه من مشيختنا على وجه الدهر وذلك: ان رجلا من اهل مرو كان ولايزال يحج ويتجر، وينزل على رجل من اهل العراق، فيكرمه ويكفيه مؤونته، ثم كان كثيرا ما يقول لذلك العراقي: ليت اني قد رأيتك بمرو، حتى اكافئك، لقديم احسانك، وما تجدد لي من البر في كل قدمه. فأما ههنا فقد اغناك الله عني.

قال: فعرضت لذلك العراقي بعد دهر طويل حاجة في تلك الناحية فكان مما هون عليه مكابدة السفر ووحشة الاغتراب، مكان المروزي هنالك. فلما قدم مضى نحوه في ثياب سفره وفي عمامته وقلنسوته وكسائه، ليحط رحله عنده، كما يضع الرجل بثقته وموضع انسه. فلما وجده قاعدا في اصحابه، اكب عليه وعانقه فلم يره اثبته (عرفه)، ولاسأل به سؤال من رآه قط. قال العراقي في نفسه: لعل انكاره اياي لمكان القناع فرمى بقناعه وابتدأ مساء لته فكان له انكر. فقال: لعله ان يكون انما اتي من قبل العمامه، فنزعها ثم انتسب، وجدد مساءلته فوجده اشد ما كان انكارا. قال: فلعله انما اتي من قبل القلنسوه وعلم المروزي انه لم يبق شيء يتعلق به المتغافل والمتجاهل فقال: لو خرجت من جلدك لم اعرفك.

(من كتاب نوادر البخلاء)

اتمني ان لا يقع لذلك لي لو زرت احدا تعرفت عليه من ملتقي اهل الحديث

"ابتسامة للجميع"

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير