تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[توحيد الجهود الدعوية]

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[18 - 02 - 08, 03:27 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده , وبعد:

فيسرني نقل هذا الموضوع الى ملتقى أهل الحديث للإفادة منه كلٌ حسب علمه وقدرته , خاصة في مجال التقنيات الحديثة في هذا العصر ... !!

[توحيد الجهود الدعوية]

الشيخ د/ سعد بن عبد الله البريك

مقدمة:

* ـــ تتعرض الأمة لغزو شرس وهجمة وحشية تستهدف دينها ووجودها وتميزها وجميع جوانب الحياة فيها ... .

فلا بد من الدفاع عن جميع ثغورها.

ولا يتأتى ذلك إلا بتوزيع الجهد ليشمل الجميع دون إهمال فريق أو قطاع أو شريحة ... .

يجب على الدعاة تنشيط الجهود والقدرة على التعامل مع المستجدات ومعالجة القضايا والمشكلات انطلاقاً من هدي الكتاب والسنة، مع التركيز على الإيجابيات وقضايا الاتفاق ومحاولة البعد عن قضايا الخلاف وما يشتت الجهد ويؤدي إلى النزاع.

* ــ الاجتماع وتوحيد الكلمة بين الدعاة إلى الله من ألزم الضرورات قال تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.

وقال سبحانه: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}.

ونعى على أهل الكتاب تفرقهم، واختلاف كلمتهم، وتغاير قلوبهم، بل عد هذا من صفات المشركين الذين نُهينا عن التشبه بهم وأُمرنا بمخالفة هديهم. فقال تعالى {وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون}.

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا

وإذا حدث اختلاف فيما لا بد منه، ومما يسع الخلاف فيه شرعاً مما وسع الله به على عباده، فليكن لنا منهج واضح في قبول الخلاف والتعامل معه بعيداً عن فرض الرأي بغير حجة من الله قائمة وبعيداً عن رفض الآخر لمجرد الهوى والتعصب بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

قال تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

وقال تعالى حاكياً قول موسى عليه السلام {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ* قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}.

جاء في فقه هذه الآية: (أن التعاون ركن من أركان الهداية الاجتماعية فالله سبحانه وتعالى يوجب على الناس أن يعين بعضهم بعضاً في كل عمل من أعمال البر التي تنفع الناس أفراداً وأقواماً في دينهم ودنياهم، وكل عمل من أعمال التقوى التي يدفعون بها المفاسد والمضار عن أنفسهم). (تفسير المنار 6/ 131). وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ثم شبك بين أصابعه". متفق عليه.

(عبادات الإسلام وأحكامه ونظامه لا تتحقق بوجه كامل إلا بالتعاون، فالإسلام بنيان شامخ لا يقوم ولا يثبت إلا بتراص لبناته وتضامن مبانيه لتسد كل لبنة ثغرتها.

فالمقطوع به أن الإنسان بمفرده ولا الرهط من الناس بل ولا الجماعة المحدودة يستطيعون الانفراد بتحقيق هذه المقاصد). (معالم في منهج الدعوة لبن حميد 112 ــ 113 بتصرف يسير).

يقول القرطبي رحمه الله: (فواجب على الناس التعاون، فالعالم يعين بعلمه والغني بماله والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة، فالمؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم). (التفسير 6/ 47).

* ـــ يجب ألا يؤدي الخلاف إذا كان سائغاً إلى جفوة ونفور بين الدعاة مما يؤدي إلى بعثرة جهودهم.

يقول شيخ الإسلام: (كانوا يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة). (الفتاوى: 4/ 172–173).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير