بحسن تدبيره، ويصرفكم على أحسن تقديره، {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} أي: نعم المولى لمن تولاه، فحصل له مطلوبه {وَنِعْمَ النَّصِيرُ} لمن استنصره فدفع عنه المكروه. تم تفسير سورة الحج، والحمد لله رب العالمين.
شهداء على الناس في الدنيا:
2. وعن أنس رضي الله عنه قال مر بجنازة فأثني عليها خير فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت فقال عمر فداك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض
رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجه
شهداء على الناس في الآخرة:
3. 13993 - يجيء النبي يوم القيامة و معه الرجل و النبي و معه الرجلان و النبي و معه الثلاثة و أكثر من ذلك فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد و أمته فيدعى محمد و أمته فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه فيقولون: نعم فيقال: و ما علمكم بذلك؟ فيقولون: جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا فصدقناه فذلك قوله: {و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا}
(حم ن هـ) عن أبي سعيد. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 8033 في صحيح الجامع
4. {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} آل عمران110
تفسير السعدي - (ج 1 / ص 143)
يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس، لما كانت الآية السابقة وهي قوله: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} أمرا منه تعالى لهذه الأمة، والأمر قد يمتثله المأمور ويقوم به، وقد لا يقوم به، أخبر في هذه الآية أن الأمة قد قامت بما أمرها الله بالقيام به، وامتثلت أمر ربها واستحقت الفضل على سائر الأمم ...
تفسير السعدي - (ج 1 / ص 972)
هذا تفضيل من الله لهذه الأمة بهذه الأسباب، التي تميزوا بها وفاقوا بها سائر الأمم، وأنهم خير الناس للناس، نصحا، ومحبة للخير، ودعوة، وتعليما، وإرشادا، وأمرا بالمعروف، ونهيا عن المنكر، وجمعا بين تكميل الخلق، والسعي في منافعهم، بحسب الإمكان، وبين تكميل النفس بالإيمان بالله، والقيام بحقوق الإيمان.
وأن أهل الكتاب، لو آمنوا بمثل ما آمنتم به، لاهتدوا وكان خيرا لهم، ولكن لم يؤمن منهم إلا القليل، وأما الكثير، فهم فاسقون، خارجون عن طاعة الله، وطاعة رسوله، محاربون للمؤمنين، ساعون في إضرارهم بكل مقدورهم، ومع ذلك، فلن يضروا المؤمنين إلا أذى باللسان، وإلا فلو قاتلوهم، لولوا الأدبار، ثم لا ينصرون.
وقد وقع ما أخبر الله به، فإنهم لما قاتلوا المسلمين، ولوا الأدبار، ونصر الله المسلمين عليهم.
5. وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: [كنتم خير أمة أخرجت للناس] قال: " أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى "
مشكاة المصابيح [جزء 3 - صفحة 373] 6285 - [12] (حسن)
رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي وقال الترمذي: هذا حديث حسن
¥