تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إهانة نبي الإسلام تجدد السؤال: من يكره من؟]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 02 - 08, 09:14 ص]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

[إهانة نبي الإسلام تجدد السؤال: من يكره من؟]

صدمة الرسوم الدنمركية الفاحشة التي أهانت نبي الإسلام وسخرت منه وحطَّت من شأن كل ما يمثله - ينبغي ألاَّ تمر من دون أن نتوقف عند وقائعها ونستخلص دروسها؛ لأنها تشكِّل نموذجًا للكيفية التي تتعامل بها بعض الحكومات والنخب في الغرب مع الإسلام، وللكيفية التي ترد بها الأطراف الإسلامية على الإهانات التي توجه إلى عقيدتهم ونبيهم.

خلاصة الوقائع على النحو التالي:

في الثلاثين من شهر سبتمبر - (أيلول) - الماضي نشرت صحيفة "يولاندز بوسطن" - وهي من أوسع الصحف اليومية انتشارًا في الدنمرك - 12 رسمًا كاريكاتوريًّا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، أقل ما توصف بها أنها بذيئة ومنحطَّة إلى أبعد الحدود، ومع الرسوم نشرت الصحيفة تعليقًا لرئيس تحريرها، عبَّر فيه عن دهشته واستنكاره إزاء القداسة التي يحيط بها المسلمون نبيَّهم، الأمر الذي اعتبره ضربًا من: "الهراء الكامن وراء جنون العظمة"! ودعا الرجل في تعليقه إلى ممارسة الجرأة في كسر ذلك "التابو"، عن طريق فضح ما أسماه "التاريخ المظلم" لنبي الإسلام، وتقديمه إلى الرأي العام في صورته الحقيقية التي عبرت عنها الرسوم المنشورة!!

كان لنشر الصور الكاريكاتورية وقع الصاعقة على المسلمين الذين يعيشون في الدنمرك - 180 ألف نسمة، يمثلون حوالي 3% من السكان، البالغ عددهم 5.4 مليون شخص - كما كان له نفس الصدى في أوساط ممثِّلي الدول الإسلامية في كوبنهاجن؛ فعقد 11 دبلوماسيًّا منهم اجتماعًا بحثوا فيه الأمر، وقرَّروا مطالبة الصحيفة بالاعتذار للمسلمين عن إهانة نبيِّهم، ولكنَّ رئيس تحريرها رفض الاعتذار؛ فطلبوا مقابلة رئيس الوزراء الدنمركي؛ لإبلاغه باحتجاجِهم على نشر الصور؛ فرفض مقابلتهم بدوره! وأبلغهم - من مكتبه - بأنَّ الأمر يتعلَّق بحرِّيَّة التعبير التي لا تتدخل فيها الحكومة، وقيل لهم: إنَّ بوسعهم اللجوء إلى القضاء إذا أرادوا!!

وحين علم بالأمر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي؛ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو - وجَّه خطابات إلى رئيس وزراء الدنمرك، والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، دعاهم فيها إلى التَّدخُّل لوقف حملة الكراهية تِجاه المسلمين، واتِّخاذ موقف حازم إزاء الإهانات التي تُوَجه لنبيِّهم، وكان محور الردود التي تلقَّاها - خصوصًا من رئيس الوزراء الدنمركي -: أنَّ قضيَّة حرِّيَّة التعبير تُمثِّل رُكنًا أساسيًّا في الديمقراطية الدنمركية، الأمر الذي اعتبر رفضًا لاتخاذ موقف إزاء الحملة!

في الوقت ذاته؛ تحرَّك سفراء الدول الإسلامية في جنيف، وقدَّموا شكوى إلى مفوَّضية حقوق الإنسان في العاصمة السويسرية، اعتبروا فيها موقف الصحيفة الدنمركية محرِّضًا على العنصرية والكراهية للمسلمين؛ فقرَّرت المفوضية تحرِّي الأمر، وإعداد تقارير عن الموضوع، يفترض أن ينتهي إعدادُها يوم 24 من الشهر الحالي.

أُدرجت المسألة ضِمن جدول أعمال القمة الإسلامية التي عقدت في مكة في السابع من شهر ديسمبر - (كانون الأول) - الماضي، وبناءً على ذلك عبَّرت إحدى توصيات المؤتَمر عن القَلَقِ إزاءَ الحملات الإعلاميَّة المسيئة إلى الإسلام ونَبِيِّ المسلمين، وأشارتْ إلى مسؤولية جَميع الحكومات عن ضمان احترام الديانات المختلفة، وعدم جواز التذرُّع بحرية التعبير للإساءة إلى الأديان والمقدَّسات.

بعد ثلاثة أشهر من التجاهل والصمت، وفي أعقاب التفجيرات التي حدثت في لندن - علَّق على قضية الرسوم الكاريكاتورية المفوِّض العَدْلِي بالاتحاد الأوروبي (فرانكو فراتيني)، قائلاً: إنَّ نشرها لم يكن تصرُّفًا حكيمًا؛ باعتبار أنَّه من شأن ذلك أن يشيع الكراهية ويشجِّع على التطرُّف في أوروبا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير