من الصلاة خرجا ودخل غيرهما وهكذا.
المهم توجهنا إلى الفندق الذي قضينا فيه ليلتنا, وجدت مظاهر طيبة في هذا الفندق أراحتني كثيراً, وجدت بعض مظاهر العفة من النساء العاملات في الفندق, ثم لما قرأت التعليمات والتي وجدتها مكتوبة بعدة لغات منها العربية، وجدت أن إدارة الفندق لا تسمح بأن يقيم أحد مع أحد في غرفة واحدة إلا إذا كانت بينهما قرابة من الدرجة الأولى, لذلك قضيت ليلتي في جناح كبير في الفندق وحدي, وكذلك مرافقيّ تنفيذاً للتعليمات، وفي الصباح توجهنا إلى المطار حيث الرحلة الداخلية التي استغرقت حوالي ثلاث ساعات ونصف بالطائرة, وصلنا إلى مطار باندا أتشيه عاصمة الإقليم ومعي مرافقي الإندونيسي، وكان معنا كذلك في الرحلة الداخلية أحد الأساتذة الأفاضل وهو الدكتور عبد القادر الحميدي أحد الأساتذة في جامعة الرانيري والحاصل على دكتوراه في التفسير من جامعة الأزهر.
وما أن نزلنا من الطائرة حتى شعرت أن الوضع هنا مختلف تماماً عن جاكرتا, الناس والأرض وكل شئ, فالناس تظهر عليهم بوضوح شديد علامات الطيبة والبساطة والتدين وحب الإسلام، وتقدير العرب تقديراً شديداً واحتراماً مبالغاً فيه, حتى أنهم استقبلوني استقبالاً حافلاً وأخذوني من الطائرة مباشرة إلى قاعة كبار الضيوف, وقد كان في استقبالي رئيس جامعة الرانيري، وعميد كلية الشريعة، وعدد كبير من الأساتذة في الجامعة رجالاً ونساءً.
البيئة وهيئة الناس توحي بأن أهل هذا الإقليم فقراء وليس كما هو الشأن في جاكرتا حيث الصخب والمباني الشاهقة والسيارات الفارهة, لكن الفارق الكبير الذي يلفت انتباه الزائر لهذا الإقليم أن هؤلاء الناس يختلفون تماماً في انتسابهم للإسلام وحبهم له عن هؤلاء الذين رأيتهم في جاكرتا. وخرجنا من المطار متوجهين إلى المدينة حيث الفندق وزيارة محافظ الإقليم وغير ذلك. أول شئ رأيته لافتة كبيرة على طريق المطار المؤدي إلى المدينة تقول: "انتبه فأنت في منطقة تطبق فيها الشريعة الإسلامية".
توجهنا بعد ذلك إلى الفندق حيث نقيم فأردنا أن نصلي المغرب فقالوا يوجد مصلى في الفندق فتوجهنا إليه فإذا به مسجد كبير من الدور الأول من الفندق, مع أن هذا الفندق أنشأه الأوربيون الذين يعملون في الإقليم بعد إعصار تسونامي الشهير ويعد بمثابة نزل لهم, سررت لما رأيته في الفندق من احتشام الفتيات اللاتي يعملن في الفندق حيث لا توجد فتاة واحدة تكشف عن شعرها أو شئ من جسدها إلا وجهها وكفيها, كما أنهن يعملن في الاستقبال أو المطعم ولا يصعدن إلى الأجنحة والغرف، وإنما يصعد الشباب فقط لتلبية حاجة النزلاء، كذلك فإن الشباب الذين يعملون في الفندق وجدت فيهم ديانة فهم يصلون، ويسلمون عليك في الذهاب والإياب، ويقدرون العرب جداً ويعرفون لهم مكانتهم وهذا يظهر جلياً من سلوكياتهم.
توجهنا بعد ذلك لبيت محافظ الإقليم, استقبلنا شاب طيب تبدو على وجهه علامات الفطنة والذكاء, هذا الشاب هو الأستاذ محمد نزار نائب المحافظ خريج كلية الآداب بجامعة الرانيري قسم اللغة العربية, أجلسني بجواره, وكان هناك بعض المشاركين في المؤتمر ورئيس الجامعة وعمداء الكليات ورئيس المحكمة الشرعية العليا وغيرهم, دعانا السيد نزار إلى طعام العشاء وبالغ في إكرامنا, ثم قال كلمة رحب فيها بالضيوف ودعانا إلى بذل الجهد في مساعدة أهل أتشيه في تطبيق الشريعة الإسلامية في هذا الإقليم, وبالمناسبة فإن المحافظ ونائبه يُختاران من قبل الشعب ولا يمثلان الحكومة المركزية في العاصمة، وإنما يمثلان شعب الإقليم.
وسبب اختيار الأستاذ محمد نزار والسيد المحافظ لهذين المنصبين الكبيرين أنهما وحدهما من نجا من المقاتلين الذين قبضت عليهم الحكومة وأودعتهم السجن، فلما جاء إعصار تسونامي دمر السجن ومن فيه فلم ينج إلا محافظ الإقليم وكان شخصاً عادياً غير أنه كان من المقاتلين الذين يقاتلون السلطات المركزية على تطبيق الشريعة, أما السيد محمد نزار فقد سيق مكبلاً بالأغلال والقيود إلى سجن جاكرتا -العاصمة- فكان ذلك سبباً في نجاته، فاختير أحدهما محافظاً والآخر نائبا له. فسبحان من يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء.
انصرفنا عائدين إلى الفندق بعد وداع حار من نائب المحافظ كي نستعد لبدء أعمال مؤتمر"الشريعة الإسلامية وتحديات العولمة" حيث أن اليوم التالي الخميس الموافق 19 يوليو 2007 هو أول أيام المؤتمر والذي يعقد في قاعة الفندق الذي نقيم فيه.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[01 - 03 - 08, 03:19 ص]ـ
شكرا على هذه الحقائق،،
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 04:45 ص]ـ
رحلتي إلى أندونيسيا، للشيخ مشهور حسن
هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=49119
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[02 - 03 - 08, 11:38 م]ـ
وهنا يتكلم أديب الفقهاء،،وفقيه الأدباء علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه،
((صور من الشرق في أندونيسيا))
وهذه فقط نبذة عن الكتاب،،
http://www.alitantawi.com/2books/
¥