تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد المنهجي هو الحل. قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة]

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[02 - 03 - 08, 03:53 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

الرد المنهجي هو الحل.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده أما بعد:

عادت قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - تطل برأسها من جديد، ومن الدانمرك أيضاً بعدما قامت 17 صحيفة بينها الصحف الثلاث الكبرى بإعادة نشر تلك الرسوم احتجاجاً على مؤامرة مزعومة لقتل "كورت ويسترجارد" الرسام المسيء, والذي نشرت صحيفة "يولاندس بوسطن" رسومه في سبتمبر من العام 2005م, وأثارت حينها ردود فعل غاضبة وقوية في الشارع الإسلامي بعمومه.

وتلخصت المؤامرة المشكوك في صحتها في إعلان المخابرات الدنماركية عن اعتقال مهاجرين تونسيين ودانمركي من أصول مغربية للاشتباه في تخطيطهم لقتل "ويسترجارد"، وهي الخطوة التي تلقفتها الصحف لإعادة نشر تلك الرسوم بدعوى التأكيد على حرية التعبير.

وبادئ ذي بدء فإن هذه الاتهامات تستند إلى قوانين الأدلة السرية، وليس فيها محاكمة عادلة, والإبعاد الذي تم للتونسيين لا يستند إلى إدانة وإنما استند إلى الاشتباه فقط، وبالتالي فإن المصداقية تكاد تكون منعدمة في نسج المخابرات الدنماركية, ويؤكد ذلك الإعلان الرسمي بعدم كفاية الأدلة.

وسواء صدقت هذه الاتهامات أو كذبت - وهي إلى الأخيرة برأينا أقرب - فإنها أعادت الحديث مرة أخرى عن الإساءة للمقدسات الإسلامية إلى صدارة الأحداث, ومحور الاهتمام, وصحيح أن الفترة الماضية لم تكن الإساءة فيها قد تراجعت, ولكنها كانت تأخذ صوراً فردية خافتة وباهته, وتكاد هذه المرة أن تكون تكراراً لما كان في العام 2005م من موجه إساءة جماعية من قبل الغرب للنبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -.

ومن نافلة القول بين يدي هذه الإساءات المتكررة أن العداء الظاهر من الغرب الآن، والهادف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والنيل من مقدساتهم؛ لهو امتداد لحال الجاهلية الأولى التي تخبطت في ظلمات المواجهة، وما وجدت في جعبتها إلا الإساءة بالقول واللفظ والفعل في أحيان أخرى في محاولة لوقف التيار المنساب الذي ما عاد أحد يستطيع أن يوقف مده، أو أن يقف على مداه، فقالوا: ساحر أو مجنون، ونالوا من كتاب الله - عز وجل - فقالوا: أساطير الأولين اكتتبها.

والمتتبع والمحصي لن يجد مقدساً عن المسلمين إلا ونالته سهام الجُّهال الأول، وذراريهم الحالية في الغرب، وفي عقر ديار المسلمين على السواء، فالعداء للإسلام ولنبي الإسلام قديم قدم الرسالة النبوية, ويضرب بجذوره إلى الجاهلية الأولى.

ومع هذا الاستمرار في الإساءة ما زال موقف الأمة مضطرباً حيال كل مرة تطل فيها بسمها الأسود، وحقدها الدفين ما بين مؤيد لمعارضة قوية وشديدة تسمع الغرب صوت المسلمين قوياً وعالياً بحيث تردعه تلك الأقوال والأفعال عن القيام بأعمال مشابهة مستقبلاً, وما بين داعم لقتل القضية بالصمت والتجاهل, فهو أجدى وأنفع برأيه من مواجهة هذه الإساءات بفاعلية؛ لأن فاعليها ليسوا إلا حفنة ضالة فقدت القدرة على النجاح في الحياة بشرف فلجأت إلى هذا الدرك المتهاوي، تتلمس فيها رفعتها, ومن الأجدى أن تترك في مستنقعها تموت فيه كمداً وحزناً وذلاً, وألا يرفع لها شأن بذكر اسمها وتداوله على نطاق واسع.

دوافع الإساءة الغربية للمقدسات الإسلامية:

ولاشك أن محاولة اتخاذ موقف واضح من قضية الإساءة الغربية للمقدسات الإسلامية لابد وأن يستند إلى دوافع تلك الإساءات، والتي تقف وراءها وتحركها بين الحين والآخر, وألا يكون مبعثه رغبه نفسية في هدوء أو تصعيد أو تحليل منبت عن الإحاطة بكل تفاصيلها الخفية والمعلنة.

وفهم هذه الأزمة برأينا والإحاطة بها ينطلق من مفاهيم رئيسة منها:

1 - لا فائدة ثقافية أو فنية أو أدبية تكسبها الدنمارك أو أي بلد غربي آخر شارك في الإساءة من نشر تلك الرسوم التي هي عبارة عن سبب وقذف فقط في حق النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، ومقدسات المسلمين, ولا تحمل في ذاتها أية قيمة مهنية، ولا أية قيمة على أي مستوى آخر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير