تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على خلفية هذا الحدث الكبير تأتي الأسئلة الاستنكارية، عن أعرق الديمقراطيات في العالم أين غابت؟ وعن مهد الليبرالية الغربية التي قررت قيمة (الحرية) بأدناها حرية التعبير إلى أعلاها الحرية السياسية .. أين توارت في خضم النقد الحاد الذي ضاق ب (اقتراح) ضمن (تصريح) عن واقع الجالية المسلمة البريطانية فصار (الفصل) و (الإقصاء) مكان (النقاش) و (الحوار)؟ هل السبب أن الإشارة للشريعة يعني الإشادة بها، والشهادة بموافقتها لروح العصر والقانون وصلاحيتها في النظام القضائي، خصوصاً من رجل دين يُعد كبير الأساقفة؟ هل تحول الخوف من الإسلام (ديناً) إلى الخوف من (شريعته) تحت مسمى جديد هو (شريعة فوبيا)؟ هل يخاف الغرب أن تزاحم الشريعة بقيمها العليا وأحكامها الاجتماعية العادلة، التي هي في أصلها (دينية) القيم الغربية الليبرالية التي هي في أصلها (وضعية) في مجمل الحياة الأوروبية، عندما تدخل في أنظمتها القضائية كقواعد تشريعية للناس أو إجراءات تنظيمية للحياة - حتى لو كانت لفئة معينة من الشعب وهي (الجالية المسلمة) - خصوصاً أن الإسلام أكثر الأديان انتشاراً ومساجده الأكثر ارتياداً، وأن النظريات والحلول المصرفية الإسلامية صارت تلقى رواجاً في النظم الاقتصادية الغربية وهي مستمدة من هذه الشريعة الإسلامية.

لست متطلعاً لمعرفة أجوبة الأسئلة السابقة من قبل الغربيين، سواء ممن ركب موجة نقد الأسقف روان ويليامز وأشعل نار الغضب ضده، أو ممن كان عكس ذلك أو التزم الحياد، لأن الموقف الغربي العام والسائد إزاء الظاهرة الإسلامية بكل تجلياتها على مستوى العالم معروف سلفاً وهو موقف بعيد عن الموضوعية، ولكن ما أتطلع لمعرفته حقيقةً هو موقف (طلاب التبعية الغربية) ودعاة حضارتها وقيمها، الذين طالما أكدوا أن خلاص أمتنا من مأزقها الحضاري الراهن يكمن باقتفاء أثر الغرب واستلهام تجربته الحضارية، من خلال استيراد فلسفاته المادية ومناهجه الفكرية الوضعية، وتبني قيمه الإنسانية ومبادئه المدنية، أولئك أين هم من هذه الغضبة الإنجليزية العامة بإعلامها وساستها ورجال دينها على كبير أساقفتهم؟ الذي اعتبر أنه مس التوجه العلماني العام للأمة البريطانية وهدد مرجعيتها الليبرالية، أين هم لم نسمع لهم صوتاً أو همساً؟ لماذا يستغربون علينا دفاعنا المستميت عن الفكر الإسلامي إزاء أي دعوة أو فكرة تحاول علمنة مبادئه أو اختراق ثوابته؟ لماذا يستنكرون أي موقف تتخذه المؤسسة الدينية إزاء الأفكار الجديدة والدعوات المستوردة التي يراد لها أن تبُدّل في حياتنا؟ دفاعنا المشار إليه أو موقف المؤسسة الدينية يبدو مقبولاً ومعقولاً أيضاً إذا كانت (الليبرالية البريطانية) قد ضاقت باقتراح الأسقف ولم تعتبره (رأياً) يأخذ مساحته الفكرية وانتشاره الاجتماعي بما تكفله قيمة الحرية التي تتغنى بها هذه الليبرالية الانتقائية، إذاً فليكفوا عن الصراخ فلكل أمة أو دولة مرجعيتها وثوابتها وقيمها.

http://archive.al-jazirah.com.sa/2008jaz/feb/24/ar8.htm

ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[02 - 03 - 08, 11:45 م]ـ

سبحان الله، الحق احق أن يتبع،،أسأل الله أن يهديه للإسلام،،،

شكراً لك،،خففت بموضوعك شيئاً مما نحسه حيال الأحداث الراهنة من ضعف و ... ،،،

ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[03 - 03 - 08, 12:00 ص]ـ

أخي الفاضل خالد شكرا لك وأثابك الله على هذا الخبر المفرح

ولن يزال الله يمد أمتنا بنصر بعد كرب لتثق في ربها ولتعلم أن بعد الضيق فرجا ومخرجا وأن مع العسر يسرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير