[أين نحن من حقوق الجيرة؟]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:45 ص]ـ
الإسلام راعى حقوق الجيرة وأوصى بها. قال الله تعالى "والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب". (النساء 36).
وقسمت حقوق الجوار إلى ثلاثة اقسام وهي:
1ـ: جار مسلم قريب له ثلاثة حقوق فله حق الجيرة وحق الاسلام وحق الرحم.
2ـ: جار مسلم غير قريب له حقان فله حق الجيرة وحق الاسلام.
3ـ: جار له حق واحد وهو الجار غير المسلم.
لقد أضاع كثير من المسلمين هذه الحقوق وفرطوا فيها، والله المستعان
ورحم الله أبا حازم، وهو من التابعين لو عاش في عصرنا لقال عجبا، روى عنه مالك: كان أهل الجاهلية أحسن جواراً منكم، وإلا فبيننا وبينكم قول الشاعر:
ناري ونار الجارواحدة ......... وإليه قَبْلي تنزل القدر
ما ضر جار لي أني أجاوره ........... أن لا يكون لبابه ستر
أعمى إذا ما جارتي برزت .......... حتى يواري جارتي الخدر
حقوق الجار.
عن معاذ بن جبل، قال القرطبي: سنده حسن،: "قلنا: يا رسول الله، ما حق الجار؟ قال: إن استقرضك أقرضته، وإن أعانك أعنته، وإن احتاج أعطيته، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير سرك وهنيته، وإن أصابته مصيبة ساءتك وعزيته، ولا تؤذه بقُتَار قدرك إلا أن تغرف له منها، ولا تستطيل عليه بالبناء لتشرف عليه وتسد عليه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهد له منها، وإلا فأدخلها سراً لا يخرج ولدك بشيء منه يغيظون به ولده، وهل تفقهون ما أقول لكم، لن يؤدي حق الجار إلا القليل ممن رحم".
أمر الله ورسوله بالإحسان إلى الجار:
قال الله تعالى: " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ".
اما الأحاديث التي توصي بالجار وتأمر بالإحسان إليه وتنهى عن أذاه فكثيرة، منها:
الحديث الأول: رواه أحمد بمسنده، من طريق إلى عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الأصحاب عند الله، خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره) ورواه الترمذي ايضا وقال حسن غريب.
الحديث الثاني: رواه الإمام أحمد أيضاً بسنده إلى عباية بن رفاعة عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشبع الرجل دون جاره) ,
الحديث الثالث: رواه أحمد ايضا بسنده الى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورّثه) أخرجاه في الصحيحين أيضا.
الحديث الرابع روى الإمام أحمد في مسنده، بسنده الى المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوماً، وهو يحدّثهم: (ما تقولون في الزنا؟) قالوا: حرام حرّمه الله ورسوله، وهو حرام إلى يوم القيامة,, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يزني الرجل بعشر نسوة، ايسر من أن يزني بحليلة جاره) , قال: (فما تقولون في السرقة؟) قالوا: حرّمها الله ورسوله، فهي حرام إلى يوم القيامة, قال: (لأن يسرق الرجل من عشرة بيوت، أيسر من أن يسرق من جاره) ,, تفرّد به أحمد وله شاهد في الصحيحين من حديث ابن مسعود، قلت: يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ , قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) قلت: ثم أي؟ , قال: (أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك)، قلت ثم أي؟ قال: (أن تزاني حليلة جارك) , (تفسير ابن كثير: 424 425).
معرفة حد الجيرة
لاهل العلم في حد الجوار اقوال:
1. أربعون داراً من كل ناحية.
2. من سمع النداء فهو جار.
3. من سمع إقامة الصلاة فهو جار المسجد.
4. من ساكن رجلاً في حي أومدينة.
الجيرة لا تقتصر على جيرة المنزل والسكن، وانما هو كل مجاور لك سواء في سكن، في مكان عام، في النادي، أو في الشارع اوفي السفر، وكذلك بين الدول، وللأسف الشديد أصبحت الدول الغربية كأنها تطبق الإسلام في شأن حقوق الجيرة فيما بينهم فلا حدود وتأشيرة دخول بعضهم لبعض أما دول الإسلام فهداهم الله وردبهم ردا جميلا.
الجار الحسن يُشترى:
¥