تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[البركة]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:08 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

الكلمة السابعة

[البركة]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

فإنه ينبغي للمسلم أن يسأل الله - تبارك وتعالى - أن يبارك له في علمه وعمله، وفي وقته وماله، وفي أهله وأولاده، وفي دنياه وآخرته، وأن يحرص على الأسباب التي تستجلب بها البركة.

قال الراغب: "البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء" [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2287#_ftn1). ا هـ.

فالبركة ما حلت في قليل إلا كثر، ولا كثير إلا نفع، وإنَّ من أعظم ثمار البركة في الأمور كلها استعمالها في طاعة الله، عز وجل.

قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].

ولما كانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - أعظم الناس قيامًا بالتقوى ولوازمها، كانت البركة لهم وَبِهم أعظم وأعمّ، ولقد هداهم الله تعالى ومن شاء من صالحي العباد إلى ما فيه الخير كله والبركة كلها، وهو هذا الكتاب العظيم الذي أمر الناس بتعلمه وتدبره.

قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ} [ص: 29].

فعن أبي عثمان قال: "قال عبدالرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما -: "جاء أبو بكر بضيف له - أو بأضيافٍ له - فأمسى عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما جاء قالت أمي: احتبستَ عن ضيفك - أوْ أضيافِك – الليلة. قال: أَوَمَا عَشَّيْتِهِم؟ فقالت: عرضنا عليه – أو عليهم - فأبوا أو – فأبى -. فغضب أبو بكر فسب وجَدَّعَ، وحلف لا يطعمه. فاختبأت أنا، فقال: يا غُنْثر، فحلفت المرأة لا تطعمه حتى يطعمه. فحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعمه – أو يطعموه – حتى يطعمه. فقال أبو بكر: كأن هذه من الشيطان، فدعا بالطعام، فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا رَبَا من أسفلها أكثر منها. فقال: يا أخت بني فراس ما هذا؟! فقالت: وقرة عيني إنها الآن لأكثر قبل أن نأكل، فأكلوا وبعث بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أنه أكل منها" [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2287#_ftn2).

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "لقد توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رفٍّ لي، فأكلت منه حتى طال علي فَكِلْتُه ففني" [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2287#_ftn3).

وهناك أسباب كثيرة تستجلب بها البركة:

منها: تقوى الله - جل وعلا -، فما اتقى اللهَ عبدٌ في أيّ أمرٍ من أموره إلا بارك الله له فيه بقدر تقواه أو أعظم، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].

ومنها: الدعاء، ولقد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء بطلب البركة في أمور كثيرة، فقد علَّمنا أن ندعو للمتزوج فنقول: "بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما بخير" [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2287#_ftn4)، وعلمنا أن ندعو لمن أطعمنا فنقول: "اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم" [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2287#_ftn5)، وعلمنا أن ندعو بالبركة في طعامنا فنقول: "اللهم بارك لنا فيه" [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2287#_ftn6).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير