تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كن علميًّا ... ولا تكن مطيّباتيًّا

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:52 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنتشر في المنتديات العلمية ظاهرة اصطلحتُ على تسميتها (المطيِّباتيَّة) ولا مشاحة في الاصطلاح.

وهذه الظاهرة رأيت لها ثلاث صور (ولعل غيري يرى أكثر)

الصورة الأولى: من تراه يدخل إلى موضوع محتدم علميًّا بين طلاب العلم والمشايخ الأفضال، وكلٌّ يدلي بدلوه، ويأتي بدليله، فيرد عليه الآخر بالردود العلمية والتقسيمات المنطقية في مساجلة علمية باهرة، فإذا بهذا (المطيّباتي) يقتحم هذا السجال العلمي، ويخوض في ذلك البحر اللجّي، ولا يجد ما يشارك به لقلّة بضاعته، فلا يجد ما يشارك به إلا قوله لهذا: رفقا رفقا، وللآخر: لا داعي للحدّة، وكأنه سمع صوت صرصرة القلم وهو يكتب فأزعجته حدة الكاتب!

ولمن عجيب ما أذكره في هذا المجلس أني وجدت أحد الفضلاء (ولن أذكر الأسماء لعدم التجريح) يكتب موضوعا علميا يختص بعلم الحديث رواية، فرد عليه بعض المشايخ الفضلاء ردا منطقيا، فجاء أحد (المطيباتية) يقول للشيخ المفضال صاحب الرد: على رسلك فالأخ أحوج إلى بيانك ورفقك فهو يتكلم بطريقة عاطفية!

كذا قال هذا المسكين وهو لا يدري أن ذلك الأخ المسكين الذي يظن أنه يدافع عنه هو من الشيوخ المحققين المخضرمين!!!

وأنا لا أقصد هذا الأخ بعينه، ولا هذه الحادثة بعينها، ولكني أتكلم عن الظاهرة، فمثل هذه المشاركات تفسد النقاش العلمي، وتطيل المشاركات بالغث الوعر، فلا هو أثرى الموضوع، ولا ترك الأمر لأهله، وإنما كما يقال عندنا في مصر (جاء ليهدّي النفوس)

الصورة الثانية: أصحاب (البركلة) و (الجزلخة) و (الفتحلة)، فهؤلاء نوع من (المطيّباتية) لا يعرفون من المشاركات إلا: بارك الله لك، وجزاك الله خيرا، وفتح الله لك.

وهي كلمات طيبة إذا وضعت في موضعها، كأن يكتب أحد الأفضال موضوعا قيما فتأتي المشاركات من كل حدب وصوب بالثناء والدعاء فهذا لا بأس به، لما فيه من إسعاده وتشجيعه على استمرار العطاء.

لكن تكمن مشكلة هذه الصورة من (المطيّباتية) فيما لو كان صاحب الموضوع يريد جمع مادة علمية في موضوع ما، مثل: الكتب التي تشترط كذا، العلماء الذين كنيتهم كذا، المسائل التي فيها كذا، وغير ذلك، فيذكر ما لديه وهو يريد من إخوانه إثراء الموضوع بما عندهم من علم، لكن ما إن يذكر بضع مواضع حتى ينهال (المطيّباتية) بالبركلات والجزلخات والفتحلات فيسودون عشرات الصفحات في ذلك حتى يمل القارئ ويثبط الكاتب ويضيع رونق الموضوع.

فكم من عنوان جذبني بحلاوته فدخلت لأجد صاحب المشاركة قد أبدع فيما ذكر، فعندما أرى الموضوع في كذا صفحة يسيل لعابي لهذه المادة العلمية القيمة، فلما أتصفح إذا بتسعة أعشار المشاركات (تطييب خواطر) فيتحول فرحي غما.

الصورة الثالثة: (المطيباتية) الطفيليون الذين يهيمون في المشاركات بلا غاية، فيدخلون في روضة علمية ماتعة، كل من فيها يسقيها، فهي غضة الأغصان، باسقة السيقان، فإذا بهم يأتون بما لا صلة له ولا قرابة ولا نسب بهذا الموضوع من المشاركات اللقيطة والمداخلات الدعيّة، مثل: ((ما رقم الشيخ فلان)) و ((ما لون حذاء الأستاذ علان)) و ((النهاردة السبت ولّا الأحد)) و ((يا ريت حد يقولي الساعة كام)) وهكذا يخبط ما شاء بلا معنى ولا قصد ولا هدى ويفسد تسلسل النظم، فينفرط العقد.

فإلى كل هؤلاء أوجه نصحي وأنا أولى بالنصح منهم:

كونوا علميين .... ولا تكونوا مطيباتيين

وجزاكم الله خيرا

أخوكم المحب/ عيد فهمي

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:18 ص]ـ

أخي عيد لقد احترت في التعليق على موضوعك حتى أفر من (المطيباتية) فما وجدت بدا من ذلك (ابتسامة).

جزيت خيراً على ملحظك الدقيق , ونحن لنصحك وبيانك محتاجون

ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:49 ص]ـ

شيخ عيد:

(جزاك الله خيراً)

(رفقا .. رفقا بالمطيّباتيّة)

صحيح .... كيف حالك الآن؟ ... لم لا أراك في المسجد؟

(ابتسامات)

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 12:26 ص]ـ

شيخ عيد:

(جزاك الله خيراً)

(رفقا .. رفقا بالمطيّباتيّة)

صحيح .... كيف حالك الآن؟ ... لم لا أراك في المسجد؟

(ابتسامات) وإياكم

ادعُ لي فأنا في كرب وهمّ أسأل الله أن يفرجه قريبا

محبكم

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 12 - 09, 10:31 م]ـ

الصورة الثالثة: (المطيباتية) الطفيليون الذين يهيمون في المشاركات بلا غاية، فيدخلون في روضة علمية ماتعة، كل من فيها يسقيها، فهي غضة الأغصان، باسقة السيقان، فإذا بهم يأتون بما لا صلة له ولا قرابة ولا نسب بهذا الموضوع من المشاركات اللقيطة والمداخلات الدعيّة، مثل: ((ما رقم الشيخ فلان)) و ((ما لون حذاء الأستاذ علان)) و ((النهاردة السبت ولّا الأحد)) و ((يا ريت حد يقولي الساعة كام)) وهكذا يخبط ما شاء بلا معنى ولا قصد ولا هدى ويفسد تسلسل النظم، فينفرط العقد.

فإلى كل هؤلاء أوجه نصحي وأنا أولى بالنصح منهم:

أضحك الله سنك وثنيتك ثم ضرسك كما أضحكتنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير