2. أن حياته صلى الله عليه وسلم حياة المعصوم عن الخطأ والضلال فهو القدوة وقد جعلها ربي تبارك وتعالى هي (الأسوة الحسنة) فهو الصورة التطبيقية العملية لهذا الدين وجميع الطرق الموصلة إلى الله تعالى ثم إلى الجنة موصودة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم.
ويمتنع أن يعرف دين الله ويصح الإسلام بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه ومنهجه وسنته.
فهي غنيمة ما بعدها غنيمة أن يكون لنا رسول قدم لنا منهاج حياة عادل ويدعو إلى الفلاح في الدنيا والآخرة ليكون لنا نبراساً في التطبيق والعمل ..
وإن من الخسارة الفادحة أن نترك سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عصمه ربي من الزلل، لنتجه إلى غيره من القدوات التي تعتريها النقص والزلل والخطأ ما يعتريها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه دستور الحياة الصحيح ..
الأمر الثالث الذي يدعونا لمعرفة هديه وحياته صلى الله عليه وسلم:
3. أن حياته صلى الله عليه وسلم مدرسة كاملة خرجت الأجيال تلو الأجيال، فنتأمل من سيرته المتكاملة أنه سالم وحارب، وأقام وسافر، وباع واشترى، وأخذ وأعطى وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده ولا غاب عن الناس يوماً واحداً. ولقد لاقى أصناف الأذى، وقاسى أشد أنواع الظلم، وكانت العاقبة والنصر والتمكين له.
فنرى أنه استطاع بعون الله له أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة، فأحبوه وفدوه بأنفسهم وأهليهم وأموالهم واقتدوا به في كل صغيرة وكبيرة، فأصبحوا أئمة وقادة البشرية
هل تطلبون من المختار معجزة ** يكفيه شعب من الأجداث أحياه من وحد العرب حتى كان واترهم ** إذا رأى ولد الموتور أخاه
لكن اليوم لا نرى نصرا كما كنا نعرفه في أمجاد سبقت كل السبب يعود إلا أن ما أصيب به المسلمون اليوم هو بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به والأخذ بهديه واتباع سنته.
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشرع من عندهم ولم تصل دعوته للآفاق بسبب تخطيطه هو صلى الله عليه وسلم ..
إنما هو من وحي الله تعالى، الذي خلق العباد وهو أدرى بمصالحهم، وبما ينفعهم، فحري بنا أن نستشعر ذلك ونتأمل، وتتبنى دواخلنا قناعة عظيمة:
أن ما في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من نجاحات هو بسبب طريقة حياته ونهجه التي كان ينهجها صلى الله عليه وسلم ..
فمن هنا تكون انطلاقتنا إلى تطبيق السنة لننال به فوز الدنيا بتحقيق مرادنا وفوز الآخر بالخلود في الفردوس الأعلى إن شاء الله من الفائزين.ستكون بداية الكلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. في الحديث عن العبادة في حياته:
فالخلق كلهم ما خلقوا إلا لعبادة الله تعالى كما قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ..
لذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان له شأن عظيم مع العبادة ومواصلة القلب بالله عز وجل. فهو لا يدع وقتاً يمر دون ذكر الله عز وجل وحمده وشكره. و قد كانت حياته كلها عبادة لله سبحانه.
فحري بنا أن نكون كذلك، وأن نصحح نواياً ونسلم أمر الدنيا لخالقها، ونجعل دواخلنا في تعلق كبير بالله تعالى في كل الأوقات ..
فتأملي حين خاطب الله تعالى رسول صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا *} [المزمل: 1 ـ 4].
لما خاطبه تعالى بهذه الآيات العظيمة استجاب لربه فقام حتى تفطرت قدماه.
فانظري كيف كانت استجابته بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، مع كل ما حفه ربي تعالى من البشارات العظيمة ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " أفلا أكون عبداً شكوراً ".
¥