تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يتظاهرونللناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعةما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلامبالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام!

ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قالالشاعروكل خير في اتباع من سلف * * * *وكل شر في ابتداع من خلف. اهـ

شبه والردّ عليها:

1) قد يقول قائل: لا دليل على أنّ المسبحة بدعة ضلالة، والآثار التي سقتها للاستدلال بها إنّما جاءت فيمن يسبح بالحصى لا بالمسبحة.

الجواب: إنّ الأصل في العبادات التوقف على ما نص عليه الشارع الحكيم وأنّه لا يجوز الزيادة عليه بأي وجه من الوجوه. ولا نص على شرعية المسبحة بله استحبابها. وقد مرّ عليك من الآثار ما يدل على أنّ السلف ما كانوا يعرفون التسبيح إلا بالأنامل وهو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولا فرق بين أن تسبح الله تعالى بحصى متفرقة وبين أن تجعل في وسط تلك الحصى ثقبا فتضمها إلى بعضها البعض بخيط أو ما شابه! ولا أظن عاقلا يخالفنا في هذا.

2) قد يقول قائل، بعد أن سلّم أنّ المسبحة بدعة: إنّ المسبحة بدعة حسنة وعليه فلا حرج من استعمالها.

الجواب: إنّ رسول الله تعالى حين قال: كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، قد استعمل أوكد صيغ العموم وهي قوله "كل" فالرسول صلى الله عليه وسلم حكم على سائر المحدثات بأنها بدعة وبيّن أن كل البدع ضلال، ولو كان في الشرع شيء اسمه بدعة حسنّة لبينه عليه الصلاة والسلام.

ثمّ اعلم أنّ تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة تقسيم مبتدع هو الآخر.

إذ لم يقل به أحد من السلف ومن أئمة الدين والعلم كالأئمة الأربعة ومن بعدهم إلى أن قال به العز بن عبد السلام رحمه الله.

فبالإضافة إلى كونه أشعرياً صوفياً خرافياً، فيبقى الأصل عدم التقسيم لأنّ العز غفر الله له لم يأتي بأدلة وحجج تبرهن وتعلل ما ذهب إليه.

والعلماء المحققون ردّوا عليه وبينوا خطأه.

ثم إنّ قائل هذا الكلام غير معصوم وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

حكم المسبحة للعلامة الشيخ الألباني -رحمه الله

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 110) عند تخريجه لحديث "نعم المذكّر السبحة" (حديث موضوع): ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور:

الأول: أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال: مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال: لقد سَبقتم، ركبتم بدعة ظلما، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما، وسنده صحيح إلى الصلت، وهو ثقة من اتباع التابعين.

الثاني: أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال الألباني أيضا (1/ 117): ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل!

ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:

وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[19 - 04 - 08, 03:26 م]ـ

السلام عليكم ...

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد،

بارك الله فيك وفي حرصك ...

أنقل لكم هنا بعض الاجوبة بهذا الخصوص

من موقع موقع الإسلام سؤال وجواب

www.islam-qa.com

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير