والحُمدُللهِ حمداً كثيراً على أن المسألة مُجردُ ذكرى , أما الآن فللهِ الفضلُ والمنة أنا حُرٌ طليق .. :)
سأسوقُ عليكُم ماعانَيتُه من أحد الثقلاءِ (تربيع)!!
كانَ الرجُلُ يتَصِلُ عليَّ في أوقاتٍ أكون فيها أقربُ إلى النومِ وكُنتُ أجِلّهُ ولم أبخصهُ إلى الآن , وكانت المكالمة تأخذ الساعة والنصف أحياناً , والطامة الكُبرى أن جُل مايقولُه هو كلامٌ مُكرَّر!
كيف الحال ياحمد؟
إيه .. وبعد شخبارك؟
عساكم بخير؟
ومن الجُمَلِ المُشابهة ..
ضِقتُ ذرعاً وأصبحتُ بينَ مِطرقةِ احترامِي لَه , وسندان ثقُلِهِ المَرير!
وكانت نفسي محطَّ شفقةٍ مني , قلت علّي أقومُ بحركةٍ توحي لَه بأني مُنزعٍجٌ منه دونما تركُ أثرٍ في نفسه!
فقمتُ بتغيير رقمَ هاتِفي النقال ..
وكان يتَصِلُ على الرقم القديم , وقد صادَفَ (الثقيلُ) والدِي - حَفِظَهُ الله - في إحدى المُناسبات وبادَرَهُ بالسؤالِ قائلاً؛ إني أتصِلُ على حمدٍ ومامِن مُجيب؟
وكانَ أبي على علمٍ بأنهُ ثقيلُ دمٍ - كما أخبرتُهُ مُسبقاً - فما كانَ من الوالد إلا أن قالَ يبدو أنه مشغولاً في أمرٍ ما أو في دراسةٍ .. (تصريفة)
لكِن لثُقلِ دمِ هذا الرجُل وبلادتِه .. ذهَب إلى مَنزِلي ودقَّ الجرس ونادى أخي الذي يصغُرُني بسنتين , وتحايلَ عليهِ بحجةِ أنهُ يحتاجُ إليَّ لأمرٍ هام فأعطاهُ أخي - سامحهُ الله - الرقم الجديد!
إذ بي أفاجَأُ بِهِ يتصِلُ عليَّ , وضاقَت بي الأرضُ بما رحُبت وتحليتُ بالشجاعة وقُلت في نفسي إن الذي لا يقرأ مشاعِرَ الآخرين حَريَّ بهِ أن يُنهَر!! وأن أقولُها صراحةً في وجهِهِ ..
ثُمَّ تراجعتُ قلت علََّ وعسى أن يُترجِمَ مشاعِري ونبرةَ صوتي!
إذ بِهِ يتصِل مِراراً وتِكراراً حتى طفَحَ الكيلُ وكان اليومُ حاراً جِداً وكنت في ازدحامِ الشوارِعِ والجوعُ قد فَتَكَ بي فتكاً ..
حمد: نعم يا أخي؟ أما تستحي؟ أما بَقِيَ في وجهِكَ ماءٌ لتحفظه؟
كُلما اشتريتُ رقماً جديداً هِمتَ تبحَثُ عني؟
ماذا تُريد؟
لا أخفيكُم سِراً أن ردَّهُ جعلَني أستَمِرُّ في حِدّتني معه!
قالَ بالمَثَل الكُويتي (مِن حبِّك لاشاك)!!
قُلت , أحبَكَ الله ولكنك ثقيلُ دمٍ كريهَ الجلسةِ وأنا ولتعاسةِ حظَّكَ لا أجامِلُ على حِسابِ نفسي ..
واللهِ مُنذُ ذلِكَ اليوم , أصبحت اتصالاته نادرة جداً وإن اتصلَ لم يُطِل الحديث!!
فاللهُمَ لكَ الحمدُ على ذلك , وذلِكَ فضلُ اللهِ يؤتيهِ من يشاء
وأعتقِدُ أني أوتيتُ ذلِكَ الفضل (ابتسامة)
فالسبيل الأمثل للخلاص من الثقيل - فناهُ الله - أن يُصبِح السلوكُ ثقيلاً كثُقلِهِم.
أستغفِرُكَ اللهُم وأتوبُ إليك ..
ياألله!!!!!!!!!
والله لاأقول لانسان ذلك ولو قعد يحادثني عشر سنين ثقال،،
الصمت-والله-أفضل،،
غالباً الثقلاء لايدركون معنى أنهم غير مرغوبين!! فصدمة أن يواجهوا بذلك،،وإلا الحر الفطن تكفيه الاشارة،،،
أنا لاأوجه هذا الكلام لك أخي الفاضل انما لكل من استطاع مواجهة ثقيل،،
،،،،،،،،،،،
عن نفسي قد أواجه ذلك،،لكن أعتذر ان كنت مشغولة،،لكن أتصل في وقت أكون خارج المنزل أو في وقت لايضر بي الاتصال،،أو الاستقبال للأصدقاء،،،
وأنا ان كنت أرجو أن أصاحب أخت أستفيد من علمها أو نصحها فمن حق غيري أنت يستفيد مني،،أنا لاأزيد على أحد بفضل لكن لعل الأخت التي أشرت إلى ملازمتها اياي أقل مني في بعض الأمور وتستفيد مني وأنا لاأستفيد منها إلا الأجر والصبر،،ثم كتب الله-تعالى- أن تنتقل إلى مدينة أخرى وتقل الاتصالات تلقائياً،،والحمد لله بقيت لي مكانتي عندها،،ولم أسؤها يوما من الدهر،،،
علما بأنها عزيزة علي!
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[28 - 04 - 08, 04:47 ص]ـ
من بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية رحمه الله:
الناس أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر:
أحدها: مَن مخالطته كالغذاء لا يُستغنى عنه في اليوم والليلة، فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة ثم إذا احتاج إليه خالطه هكذا على الدوام، وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر، وهم العلماء بالله تعالى وأمره ومكايد عدوه وأمراض القلوب وأدويتها الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله.
¥