وليس الغرضُ من الموضوع التكبُّر على أحد وانتقاصُه والتحقير له بقدر ما يهدف إلى حقيقة تآلف وتنافر الأرواح كما صحت بذلك السنة في قوله صلى الله عليه وسلم (الأَرْوَاحُ جُنُوْدٌ مُجَنَّدَة فَما تَعَارَفَ مِنْها ائْتَلَف ومَا تَنَاكَرَ منهَا اخْتَلَفَ)
قال شيخ الإسلام: (وتعارفها تناسبها وتشابهها فيما تعلمه وتحبه وتكرهه) 5/ 253
أيها الأحبة:
إنَّ الأرواحَ التي لا يتوافق أصحابُها في الصفات والأخلاق والميول , ويتنافرون في طباعهم واهتماماتهم يندر أن يدوم لهم اجتماعق وألفة إلا اضطراراً.
قال المناوي رحمه الله:
التعارف هو التشاكل المعنوي الموجب لاتحاد الذوق الذي يدرك ذوق صاحبه فذلك علة الائتلاف كما أن التناكر ضده ولذلك قيل فيه:
ولا يصحب الإنسان إلا نظيره ** وإن لم يكونوا من قبيلٍ ولا بلدْ (فيض القدير 1/ 552)
والمحبة أيها الإخوة ليست اختياريةً أبداً فالمحبة ميل روحاني طبيعي لا مجال للتكلف في تحقيقه وإيجاده, ومن تكلَّفها ظهر ذلك منه في فلتات لسانه ونظراته , وليس بالسهل اجتماع القلوب وتوافقها , ألا ترون الله تعالى امتنَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألف بينهم)
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا تسألن أحدا عن وده إياك ولكن انظر ما في نفسك له فإن في نفسه مثل ذلك , إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
قال الغزالي في الإحياء:
(قد تستحكم المودة بين شخصين من غير ملاحة في صورة ولا حسن في خلق وخلق ولكن لمناسبة توجب الألفة و الموافقة فإن شبه الشيء ينجذب إليه بالطبع والأشياء الباطنة خفية ولها أسباب دقيقة ليس في قوة البشر الاطلاع عليها عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك حيث قال الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) 2/ 161
وعلى كل حال فخلافنا في هذا الموضوع لن يكون منفراً للأرواح إن شاء الله , فلكل وجهة هو مُوَلاَّها.!
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
كيف يعرف الإنسان أنه ليس ثقيلا، فما أدرانا أننا نكون ثقلاء مع من هم فوقنا علما وسنا.
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:31 م]ـ
نسأل الله أن يديم فراقنا إلى يوم يبعثون , وأن يكون بيننا في الجنة كما بين السماء والأرض
لا تخف ... فليس في الجنة ثقيل!:)
أسأل الله أن يجمعك به في الجنة متقابلين على السرر قد نزع من القلوب الغل ...
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[30 - 04 - 08, 04:24 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله وبعد .........
هذا جزء من مشاركة أختنا طالبة العلم سارة
يكون أضعف ما يكون وأمهن ما يكون عند أحب الناس إليه ولابد!!
مما اشتقت كلمة أمهن وهل تصح؟؟؟!!!!
أما عن علاج الثقيل
فلا تكن انت خفيفاً
حُكيَ لي أن شيخنا محمد صفوت نور الدين -رحمه الله تعالى-
الرئيس السابق لجماعة أنصار السنة المحمدية
أنه عندما يأتيه رجل ليسأله عن مسألة -والشيخ كان محبباً سهلاً- وكان يتبسط للناس وأنتم تعلمون اذا ظفر أهل القرى والارياف بمثل هذا الرجل ......
المهم كان الشيخ اذا أتاه أحدهم يبتسم له ويتودد ويهش ويبش وكان يفتح كتابه ويقرآنه سويا
فيخرج الشيخ والضيف كلاهما بفائدة ويسعد الضيف لأن الشيخ خصه وما خصه الشيخ لكن هذا صنيعه مع الأضياف فلو ثقل الضيف أو الصاحب -وهذا لايعتبر ثِقَلاً - فكلما ازداد الثقل كلما ازداد النفع
والله المستعان
والسلام
ـ[العدناني]ــــــــ[30 - 04 - 08, 04:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
كيف يعرف الإنسان أنه ليس ثقيلا، فما أدرانا أننا نكون ثقلاء مع من هم فوقنا علما وسنا.
أخشى أن يكون
هذا هو الثقل المركب الذي ذكره الإخوان ...
لكن عموما الثقيل قد يكون ثقيل وهو في بيته ...
ولم أرى أحسن من تسميته بالثقيل ... فالاسم معبر جدا ...
ربنا اكشف عنا العذاب ....
ـ[أم خباب]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:16 م]ـ
نسأل الله أن يديم فراقنا إلى يوم يبعثون , وأن يكون بيننا في الجنة كما بين السماء والأرض , ويجيرني وإياه من النار.
أَلِهَذَا الحَدِّ؟!!
الحَمْدُ للهِ الذَّيْ نَجّانِيْ مِمَّنْ هُوَ عَلَىْ هَذِهِ الشَّاكِلَةِ، وَأَسْأَلُهُ جَلًّ وَعَزَّ أَنْ يُدِيْمَ هَذَا النَّعِيْمِ عَلَيَّ وَعَلَىْ إِخْوَتِيْ، اللَّهُمَّ آمِيْنِ
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 06:02 م]ـ
أَلِهَذَا الحَدِّ؟!!
الحَمْدُ للهِ الذَّيْ نَجّانِيْ مِمَّنْ هُوَ عَلَىْ هَذِهِ الشَّاكِلَةِ، وَأَسْأَلُهُ جَلًّ وَعَزَّ أَنْ يُدِيْمَ هَذَا النَّعِيْمِ عَلَيَّ وَعَلَىْ إِخْوَتِيْ، اللَّهُمَّ آمِيْنِ
اللهمَّ مَلِّكنا أنفسنا يا رحمن يا رحيم
أحسَن اللهُ تعالى إليكِ وجَزاكِ خيراً وبَارك لكِ وفيكِ , وأدامَ عَليكِ ما أدركتِه وما غَابَ عن عقْلكِ من ظاهر نعمه ومننه وباطنها ورزَقكِ شكرَها والقيَامَ له فيها بمَا يُحِبُّ ويَرضَى هو وليُّ ذلك كلِّه ومَولاهُ. آمين
¥