تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وليعلم هؤلاء الأخوات أنهن بهذا العمل أصبحن من صفوة المجتمع ومن الغرباء فيه، فلا ضير عليهن كما قال ابن القيم - رحمه الله -: "فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين: هم أشد هؤلاء غربة. ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل عنهم: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ .. } (الأنعام:116). فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه، وغربتهم هي الغربة الموحشة، وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم" (مدارج السالكين 3/ 196).

وكذلك من حسن الاختيار: اختيار الهيئة الإدارية الواعية ذات الرأي الصائب والعلم والبصيرة وبعد النظر. وانقل في هذا المقام كلاما رائعا للعلامة الشيخ الإمام -محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله - في الاحتساب، حيث اشترط أربع قوى لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال:

"والمقام يفتقر إلى قوة علمية، وقوة إرادية، وقوة تنظيمية، وقوة تنفيذية، فبالقوة العلمية يعرف الطريق ليسلك، وبالقوة الإرادية يسلك الطريق ويستمر في السير، وبالقوة التنظيمية تحصل قوة السير وكماله، وبالقوة التنفيذية تحصل الثمرة والنتيجة ... " (مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ).

ثالثاً: إقامة دورات شرعية، لإعدادهن وتزويدهن بما يلزم للقيام بهذه العمل، ويكون اجتيازها شرطاً للقبول، وتكون مكثفة ومركزة، ويقوم عليها مجموعة من العلماء وطلبة العلم المعروفين.

رابعاً: أن يطبق كتجربة أولاً في مدينة الرياض، فإن تم نجاحه - ونؤمل ذلك - فليعمم على كل منطقة ومحافظة وتوابعها بلا استثناء.

وختاماً: أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، ويجزي القائمين على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خير الجزاء ويثبتهم على الحق ويعينهم عليه، وعلى رأسهم معالي الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة الشيخ "إبراهيم الغيث".

منقول من موقع نور الاسلام

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير