" إن استهلاك الغول يزداد في جميع الأقطار المصنعة. ولكن فرنما باستهلاكها 7. 16 لتر من الغول الصافي لكل فرد في السنة تأتي في ضليعة هذه الأقطار وفي طليعة الأقطار التي تكثر فيها حوادث السير.
ويقدر عدد الفرنسيين المسرفين في الشراب من 4 إلى د ملايين شارب. وفي كل سنة يبلغ عدد ضحايا الغولية000، 70 ميت وتبلغ نفقتها 70 مليارا من الفرنكات الفرنسية.
" وفي دراسة، للغول والاستغوال والغولية رفعها تقريرا إلى رئيس الجمهورية الفرنسية في يوليو 1980 لفيف جان برنار يوصي هذا اللفيف بتطبيق التشريع الحالي تطبيقا أفضل مما هو عليه الحال الآن.
6 - الخلاصة.
إن الأخطار التي يتعرض لها متناول الغول معترف بها عالميا والكل يسلم بها ومكن لإدمان الغول زيادة على الإصابات بأمراض، عديدة أن يتسبب للغوليين في عاهات بدنية وعجز جسمي ونفساني ومجتمعي وفي متلازمة للتبعية نفسية أحيائية (تبعية للغول) التي قام الدليل أخيرا على حقيقتها الطبية.
كل هذا يدلنا على صواب تحريم الإسلام للغول حفظا لصحة الفرد ونسله وبالتالي حفظا لصحة المجتمع.
وفي الساعة الراهنة تكون الغولية المزمنة مشكلة صحية عمومية في المقام الأول لدى بعض أقطار أوروبا وأمريكا، لأن عدد الغوليين (المزمنين) يزداد فيها بكيفية جد مهولة.
ففي الولايات المتحدة بلغ هذا العدد خلال السنين الأولى من الستينات أربعة ملايين. وفي أقل من عشر سنين كان الغوليون يعدون بعشرة ملايين غولي. ولوحظت علاقة وثيقة بين زيادة الغولية وزيادة الأمراض الزهرية (مثل الداء الإفرنجي ومكورات السيلان SyphilisetlaConococcie) والجدير بالذكر أن عدد الغوليين المزمنين لا يمثل سوى 10% من عدد المتعاطين للغول. ففي الولايات المتحدة مثلا يقدر الذين يشربون الغول في المناسبات ( SocialDrunkers) بمائة مليون.
وينبغي لمحاربة الغولية كي تكون قويمة رشيدة أن تعتمد على تربية الفرد عندما تكون ممكنة سواء في فترة نموه وهي الفترة التي تكتسب فيها الخصال الحميدة والخصال الذميمة: زمن الطفولة والمراهقة. فهذا ما يستفاد من بحوث اللجنة العليا للدراسة الإعلامية للغولية بفرنسا.
فرئيسيا الأستاذ ر. دوبري وصف بهذه العبارات التربية التي ينبغي الإقبال عليها فقال: " بدلا من أن ننمي في الطفل الشعور بالرهبة وبالخوف من الأفضل أن ننمي فيه حب الفضائل والخصال الشريفة، وروحة متشبعة في قوة بالوطنية والمواطنة فتنشئة الأطفال رجالا ومواطنين خير وسيلة لمقاومة الانقياد الخسيس لعادات الوسط السيئة ".
أجل، لئن كان الإسلام يتخذ الإيمان وسيلة لكل تربية فإننا نسجل بحق عجز القانون عن الحلول محل الإيمان في مجال التربية. فقد اتضح بالتجربة أن القانون غير قادر وغير ناجع بل غير نافع لا في الصعيد المجتمعي ولا في الصعيد الخلقي على جميع المستويات. وهذه الحقيقة يصورها لنا بكيفية صارخة بشأن الغولية المثالان التاليان:
ا- سبق للكونجرس الأمريكي أن أصدر بما يقرب من الإجماع في 16 يناير 1919 قانون باسم التعديات الثامن عشر يطبق ابتداء من أول يناير 1920 يمنع صنع الخمور خفية وعلانية ويمنع تصديرها واستيرادها ونقلها وحيازتها. وكل مخالفة لهذا القانون يعاقب عليها بعقوبات السجن أو الذعيرة أو كليهما معا. وبمجرد ما تم إغلاق الحانات ومصانع الخمور انتشرت في طول البلاد وعرضها مشروبات خفية كانت تسمى ( BlindPigs) وصدر نصف مليون من الأحكام التي تدين المخالفين لهذا القانون فيما بين يناير 1920 وأكتوبر 1933 ولمه يسبق للخمور الرديئة النوع أن استهلكت مثلما استهلكت في تلك الفترة. وقد صاحب هذا الاستهلاكما يصاحبه عادة من زيادة في الموت والإجرام مما حمل الكونجرس في النهخاية على إلغاء حظر الخمور الذي كان أصدره.
2 - المثال الثاني هو مثال الشاربين المسلمين الذين بمجرد ما سمعوا بالآية التي تحرم الخمر تحريما صريحا أفرغوا دنانهم وكل أوانيهم ست ذلك الشراب المحبوب والمبجل لديهم والمعتق طوال أجيال بل وقرون. لقد أجروا جداول وأنهارا مختمرة طول أزقة المدينة. وروى لنا المؤرخون أن اللحظة التي أعلن فيها تحريم الخمر شوهد الذين كانوا رافعين أقداح الشراب إلى أفواههم يرمون بها إلى الأرض من دون أن تصاب إلى شفاههم.
¥