[دعوة للتعرف (1)]
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ right] التعرف من أهم طرق التواصل بين البشر.
ومن بدهيات التعرف معرفة اسم ومركز من تريد التعرف عليه، وهل يمكن أن تستفيد منه في يوم من الأيام. وبناء على هذه البدهيات تكون قوة العلاقة وضعفها، فالعلاقة بالكبير ليست كالعلاقة بالحقير.
التعرف على البشر يعترضه كثير من العقبات.
التعرف على البشر تعتريه المنة والأذى، فلا يكاد الإنسان يتعرف على من يعتقد فيه النفع إلا وقد أهدر ماء وجهه، وكل ومل من التردد عليه، ثم بعد هذا كله قد يظفر بمطلوبه وقد لا يظفر.
التعرف على كثير من البشر رق دائم للإنسان.
إن الحقيقة المرة التي ينبغي أن نعترف بها ونسعى في إصلاحها هو أننا لم نتعرف على من كل الخير والسعادة في التعرف عليه.
لم نتعرف على من ينفعنا حقا في وقات الأزمات حيث يتخلى عنا الصديق والقريب والصاحب.
لم نتعرف على من إذا وقف الناس حيارى لا يستطيعون أن يقدموا لنا شيئا جاءنا بالفرج بطرق لا تخطر لنا على بال.
إنه الله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
قال صلى الله عليه وسلم: (تعرف على الله بالرخاء يعرفك في الشدة).
دعونا نتعرف على الله بأسمائه وصفاته التي ما يسكن في هذا الكون من متحرك ولا يتحرك من ساكن إلا وهو من آثار هذه الصفات العلى.
دعونا نتعرف على اللطيف سبحانه.
اللطيف هو الذي يوصل لك الخير بأمور لا تخطر لك على بال.
أما مررت- في حياتك- في أزمة فخرجتك منها بطريقة عجيبة.
إنه لطف اللطيف.
قال يوسف عليه السلام (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) يوسف100.
يذهب المريض للطبيب شاكيا لاهثا وراء العلاج فيصدمه الطبيب ويقنطه: علتك عليلة ليس لها دواء، انتظر الأجل المحتوم ... (خذ الخبر ... لا تحاول). يرجع هذا المريض إلى بيته مهموما حزينا. الدنيا الواسعة كسم الخياط. يرفع يديه إلى الله .. يدخل عليه بلا بواب ... وفي أي وقت شاء ... يارب ... يارب ... فيكشف ما به ويفرج كربته.
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة186.
دعونا نتعرف عليه سبحانه عن طريق مخلوقاته المتقنة التي سحر إتقانها ذوي الألباب، فالتفكر في هذه المخلوقات من أعظم الطرق الموصلة إليه سبحانه.
أذهلتنا صناعات البشر ونسينا إتقان من إليه المفر.
نعجب من الكمبيوتر والسيارة والطيارة وننسى جسومنا وتركيبها (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) الذاريات21.
ننسى الكون البديع والأفلاك السائرة والبحار الهادرة (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ) آل عمران190.
دعونا نتعرف عليه بنعمه التي أغدقها على البر والفاجر. نعم لا يكفي شكر أقلها صوم الدهر وقيامة.
(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) النحل53.
سمعك ..... بصرك ..... عقلك ....... جوارحك ...... تردد أنفاسك ...... ولدك ..... عافيتك ..... أمنك ..... نومك. ثم ماذا بعد هذا!
(وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار) إبراهيم34.
فكر قليلا فبضدها تتميز الأشياء، ماذا لو فقدت أقل هذه النعم .... كيف يكون حالك.
يا رب إنا فقراء إليك .... معترفون بضعفنا وتقصيرنا .... فألهمنا رشدنا .... وقنا شر أنفسنا .... ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
وللموضوع صلة إن شاء الله
والسلام
ـ[هادي الجرادي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 05:45 م]ـ
لا فض فوك يا أخي فرحان.