تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

زفرةُ الموت ... اللهمّ أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 09:57 م]ـ

زفرة الموت

آخر الزفرات

مَصائبُ حلّت إثرهنَّ مَصائبُ ... وعُصبةِ حزنٍ تَقتفِيها عَصائبُ

ولَيْلٍ كَأنَّ الصُّبحَ قدْ ماتَ قَبلَهُ ... لهُ مِنْ صَنَادِيدِ الهمومِ كَتائبُ

تُهاجمُ مغلولَ اليَدَيْنِ مُلجَّمًا ... قَعِيدًا بلا سيفٍ فكيفَ يُحاربُ

فقلتُ له يا لَيْلُ هلْ لكَ آخرٌ ... فأفْغَرَ فاهًا قَدْ ملاهُ التثاؤبُ

وأَسْرَابِ أسقامٍ سَرَتْ في جوانحي ... بأَنْوَاعِ آلامٍ لهنّ صَواحبُ

تَجَرَّعتُ أصنافَ الدَّواءِ بأسرِها ... عَقَاقيرُ مُرٍّ لم يُسِغْهنّ شاربُ

شَرابٌ وأَقْراصٌ وحَقْنٌ بإبرةٍ ... تَجاربُ طبٍّ أَتبعتْها تَجاربُ

وحُمَّى عشارٍ أَنْجَبَتْ أَلْفَ علّةٍ ... بِصَدْرِي وَقَدْ ضاقَتْ بِهِنَّ التَّرَائِبُ

وغُرْبَةِ سُوءٍ في محلِّ إِقَامَتي ... ببلدةِ شُؤْمٍ لَيْسَ فيها أَقاربُ

ووَحْشَةِ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مَعِي سوى ... حَوائطُ صمّاءٌ فمَنْ ذا أُخاطبُ

وأَعْبَاءِ دَينٍ قدْ تَحَمَّلْتُ عَنْ أَبِي ... كظُلمةِ لَيْلٍ لَيْسَ فِيهِ كَواكبُ

ومَالٍ قَلِيلٍ قدْ جَمَعْتُ لِمحْنَتي ... أَتاه بِجُنحِ اللَّيلِ لِصٌّ وناهبُ

وعُمْرٍ مَضَى مِنْ غَيْرِ زَوْجٍ تُعينني ... ولا وَلدٍ يَدْعُو ولَيْسَ يُحاسِبُ

وعَيْنَيْنِ قَدْ جَادَا بِمَا كَانَ فِيهِمَا ... مِنَ الدَّمْعِ فاسْتَعْصَتْ عَلَيْها المذاهبُ

ومَوْتٍ تَأَبَّى عِندما صَارَ مُنْيةً ... أَفِرُّ إِلَيهِ وهْوَ مِنِّي يُجَانبُ

وقَولِ جُموعِ القَارِئِينَ لِزَفْرَتِي ... ألا أيُّها الشَّيخُ الكَريمُ المَنَاسِبُ

أَتَشْكُو وأنتَ الشَّيخُ والشَّيخُ قُدوةٌ ... وإِن يَعْلَمُوا مَا حلَّ بِي لَمْ يُعَاتِبُوا

يقولون يا عيد بن فهمي تجلُّدًا ... وصَبْرًا جَمِيلاً لا تَهِنْك النَّوائبُ

وما يَستوي شَاكِي الخطُوبِ وسَامعٌ ... ولا قَارِئٌ للنَّائِباتِ وكَاتبُ

وأَصْحابِ خِبٍّ في الرَّخاء مَلَلْتُهمْ ... رَأَوْا محْنَتِي فَرُّوا فَلَمْ يَبْقَ صَاحبُ

ألا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا الله باطلٌ ... وكُلُّ خَلِيلٍ في سوى الله كاذبُ

شَكَوْتُ إِلى رَبِّي ولَيْسَ لِغَيْرِهِ ... وعِندَ الكَريمِ البَرِّ تُرجَى المطالبُ

فإن يَرْضَ عنّي لم أُبَالِ بِخَلْقِهِ ... وويلي إِذا أَرْضَيْتُهم وهْوَ غاضبُ

حَنَانَيْكَ رَبِّ كاشفَ الضُّرِّ والأَذَى ... فإِنْ كانَ ذَا ذَنْبًا فإِنِّي لتائبُ

وإِنْ كانَ ذَا فَضْلاً وخَيْرًا ورِفْعَةً ... فرُحْمَاكَ عَبْدًا أَنْهَكَتْهُ المتاعبُ

ومَنْ يَكْتَسِبْ إِثْمًا فشَرٌّ لنَفْسِهِ ... ومَنْ يَكْسِبِ الحسنى فَنِعْمَ المكاسبُ

ومَنْ يَرْضَ غَيْرَ السِّلْمِ دِينًا فإنَّهُ ... مشارقُ أرضٍ أسلمتْ ومغَاربُ

ومَنْ سَبَّ جَدِّي خَير مَنْ وَطِئَ الحصى ... فَقَدْ بَاءَ بالإِثْمِ العظيمِ العَواقبُ

شَفاعَتُهُ أَرْجُو وإِن كان والدي ... فيَوْمُ الجَزَاءِ ليْسَ تُجدِي المَنَاسِبُ

اللهم بعلمك الغيب * وقدرتك على الخلق * أحيني ما علمت الحياة خيرا لي * وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي * واللهم إني أسألك الخشية في الغيب والشهادة * وكلمة الحق في الرضا والغضب * والقصد في الغنى والفقر * وأسألك الرضى بعد القضاء * وبرد العيش بعد الموت * وأسألك لذّة النظر إلى وجهك * والشوق إلى لقائك * من غير ضرّاء مضرّة * ولا فتنة مضلّة * اللهم زيني بزينة الإيمان * واجعلني من الهداة المهتدين

ربِّ إنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}

{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}

ـ[توبة]ــــــــ[22 - 05 - 08, 02:05 ص]ـ

أخانا الفاضل عيدا،إنا ننعي إليك أنفسنا،فمن كانت هذه حاله، هو الحي بيننا و نحن الأموات.

فأبشر بمحبة الله لك على قدر ابتلائك في هذه الدار الفانية، و (بشر الصابرين).

الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرحل

ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 02:13 ص]ـ

.... ومن رحمته: أن نغّص عليهم الدنيا، وكدرها؛ لئلا يسكنوا إليها، ولا يطمئنوا إليها، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم ..... اهـ إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان

هذا كلام ابن القيم رحمه الله، أما أخوك فيقول لك:

قد مرّ علي الشهور الفائتة بلاء شديد جدا كادت معه حياتي أن تتوقف، وكنت في حالة من الضعف الشديد، فلم يكن دعائي إلا (اللهم اخرجني من هذا البلاء معافى في ديني).

واليوم فقط في طريق عودتي من صلاة الفجر أُلهمتُ أن أعدد الفوائد - الدنيوية والأخروية - التي عادت علي من هذا البلاء فوجدتها كثيرة جدا جدا جدا؛ حتى أنني اشتقت الوصول إلى البيت حتى أكتب تلك الفوائد في ورقة ....

فما ظنك أنني وجدتُ سبع عشرة منفعة - دنيوية وأخروية - عادت علي من هذا البلاء ....

ولو كنتُ تدبرت أكثر لوجدت أكثر، ولكني بلغتُ ما كنتُ أريد، من الرضا التام عن قضاء الله، وأن الله تعالى أرحم بنا من أمهاتنا اللاتي ولدننا .....

فأنا أنصحك أن تتدبر المنافع التي تعود عليك مما أنت فيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير