تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبموجب وصية "نوبل" فقد تم تقسيم العائدات السنوية لثروته إلي خمسة حصص متساوية توزع علي المتميزين في مجالات علوم الفيزياء والكيمياء والطب بالإضافة إلى الأعمال الأدبية المتميزة. ثم أضيفت إلى تلك الأربع جائزة نوبل للسلام وقد زعموا أنها موجهة للشخصيات التي تعمل علي إشاعة السلام، وأخيراً أضيف بند جديد عام 1969م خاص بالاقتصاد وتقرر بعدها عدم زيادة الأفرع خشية الخروج عن مضمون الوصية!

وأياً ما كانت قيمة الجائزة فإن قارئ التاريخ يلحظ حول الجائزة أموراً تثير الدهشة، ولعل من أبرزها أمرين:

الأول: لقد كان الغرض من الجائزة دفع عجلة السلام وتشجيعه فماذا كان بعدها؟

بدأت الجائزة مطلع القرن العشرين عام 1901م وبعد مضي نحو عقد من دعم الجائزة لمجهودات السلام اندلعت الحرب العالمية الأولى لتحصد قرابة الثلاثين مليون نسمة مابين عسكري ومدني.

وبينما كانت الجائزة تكرم العاملين على "لملمتْ" جراحات الحرب العالمية الأولى تشجيعاً للسلام بزعم أصحابها، نشبت الحرب العالمية الثانية عام 39م واستمرت ست سنوات عجاف أهلكت ما يربو على أربعين مليون إنسان.

وبعد الحرب كان من الطبيعي أن تلقى الجائزة مستحقين تكرمهم.

وكأن الحربين العالميتين تقول لأصحاب الجائزة: راجعوا أسلوبكم لمعرفة الحل الأمثل لدعم السلام، وراجعوا أسسكم التي بناء عليها يتم اختياركم لرواد السلام ودعاته.

ومع هذه الملاحظة تأتي ملاحظة ثانية تتعلق برجالات هذه الجائزة، فإن الناظر فيهم يجد أن مؤسسها "ألفرد نوبل" يهودي قضى عمره في صناعة التفجير التي ورثها كابراً عن كابر فأبوه "عمانوئيل نوبل" كميائي وصاحب مصنع للأسلحة والمواد المتفجرة تدرب فيه "ألفرد" وإخوته.

وإذا نظرت في أسماء رجالها وجدت بين من حازها اليهودي "مناحم بيجن" الذي تمت على يده مذبحة دير ياسين سنة 1948م والتي قتل فيها أكثر من 250 شخصا (ثلث سكان المنطقة) وقال معلقاً على قتلهم: "المذبحة ليست مبرّرة فقط، لكن لم يكن من الممكن أن توجد دولة إسرائيل بدون النصر في دير ياسين"، ثم تم على إثرها تشريد مئات الألوف من المناطق المجاورة وبناء مستوطنة يهودية مكان المدينة.

ولم يكن منح "بيجن" للجائزة فلتة من فلتات التاريخ فبعد "بيجن" جاء دور "شيمون بيريز" الذي تسلم الجائزة عام 1994م ثم توجه عام 96م تلقاء لبنان بعصابة (عناقيد الغضب) ثم كانت مجزرة "قانا" الشهيرة في الجنوب اللبناني.

وقد شارك "بيريز" الهالك "إسحاق رابين" فنال الجائزة مع أنه خاض عدة حروب مع أبناء فلسطين ارتكبت خلالها جرائم حرب ضد الإنسانية، وحسبك أنه أول من أبتكر نظرية تكسير عظام شبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وقبل هؤلاء منحت الجائزة لليهودي "هنري كسنجر"، وبينهم لليهودي "إلي ويسل"، وفي قائمة الحائزين عليها أسماء أخرى تدل على جذور يهودية لم يتأت لي التحقق منها. غير أن من رجالاتها يساريين وليبراليين وآخرين عرفوا بتدين إنجيلي تفوح منه رائحة الصهيونية.

ويحسن التنبيه إلى أن أفرع الجائزة الأخرى –غير السلام- حاز قدحها المعلى يهود أشتات الأرض، ولهذا يرى بعض المراقبين "أن لليهودية جذور عميقة في جائزة نوبل بدليل أنها مُنحت قبل أكثر من عشرين عاماً لكاتب يهودي مجهول يعيش في نيويورك ولا يكتب أدبه إلا باللهجة "اليديتشية" اليهودية التي لا ينطق بها سوى أربعين ألف يهودي في العالم فكأنما هذه الجائزة هي بوجه من الوجوه، متخصصة باعطاء نفسها لظواهر الانقراض، لا للكبار والشرفاء والأحرار من كتاب العالم، ومما يؤكد ذلك نيل الكاتب المجري "كريتش" لجائزة نوبل في الأدب عام 2002م لا لشيء إلاّ لكونه يهودي غاية همه ومبلغ علمه ذكريات وأخبار عن المعتقل النازي "أشفيتز"، كما أنه يكتب في الصحافة العالمية مقالات عن إسرائيل، يبدي فيها سعادته برؤية نجمة داود على الدبابات الإسرائيلية الداخلة إلى رام الله، في حين أنه يراها عادة متدلية في جنزير ذهبي على صدره .. " الطريف في الأمر أن اليهود لم يجدوا منافساً لـ"كريتش" على الجائزة غير صاحب آيات شيطانية، سلمان رشدي الذي خسر في اللحظة الأخيرة!

ولعل المسلمين نظروا في قائمة أعضاء جائزة السلام، فلم يشرفهم الانضمام إليهم فأحجموا عن إبداعات السلم! غير رجلين هما:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير