·قال صالح المري لعطاء السلمي: يا شيخ قد خدعك إبليس، فلو شربت ما تقوى به على صلاتك ووضوئك؟ فأعطاني ثلاثة دراهم وقال: تعاهدني كل يوم بشربة سويق، فشرب يومين وترك وقال: يا صالح إذا ذكرت جهنم ما يسعني طعام ولا شراب.
·قيل: إن عطاء السليمي بكى حتى عمش، وربما غُشي عليه عند الموعظة.
·عن أبي حازم المديني قال: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم.
·وقال: انظر كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
·قال أبو حازم المديني: يسرُ الدنيا يُشْغِلُ عن كثير الآخرة.
·قال أبو حازم المديني: وما إبليس؟ لقد عُصي فما ضر، ولقد أُطيع فما نفع.
·عن أبي حازم المدني قال: إذا رأيت ربك يُتابع نعمَه عليك، وأنت تعصيه فاحذره.
·قال حماد بن زيد: سمعت يونس بن عبيد يقول: توشك عيني أن ترى ما لم تر، وأذنك أن تسمع ما لم تسمع، ثم لا تُخرج من طبقة، إلا دخلت فيما هو أشد منه، حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.
·جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقاً من حاله ومعاشه واغتماماً بذلك فقال: أيسرك ببصرك مائة ألف؟ قال: لا. قال: فبسمعك؟ قال: لا. قال: فبلسانك؟ قال: لا. قال: فبعقلك. قال لا. في خلال وذكره نعم الله عليه ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة.
·عن عبد الله بن مسعود قال: يا أيها الناس إنكم مجموعون في صعيد واحد يسمعكم الداعي وينفذكم البصر، ألا وإن الشقي في بطن أمه، والسعيد من وُعظ بغيره.
·إن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذر عن القدر فقال: ها هنا ما يشغل عن القدر، قال: ما هو؟ قال: ليلة صبيحتها يوم القيامة، فبكى وبكى معه.
·عن القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى: {بَلِ الساعةُ موعِدُهُم والساعة أدهى وأمر} ويبكي ويتضرع على الفجر.
·كان مسعر بن كدام ينشد له أو لغيره:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والردى لك لازم
وتتعب فيما سوف تكره غبه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم
·قال جعفر بن عون: سمعت مسعر بن كدام ينشد:
ومُنشَيدٍ داراً ليسكُنَ دارَه ... سكنَ القبورَ ودارُه لم تُسْكَنِ
·عن يوسف بن أسباط قال: قال لي سفيان الثوري بعد العشاء: ناولني المطهرة أتوضأ، فناولته. فأخذها بيمينه، ووضع يساره على خده، فبقي مفكراً، ونمت ثم قمت وقت الفجر، فإذا المطهرة في يده كما هي، فقلت: هذا الفجر قد طلع. فقال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى ساعة.
·قال يوسف بن أسباط: كان الثوري إذا أخذ في ذكر الآخرة يبول الدم.
·عن أحمد بن يونس: سمعت الثوري ما لا أحصيه يقول: اللهم سلم سلم، اللهم سلمنا وارزقنا العافية في الدنيا والآخرة.
·عن سفيان الثوري: من سُر بالدنيا نُزِع خوف الآخرة من قلبه.عن شقيق البلخي قال: أخذت الخشوع عن إسرائيل بن يونس كنا حوله لا يعرف مَنْ عن يمينه، ولا نم عن شماله من تفكره في الآخرة، فعلمت أنه رجل صالح.
·عن ابن السماك قال: هِمةُ العاقل في النجاة والهرب، وهمة الأحمق في اللهو والطرب، عجباً لعين تلذ بالرقاد، وملك الموت معها على الوساد، حتى متى يُبلغنا الوعاظُ أعلام الآخرة، حتى كأن النفوس عليها واقفة، والعيون ناظرة، فلا منتبه من نومته؟ أو مستيقظ من غفلته؟ ومفيق من سكرته؟ وخائف من صرعته؟ كدحاً للدنيا كدحاً، أما تجعل للآخرة منك حظاً؟ أقسم بالله لو رأيت القيامة تخفق بأهوالها والنار مشرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، وجيء بالنبيين والشهداء، لسرك أن يكون لك في ذلك الجمع منزلة، أبعد الدنيا دارُ معتمل أم إلى غير الآخرة منتقل؟ هيهات ولكن صُمت الآذان عن المواعظ، وذُهلت القلوب عن المنافع، فلا الواعظ ينفع ولا السامع ينتفع.
¥