تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

·وعنه: هب الدنيا في يديك، ومثلُها ضُم غليك وَهبِ المشرق والمغرب يجيء إليك فإذا جاءك الموت فماذا في يديك؟ ألا من امتطى الصبر قوي على العبادة، ومَنْ أجْمَعْ الناس، استغنى عن الناس، ومن أهمته نفسه لم يول مَرَمتها غيره، ومن أحب الخير وفق له، ومن كره الشر جُنبَهُ، ألا متأهب فيما يوصف أمامه، ألا مستعد ليوم فقره، ألا مبادر فناء أجله ما ينظر من ابيضت شعرته بعد سوادها، وتكشر وجهه بعد انبساطه، وتقوس ظهره بعد انتصابه، وكل بصره وضعف ركنه، وقل نومه، وبلي منه شيء بهد شيء في حياته، فرحم الله امرءاً عقل الأمر وأحسن النظر واغتنم أيامه.

·وعنه: الدنيا كلها قليل، والذي بقي منها قليل، والذي لك من الباقي قليل، ولم يبقَ من قليلك إلا قليل، وقد أصبحت في دار العزاء وغداً تصير على دار الجزاء، فاشتر نفسك لعلك تنجو.

·قال المسيب بن واضح الزاهد العمري بمسجد منى يقول:

للهِ دَرٌ ذوي العُقُولْ ... والحِرْصِ في طلبِ الفُضُولِ

سُلابُ أكْسِيةِ الأراملِ ... واليتامى والكُهُولِ

والجامعينَ المكثرينَ ... من الجِنَاية والغُلُولِ

وضعوا عقولَهم من ... الدنيا بمَدْرَجَة السُيولِ

ولهو بأطرافِ الفُروع ... وأغفلوا عِلْمَ الأصولِ

وتتبعوا جَمْعَ الحطامِ ... وفارقوا أثرَ الرسولِ

ولقد رأوا غيلانَ رَيِبِ ... الدهر غولاً بعد غولِ

·عن ابن المبارك قال:

المرءُ مثلُ هِلالِ عند رؤيتِه ... يبدو ضئيلاً تراه ثم يَتَسِقُ

حتى إذا ما تراه ثُم أعقبه ... كَر الجديدين نَقْصاً ثم يَمْحِقُ

·إن ابن المبارك مر براهب عند مقبرة ومزبلة فقال: يا راهب عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيها معتبر.

·قال الفضيل: لو خُيرت بين أن أعيش كلباً وأموت كلباً ولا أرى الآخرة لاخترت ذلك.

·عن الفضيل قال: والله لأن أكون تراباً أحب إلي من أن أكون في مسلاخ أفضل أهل الأرض، وما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ولم أنتفع بشيء.

·عن الفضيل قال: ليست الدنيا دار إقامة، وإنما آدم أُبط على الدنيا عقوبة، ألا ترى كيف يزويها عنه، ويمررها عليه بالجوع وبالعري، كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها مرة حُلواً ومرة صبراً وإنما تريد بذلك ما خير له.

·عن الفضيل قال: إنما أمس مثل، واليوم عمل، وغد أمل.

·قال أبو سليمان الداراني: كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه.

·كان علي بن الفضيل عند سفيان بن عُيينة فحدث بحديث فيه ذكر النار فشق علي شهقة ووقع، فالتفت سفيان فقال: لو علمت أنك ها هنا ما حدثت به، فما أفاق إلا بعد أن شاء الله.

·عن إبراهيم بن بشار قال: الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام: {ولو ترى إذ وُقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرد} مع هذا الموضع مات وكنت فيمن صلى عليه.

·عن سفيان بن عُيينة قال لي أبو بكر بن عياش: رأيت الدنيا في النوم عجوزاً شوهاء.

·قال سفيان بن عُيينة: دخلت على هارون الرشيد فقال: يا أبا إسحاق إنك في موضع وفي شرف، قلت: يا أمير المؤمنين ذلك لا يُعني عني في الآخرة شيئاً.

·وقال الأصمعي: سمعت يحيى بن خالد يقول: الدنيا دُول، والمال عارية، ولنا بمن قلبنا أسوة، و (فينا) لمن بعدنا عبرة.

·قال أبو نواس:

سبحانَ ذي الملكوتِ أيةُ ليلةٍ ... مَخضت صبيحتُها بيوم الموقفِ

لو أنْ عيناً وهمتْها نفسها ... ما في المعادِ مصوراً لم تطرفِ

·وله:

ألا كل حي هالك وابن هالكٍ ... وذو نسبٍ في الهالكين عريق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفتْ ... له عن عدو في ثياب صديقِ

·وقيل للشافعي: ما لك تُكثر من إمساك العصان ولست بضعيف؟ قال: لأذكر أني مسافر.

·قال الذهبي: سمعت أبا مسهد ينشد:

ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له ... من الله في دار المُقام نصيبُ

فإن تعجب الدنيا رجالاً فإنه ... متاعٌ قليل والزوالُ قريبُ

·وعن بشر بن الحارث: أمس قد مات، واليوم في السياق، وغداً لم يولد.

·وعن فتح الموصلي: من أدام النظر بقلبه أورثه ذلك الفرح بالله.

·وكان محمد بن سلام يقول: أفنيت ثلاثة أهلين ماتوا، وها أنا في الرابعة ولي أولاد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير