تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لماذا لا ترغب في أن تكون]

ـ[محمد جمعة احمد]ــــــــ[29 - 05 - 08, 02:10 ص]ـ

لماذا لا ترغب المرأة في أن تكون الزوجة الثانية؟

العجيب أن كثيرا من الذين ينتسبون إلى الإسلام قد يحاربون الإسلام من غير وعى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا،وينسون أو يتنسون أن الإسلام جاء ليحارب الفساد في كل أشكاله وصوره الفساد الإيماني فحرم الشرك بشتى أشكاله وصوره،الفساد المالي فحرم السرقة والغصب،الغش، ..... الفساد الأخلاقي؛فحرم الكذب، والخيانة، والزنا و ... و ...... .

إلى غير ذلك من أنواع وأشكال الفساد الموجود في الأرض والذي يوجد وينتشر إذا غاب المنهاج الإلهي عن هذا الأرض.

والإسلام حينما يحرم شيئا فهو إنما يحرمه لمصلحة البشر جميع البشر لا لمصلحة مؤقتة ولا لمصلحة فرد في مقابل جماعته.

ومع هذا يضع الإسلام - حين تتبع ما حُرم فيه- بديلا شرعيا دائما فحين يحرم الربا يجعل البيع مشروعا وحين يحرم السرقة والغصب ولو على المحتاج يجعل الصدقة للمحتاج بديلا والهبة والعارية والإجارة وغير ذلك كثيرا وواضحا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ومما حرم الإسلام الزنا وجعل حده أشد الحدود وخاصة للمتزوج،فجعل القتل مصيره ولكن ليس قتلا كأي قتل بل هو فيه من الإهانة والعذب ما لا يخفى على ذوي الألباب.

ولكن الإسلام لم يكن ليحرم ما تميل الطباع إليه دون أن يشرع في المقابل بديلا فهو لا يقتل الشهوة المركبة في الإنسان ولكن يهذبها ويربيها حتى تخرج في سلوك مقبول منظم فشرع الزواج.

ولما كانت الظروف لاتسير على وتيرة واحدة دائما بل ربما يتعجل الإنسان فيتزوج من امرأة في فترة من حياته ثم بعد ذلك يكتشف أنه تعجل في الاختيار فهذه المرأة ليست كمايريد دائما لك هي تفعل مافي وسعها وقدرتها وربما مرضت فلا تقوم بحقوقه والشهوة دافعة وربما كانت عاقرا بل ربما لا يكون شيء من ذلك ويكون الرجل نفسه هو من يرغب في امرأة أخرى لا لعيب في زوجته بل ربما لشيء في نفسه أو لعلة في المرأة التي يرغب فيها كأن يريد أن يكفلها أو أن تساعده إلى غير ذلك.

ولذا جاء التعبير القرآني صريحا واضحا دالا على كل هذه الصور بلفظ موجز معبر فقال تعالى:"فانحكوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ... الآية "

والناظر فيها يجد أن التعبير القرآني جاء بلفظ ماطاب لكم ثم لم يشترط بعد ذلك الإ العدل الذي يقع في قدرة العبد وهو العدل الظاهري في النفقة والكسوة والمبيت إلى غير ذلك من صور العدل الظاهري المقدور للعبد.

لكن هناك من المسلمين من يجهل تلك الحقائق أو يتجهالها لعلة عنده إما في قصر فهمه وإدراكه وإما لأن لسانه وقلمه مدفوع الثمن وإما لأنه من أهل الهوى والضلال ويريد للبشرية أن تضل كما ضل إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعل العين لا ترى الشمس والفم يذوق الحلو مرا.

فترى وتسمع من يحرم الزواج من الثانية وقد لا يتكلم في الزانية كلامه في الثانية.

وأيضا ترى من تقول العنوسة خير من أن أكون ثانية أقول لك أحذري لأنهم يريدونك زانية.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير