تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدينيون على تحقيق حلم بقي يراود الإيرانيون طوال ألف وأربع مئة عام مضت، أي منذ معركة القادسية الخالدة التي هدت عرش كسرى، وأدخلت نور الإسلام إلى بلاد فارس.

بعد ثلاثين عاماً من تأسيس الجمهورية الإيرانية التي كانت قضية فلسطين من ضمن شعاراتها الصّياحة؛ يتساءل سائل من الذين كانوا متفائلين جداً بتلك الشعارات: ترى ماذا تحقق لفلسطين من تلك الشعارات، وماذا تحقق من طموحات الذين كانوا قد جردوا السلاح على إخوتهم، ووقفوا مدافعين عن نظام طهران أملاً في تحرير القدس برشاش الخميني؟

لا أحد ينكر أن رشاش الخميني طوال الثلاثين عاماً الماضية قد مزق "وما زال يمزق" صدور مئات الآلف من أبناء الشعب العراقي وغيرهم من العرب الذين كان لهم قصب السبق في نصرة فلسطين، ولكنه لم يطلق رصاصة واحدة على الجيش الذي احتل فلسطين، ويرتكب المجازر تلو المجازر بحق الفلسطينيين، ومع ذلك فإن النظام الإيراني ما زال يزاود على الجميع فيما يخص مسألة الدفاع عن فلسطين، علماً بأن القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي قال الإيرانيون: إن احتلال كربلاء شرط لتحريره؛ ليس له مكانة من القدسية في عقيدة قادة النظام الإيراني.

وإليك بعض ما ورد عن مكانة المسجد الأقصى المبارك في الكتب العقائدية لهؤلاء المتبجحين بالدفاع عن فلسطين:

أولاً: جاء في بحار الأنوار للمجلسي (ج 22/ ص 90) عن أبي عبد الله "الإمام جعفر بن محمد الصادق" قال: سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه"!.

ثانياً: جاء في كتاب الخصال للشيخ الصدوق: 137 "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله، ومسجد الكوفة".

ثالثاً: روى الكليني في كتاب الكافي بإسناده عن خالد القلانسي أنه قال: سمعت أبا عبد الله الصادق - عليه السلام - يقول: صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة. كتاب وسائل الشيعة ج3/ص547.

ولقصر المقام نكتفي بهذه الإشارات التي وردت في كتب عقائد الإمامية عن مكانة قبلة المسلمين الأولى لتعرف حقيقة هذه المكانة في عقيدة قادة النظام الإيراني.

إذن لماذا بقيت فلسطين حاضرة في خطاب قادة النظام الإيراني إن لم يكن لديهم هدف استراتيجي أبعد من الشعارات؟

والجواب ربما تجده في ملخص هذا الذي سوف استعرضه لك عما حققته الجمهورية الإيرانية للفلسطينيين من خلال ما قاله الإيرانيون، وليس مما أقوله أنا.

في خضم حملة الانتخابات البرلمانية الإيرانية الثامنة التي أجريت مؤخراً كانت فلسطين حاضرة في الحملات الانتخابية لبعض القوى الإيرانية الموالية للنظام، وهي قوى تحتل مكانة مرموقة في السلطة، وعلى سبيل المثال نذكر هنا التصريح الذي أدلى به "حسين مرعشي" الناطق باسم حزب "كار گزاران سازندگي" الحزب الموالي لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ونشرته صحيفة "اعتماد ملي" العدد 570 الصادر في 28 يناير الماضي حيث قال في معرض انتقاده لتصريحات الرئيس أحمدي نجاد بشأن الهلوكوست وإسرائيل ما نصه: "الإيرانيون ومنذ سنوات يعتقدون أن أموالهم تذهب هدراً بشأن الاستثمار في قضية فلسطين، فالإيرانيون لديهم مشاكل مع العرب أهم وأكبر من المشاكل التي لديهم مع الآخرين، ولكن السيد أحمدي نجاد لم يشر إليها؟ "، ولم يكن تصريح زعيم حزب الله الإيراني آية الله "محمد باقر خرازي" أبعد من تصريح حسين مرعشي فقد قال آية الله خرازي - وهو أحد أقطاب تيار ما يسمى بالمحافظين - في حديث نشرته صحيفة "عصر إيران" الصادرة في يوم الأحد 2 مارس الجاري، وأعادت نشره وكالة أنباء "أخبار الشيعة" الإيرانية، فقد صرح هذا القيادي الإيراني البارز متسائلاً: "ما هي الفائدة التي جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية، فإذا أردنا دعم الفلسطينيين يجب أن نكون متيقنين أن فلسطين ستكون سائرة على مذهب أهل البيت (يعني شيعة)، وإذا لم تكن على مذهب أهل البيت إذن ما الفرق بين إسرائيل وفلسطين"، ورداً على هذه التصريحات فقد نشرت صحيفة "عصر إيران" مقالاً مطولاً بقلم "فتاح غلامي" أحد المسئولين في المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير