الإيرانية بعنوان "التشيع في فلسطين" ننقل بعض ما جاء فيه إنجازات النظام الإيراني في فلسطين، يقول المسئول الإيراني المذكور: "كان التشوق إلى معرفة مذهب التشيع بعد انتصار الثورة الإيرانية قد انتشر على مستوى واسع جداً، ولم تكن الأراضي الفلسطينية مستثناة من هذا التشوق الأمر الذي خلق قلقاً لدى أهل السنة في المنطقة، ومثال على ذلك أن العالم السني يوسف القرضاوي انتقد في مؤتمر تقريب المذاهب الذي عقد في الدوحة بصراحة الشيعة، وطالب القرضاوي - خلال حديثه - الشيعة بالتوقف عن الترويج لمذهب التشيع في البلدان والأراضي التي يسكنها السنة، ووصف القرضاوي ترويج التشيع بين أبناء الشعب الفلسطيني بالفتنة، وعن دور الثورة الإيرانية في نشر التشيع في فلسطين فإنه يمكن أن نشير إلى حركة الجهاد الإسلامي على أنها أكثر الحركات الفلسطينية تشيعاً، والأكثر ارتباطاً بحزب الله وإيران، وقد قامت بدور مهم في نشر التشيع في فلسطين.
ولا يقتصر انتشار التشيع على حركة الجهاد الإسلامي بل تعدى إلى حركات وطنية ودينية أخرى أخذت طابع التشيع وهي تهتم في الغالب بالشئون الثقافية والاجتماعية كالحركة "الإسلامية الوطنية" التي بتشيع رئيسها الأستاذ محمد أبو سمرة وكوادرها أصبحت من الحركات التي تحسب على شيعة فلسطين، وقد أنشأت الحركة مركز القدس للدراسات والبحوث لدعم نشاطها الدعوي، وتعتبر مدينة بيت لحم اليوم مركزاً رئيساً للشيعة في فلسطين، فبعد الثورة الإسلامية تأسست في مدينة بيت لحم مجموعة باسم "اتحاد شباب الإسلام" أخذ عملها طابع الجمعيات الخيرية من أجل الترويج لمذهب التشيع، حيث أقدمت هذه المجموعة على تأسيس مستوصف الإحسان الخيري، ومستوصف السبيل، ومركز نقاء الدوحة الجراحي، ومدرسة النقاء، ومركز النقاء النسوي، إضافة إلى فتح دور للقرآن الكريم في المساجد وغيرها ساهمت بالترويج لتشيع بشكل واسع.
أما المركز الشيعي الآخر فهو في بيت لحم، ويدار من قبل "محمد شحادة" أحد أنصار حركة الجهاد الإسلامي، والذي له دور في نشر التشيع، والمؤسسات الشيعية النشطة الأخرى هي "الجمعية الجعفرية" في قضاء الجليل، وتحديداً في دبوريق، وتعمل بإدارة "أشرف أمونة" وهي جمعية تتولى رعاية هيئات منها حسينية الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومكتبة الزهراء - عليها السلام -، ومجلة السبيل.
كما توجد مؤسسة شيعية أخرى هي "المجلس الشيعي الأعلى في فلسطين" برئاسة محمد غوانمة أحد الأعضاء السابقين لحركة الجهاد الإسلامي، كما أنه يوجد هناك عدد من المستبصرين وهم من العلماء السنة الفلسطينيين الذين اعترفوا بأحقية مذهب أهل البيت، ومن بين هؤلاء الأشخاص الشيخ "محمد عبد العال" الذي كان قد أمضى سنوات في البحث والتدقيق في مذهب التشيع، وكان عبد العال قد قال في إحدى مقابلاته: "إن من أهم الكتب التي قرأتها كتاب المراجعات، والذي لم يزد في إيماني شيء غير أنه أضاف إلى معلوماتي شيئاً جديداً، ولكن الحادثة التي أنهت الأمر وهدتني إلى مذهب أهل البيت - عليهم السلام - كانت على النحو التالي: في أحد الأيام ذهبت أتمشى إلى حانوت صغير لأحد أقربائي، وجلست عنده، وسمعته ينادي على أحد أحفاده أن يجلس محله ليذهب هو لأداء صلاة العصر، وعندها أخذني التفكير؛ إذا لم يكن شخص يستطيع ترك حانوت صغير من أجل الذهاب إلى الصلاة دون أن يجلس أحداً محله ليحافظ له على أمواله؛ إذن كيف يمكن أن يكون النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله - قد يترك أمة بدون إمام أو وصي؟ فوالله لا يمكن أن يكون كذلك".
وبهذه القصة (المضحكة) أنهى المسئول الإيراني مقالته التي رد بها على المعترضين على دعم إيران لبعض الحركات الفلسطينية، مؤكداً أن النظام الإيراني قد استطاع أن يدخل التشيع إلى فلسطين، وهذا هو ما لم يحصل في عهد أي من الأنظمة الإيرانية السابقة، فوجود التشيع بأي منطقة يعني أن هناك نفوذاً لإيران، وهذا هو محط الجّمال.
الحادثة الأخيرة التي طبلت لها وسائل الإعلام الإيرانية، واعتبرتها نصراً لإيران؛ كانت حادثة لف جنازة الشهيد "محمد شحادة" الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلية في الثاني عشر من مارس الجاري في بيت لحم؛ بعلم حزب الله يوم تشييعه، واعتبرت وسائل الإعلام الإيرانية أن محمد شحادة كان قد تشيع عندما كان في سجون الاحتلال الإسرائيلي مطلع الثمانينات، حيث اختلط بسجناء لبنانيون شيعة، وعقب ذلك أصبح من العناصر البارزة في ترويج التشيع في الأراضي الفلسطينية.
لم يحزن المسئولون الإيرانيون لمقتل هذا المجاهد الفلسطيني، ولكنهم فرحوا وهلهل إعلامهم لكون جثمان الشهيد شحادة لم يلف بالعلم الفلسطيني؛ الذي يفترض أنه استشهد من أجل أن يرفرف هذا العلم خفاقاً على مبنى رئاسة الدولة الفلسطينية في القدس، وإنما لكونه لف بعلم حزب الله الموالي لإيران ليقولوا: إن في فلسطين هناك من يوالي إيران أكثر من ولائه لفلسطين، وإن استشهد باسم الدفاع عن فلسطين.
لا نعلم إن كان هو حسن حظ الإيرانيين أم سوء طالعنا نحن العرب، فهل هناك أكبر من هذا المكسب بالنسبة لهم حينما سمعوا أن قائداً فلسطينياً بحجم الأخ خالد مشعل يقول: إن الخميني هو الأب الروحي لحركة حماس، فالسؤال ماذا يكون الشيخ الشهيد أحمد ياسين - رحمه الله - بالنسبة لحماس إذا كان الخميني أباً روحياً لها؟
فهل هناك أكبر من هكذا مصيبة بالنسبة لنا من أن تتحول دماء شهداءنا ثمرة جاهزة نقدمها بأيدينا لحكام طهران الذين كل ما قدموه لفلسطين هو أنهم أدخلوا إليها التشيع!!، فهل عرفنا ماذا تنوي إيران من وراء دعم بعض الحركات الفلسطينية، وما هو جوهر المشروع الإيراني في فلسطين؟!
¥