تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فاستبقوا الخيرات]

ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[30 - 05 - 08, 11:15 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

....................

هذه الآية إهداء

لأولئك الذين يكثرون الالتفات في مسيرهم فيضطرب السير وتتراجع الخطوات ....

وللذين يقارنون قدراتهم بقدرات غيرهم فيصابون بالإحباط لأن غيرهم أفضل منهم ...

قال المولى جل وعلا ..

((وَلِكُلٍّ وَجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ)) البقرة 148

لمحة عن هذه الآية ..

يقول سيد قطب - رحمه الله - في الظلال: هذه الآية ساقها الله حل وعلا ليصرف المسلمين عن الانشغال بما يبثه أهل الكتاب من دسائس وقتن وتأويلات ويصرفهم إلى العمل والاستباق للخيرات.

ومضات

في هذه الآية ومضات عدة لفئات مختلفة من الناس

الومضة الأولى

لمن هو جاد في سعيه لمولاه، ولكن كثرة الالتفات إلى السائرين إلى الله أثقلت خطاه، يقول تعالى (وَلِكُلٍّ وَجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا). اعلم أن لكل فرد عبادة ينشط عندها وقد لا يكون لديك ذلك النشاط في تلك العبادة فلم الحسرة؟ ولم كثرة المقارنة بالآخرين؟

تلك المقارنة التي تؤدي إلى الإحباط والتثبيط من الهمم، دع عنك كثرة الالتفات أثناء المسير، ولا تحزن لأن فلان طاقته في قيام نصف الليل ولا طاقة لك إلا بركعات.

وابحث عن العبادة المحببة إليك .. وانشط فيها واجتهد واعلم بأن أبواب القدوم على الله كثيرة ... وكل يفد على الرحمن من باب.

وكل ميسر لما خلق له، فلا تتحسر ولا تسخط ولا تحسد غيرك إن وجدت أن همته أعلى من همتك في باب، فقد تكون همتك في باب آخر أعلى من غيرك ..

المهم هو

(فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ)

فأكمل المسير في استباق كي تفد على مولاك وأنت من الفائزين.

الومضة الثانية ...

لك يا من وقفت بين الزحام تدير ناظريك يمنة ويسرة .. فهنا لاهث خلف الطرب واللذات ... وهناك منغمس في المال والتجارات ... وآخر باحث عن القنوات ... وهناك ... ثلة تسبح رب السموات.

(فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ)

ذاك أمر الله لك

واترك خلفك كل ما يبعدك عن الجنات ...

(وَلِكُلٍّ وَجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا)

فلتكن وجهتك مع أهل الخيرات ...

الومضة الثالثة ...

إلى المتخبطين في سواد ليل حالك حاك ظلمته الغرب ... إلى المرددين لما لا يفقهون " حرية، مساواة، علمانية" ... وإلى الذين نصبوا أنفسهم أعلاماً للتغريب ..

نقول: رويدكم يا قوم، فأولئك لهم وجهتهم من كفر وضلال، أولئك المغضوب عليهم ...

أما أنتم، فطلاب للصراط المستقيم فاتركوا مشربهم الآسن الأجاج وعليكم بالمشروب العذب الزلال مع الذين بات همهم الله فهم يستبقون الخيرات وهم لها عاملون.

مناجاة

إلهي .. ربي ومليكي ..

إني لأعلم بأنه لا يتحرك متحرك إلا بإذنك

ولا يسكن ساكن إلا بعلمك

فاجعل اللهم تحركنا بإذنك إليك

ووجهتنا لك، وقصدنا إياك، وطلبنا رضاك ..

اللهم .. واجعلنا من السابقين للخيرات ...

الفائزين بها ...

اللهم .. اجعل همنا وهمتنا في مرضاتك والفوز بجناتك ..

وأصلح لنا اللهم نياتنا ...

اللهم آمين

.....................

منقول من كتاب

(قال لي مولاي)

لـ

" مريم المزروعي "

سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير