[الإيثار والمواساة]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[26 - 06 - 07, 05:19 ص]ـ
[الإيثار والمواساة]
v عن عطاء الخرساني أن امرأة أبي مسلم الخولاني قالت: ليس لنا دقيق. فقال: هل عندك شيء؟ قالت: درهم بعنا به غزلاً. قال: ابغينيه وهاتِ الجراب. فدخل السوق فأتاه سائل وألح، فأعطاه الدرهم وملأ الجراب نشارة مع تراب وأتى وقلبه مرعوب منها وذهب ففتحه فإذا به دقيق حواري فعجنت وخبزت. فلما جاء الليل وضعته فقال: من أين هذا؟ فقالت: من الدقيق. فأكل وبكى.
v أن عيسى بن طلحة جاء إلى عروة بن الزبير حين قدم فقال عروة لبعض بنيه: اكشف لعمك رجلي، ففعل، فقال عيسى: غنا والله يا أبا عبد الله ما أعددناك للصراع ولا للسباق، ولقد أبقى الله منك ما كنا نحتاج إليه رأيك وعلمك، فقال: ما عزاني أحد مثلك.
v قال ابن خلكان: كان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة فقال: والله ما بك حاجة على المشي، ولا أرب في السعي، وقد تقدمك عضو من أعضائك، وابن من أبنائك إلى الجنة، ولكل تبع للبعض إن شاء الله، وقد أبقى الله لنا منك ما كنا إليه فقراء من علمك ورأيك، والله ولي ثوابك والضمين بحسابك.
v عن علقمة بن مرشد قال: أما الحسن البصري فما رأينا أحداً أطول حزناً منه ما كنا نراه إلا حديث عهد بمصيبة ثم قال: تضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا وقال: لا أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله - يعني قوة - والله لقد أقواماً كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقواماً يمسي احدهم ولا يجد عنده إلا قوتاً فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني فيتصدق ببعضه، ولعله أجْوع إليه ممن يتصدق به عليه.
v طلب الحجاجُ إبراهيم النخعي فجاء الرسول فقال: أريد إبراهيم فقال: إبراهيم التيمي: أنا إبراهيم ولم يستحل أن يدله على إبراهيم النخعي، فأمر بحبسه في الديماس ولم يكن لهم ظل من الشمس ولا كِن من البرد، وكان كل اثنين في سلسلة فتغير إبراهيم فعادته أمه فلم تعرفه حتى كلمها فمات فرأى الحجاج في نومه قائلاً يقول: مات في البلد الليلة رجل من أهل الجنة فسأل، فقالوا: مات في السجن إبراهيم التيمي فقال: حُلمٌ نزعة من نزعات الشيطان وأمر به فألقي على الكناسة.
v قال عبد الرحمن بن يزيد بن جبار: ما رأيت أحداً أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن بن أبي القاسم، كنا بالقسطنطينية وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين فكان يتصدق برغيف ويصوم ويفطر على رغيف.
v قال أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيهاً أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا، وما رأيت في مجلسه متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا.
v خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية في ميراث له، فطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد، فركبه إلى إفريقية، فقدم بذلك الميراث وهو خمسمائة دينار، فأتاه الناس يسلمون عليه، وأتاه ربيعة فأغلق الباب عليهما، ودعا بمنطقته فصيرها بين يدي ربيعة وقال: يا أبا عثمان، والله ما غيبت منها ديناراً إلا ما أنفقناه في الطريق، ثم عد مائتين وخمسين ديناراً فدفعها إلى ربيعة وأخذ هو مثلها قاسمه.
v جاء فضيل بن مرزوق وكان من أئمة الهدى زهداً وفضلاً إلى الحسن بن حي فأخبره أنه ليس عنده شيء فأخرج له ستة دراهم وقال: ليس معي غيرها. قال: سبحان الله ليس عندك غيرها وأنا آخذها؟ فأبى ابن حي إلا أن يأخذها، فأخذ ثلاثة وترك ثلاثة.
v قال رواد بن الجراح: كنت ليلة مع إبراهيم بن أجهمْ فأتاه رجل بباكورة فنظر حوله هل يرى ما يكافئه، فنظر إلى سرجي فقال: خذ ذاك السرج، فأخذه، فسررت حين نزل مالي بمنزلة ماله.
v قال قتيبة بن سعيد: لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار.
v قال أسد بن موسى: كان عبد الله بن علي العباسي يطلب بني أمية فيقتلكم، قال: فدخلت مصر في هيئة رثة فأتيت الليث، فلما فرقت من المجلس تبعني خادم له بمائة دينار، وكان في حوزتي هميان فيه ألف دينار فأخرجها فقلت: أنا في عنى، استأذن لي على الشيخ، فاستأذن، فدخلت وأخبرته بنسبي واعتذرت من الرد فقال: هي صلة، قلت أكره أن أهود نفسي، قال: ادفعها إلى من ترى من أصحاب الحديث.
¥