تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

v قال أبو البركات إسماعيل ابن أبي سعد الصوفي: كان الشيخ أبو بكر بن زهراء الصوفي برباطنا، قد أعد لنفسه قبراً إلى جانب قبر بشر الحافي، وكان يمضي إليه كل أسبوع مرة، وينام فيه، ويتلوا فيه القرآن كله، فلما مات أبو بكر الخطيب، كان قد أوصى أن يدفن إلى جنب قبر بشر، فجاء أصحاب الحديث إلى ابن زهراء، وسألوه أن يدفنوا الخطيب في قبره، وأن يؤثره به، فامتنع، وقال: موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ مني! فجاؤوا على والدي. وذكروا له ذلك، فأحضر ابن وهراء وهو أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي فقال: أنا لا أقول لك أعطهم القبر، ولكن أقول لك: لو أن بشراً الحافي في الأحياء وأنت على جنبه، فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك، أكان يحسن بك أن تقعد أعلى منه؟ قال: لا، بل كنت أجلسه مكاني. قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة. قال: فطاب قلبه، وأذن.

v أن أبا عبيد الله محمد بن عبده الصاداني وَهَبَ رجلاً اختلت حاله - لا يعرفه - في ساعة واحدة ما مبلغه ألف دينار.

v حدثنا جعفر بن ورقاء الأمير قال: اجتزت بابن الحصاص (أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الصدر الرئيسي) وكان مصاهري، فرأيته على حوش داره حافياً حاسراً يعدو كالمجنون، فلما رآني استحيي، فقلت: ما لك؟ قال: يحق لي، مني أمراً عظيماً، فسلمته وقلت: ما بقي يكفي، وإنما يقلق هذا القلق من يخاف الحاجة، فاصبر حتى أبين لك غناك. قال: هات، قلت: أليس دارك هذه بآلتها وفرشها لك؟ وعقارك بالكرخ وضياعك؟ قال: بلى. فما زلت أحاسبه حتى بلغ قيمة سبع مئة ألف دينار، ثم قلت: وصادقني عما سلم لك، فحسبناه، فإذا هو بثلاث مئة ألف دينار، قلت: فمن له ألف ألف دينار ببغداد؟! هذا وجاهك قائم، فلم تَغْتَنم؟ فسجد لله وحمده وبكى، وقال: أنقذني الله بك، ما عزاني أحد بأنفع من تعزيتك، ما أكلت شيئاً منذ ثلاث، فأقم عندي لنأكل ونتحدث. فأقمت عنده يومين.

v حدثني منصور الغضاري قال: شاهدت الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي في الغلاء بمصر وهو ثلاث ليال يؤثر بعشائه ويطوي.

v وكان الزاهد عبد الله بن عثمان اليونيني لا يقوم لأحد تعظيماً لله ولا يدخر شيئاً، وله ثوب خام، ويلبس في الشتاء فروة. وقد يؤثر في البرد، وكان ربما جاع ويأكل من ورق الشجر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير