* لقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف لم يسمع في مجلسه غيبه .... وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى واتصل بكاؤه.
فكان - وأنا صغير السن حينئذ- يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل!
* والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاتته لذات الدنيا وخيرات الآخرة فقدم مفلسا مع قوة الحجة عليه!
* إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله - عز وجل - يحترمه عند الخلوات فيترك مايشتهي حذرا من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالا له، فيكون بذلك الفعل قد طرح عودا هنديا على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولايدرون أين هو!
* اعلموا إخواني ومن يقبل نصيحتي: أن للذنوب تأثيرات قبيحة، مرارتها تزيد على حلاوتها أضعافا مضاعفة.
* بأي وجه تلاقي ربك؟ أيساوي ما تناله من الهوى لفظ عتاب؟!
* لا تمس حتى تنظر فيما مضى من يومك، فإن رأيت زلة فامحها بتوبة، أو خرقا فارقعه باستغفار. وإذا أصبحت فتأمل مامضى في ليلك.
* النفس كالفرس المتشيطن إن أهملت لجامه لم تأمن أن يرمي بك!
* الله الله في تجريد التوبة عساها تكف كف الجزاء. والحذر الحذر من الذنوب. خصوصا ذنوب الخلوات. فإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه. وأصلح مابينك وبينه في السر يصلح لك أحوال العلانية.
* إخواني: اسمعوا نصيحة من قد جرب وخبر.
إنه بقدر إجلالكم لله عز وجل، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم.
* واعجبا من عارف بالله عز وجل يخالفه ولو في تلف نفسه. هل العيش إلا معه؟ هل الدنيا والآخرة إلا له؟ أف لمترخص في فعل مايكره لنيل مايحب. تالله لقد فاته أضعاف ماحصل.
* ولينظر السالك أين يضع القدم فرب مستعجل وقع في بئر بوار. ولتكن عين التيقظ مفتوحة فإنكم في صف حرب لايدرى فيه من أين يتلقى النبل، فأعينوا أنفسكم ولا تعينوا عليها.
* مارأيت أعظم فتنة من مقاربة الفتنة. وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها. ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه!
* لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظة وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر لما قرب منه ولو أعطى الدنيا.
غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وذلك.
آه كم معصية مضت في ساعتها كأنها لم تكن ثم بقيت آثارها.
وأقلها ما لا يبرح من المرارة في الندم. والطريق الأعظم في الحذر أن لا يتعرض لسبب فتنة، ولا يقاربه. فمن فهم هذا وبالغ في الاحتراز كان إلى السلامة أقرب.
* تأملت وقوع المعاصي من العصاة فوجدتهم لايقصدون العصيان، وإنما يقصدون
موافقة هواهم، فوقع العصيان تبعا.
فنظرت في سبب ذلك الإقدام
مع العلم بوقوع المخالفة
فإذا به ملاحظتهم لكرم الخالق، وفضله الزاخر.
ولو أنهم تأملوا عظمته وهيبته ما انبسطت كف بمخالفته.
* والعجب كل العجب ممن يرى نفسه، أتراه بماذا رآها؟
إن كان بالعلم فقد سبقه العلماء، وإن كان بالتعبد فقد سبقه العباد، أو بالمال فإن المال لايوجب بنفسه فضيلة
دينية.
* ينبغي لمن عرف شرف
الوجود أن يحصل أفضل الموجود.
هذا العمر موسم. والتجارات تختلف. والعامة تقول:
عليكم بما خف حمله وكثر ثمنه.
فينبغي للمتيقظ أن لايطلب
إلا الأنفس.
وأنفس الأشياء في الدنيا معرفة الحق عزوجل.
من علم قرب الرحيل عن مكة استكثر من الطواف خصوصا إن كان لايؤمل العود لكبر سنه وضعف قوته.
فكذلك ينبغي لمن قاربه ساحل الأجل بعلو سنه أن يبادر اللحظات، وينتظر الهاجم بما يصلح له.
* أكثر شهوات الحس النساء وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها فيتخايل أنها أحسن من زوجته.
* إنما فهم الأصول ومعرفة المعبود وعظمته ومايستحقه، والنظر في سير الرسول صلى عليه وسلم، وصحابته والتأدب بآدابهم، وفهم مانقل عنهم، هو العلم النافع الذي يدع أعظم العلماء أحقر عند نفسه من أجهل الجهال.
* ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه وإن تاب منها وبكى عليها.
* الغافل يقول: سبحان الله عادة، والمتيقظ لايزال فكره في عجائب المخلوقات أو في عظمة الخالق، فيحركه الفكر في ذلك فيقول: سبحان الله.
* من رزق قلبا طيبا، ولذة مناجاة، فليراع حاله وليحترز من التغيير.
وإنما تدوم له حاله بدوام التقوى.
* مارأيت أكثر أذى للمؤمن من مخالطة من لايصلح، فإن الطبع يسرق.
فإن لم يتشبه بهم ولم يسرق منهم فتر عن عمله!
@@@@@@@@@
هذا والله تعالى أعلم، وأجل وأكرم.
ولا تنس أخي القارئ أخاك من دعوة بظهر الغيب أن يصلح الله حاله.
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وأخلص نياتنا وأصلح ذرياتنا. إنك سميع قريب.
أخوكم
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:59 م]ـ
إياك أخي الكريم خالد البحريني، ورضي عنك، وأدخلك الجنة بغير حساب.
اللهم آمين
¥