تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة ودعوت لها، في مدِّها وصاعِها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة). رواه البخاري ومسلم

بل دعا لها بضعف مالمكة من البركة في حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة). رواه البخاري ومسلم

ودعا بحب المدينة في حديث عائشة رضي الله عنه، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وانقل حُمّاها إلى الجُحفة، اللهم بارك لنا في مُدّنا وصاعنا). رواه البخاري ومسلم

فيكفي الراحة النفسية التى نشعر بها في المدينة وسر تلك السعادة والراحة هو في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لها بالبركة

ايضا نعيش تلك الأحداث التى حدثت في المدينة ونستعيد مجد الإسلام في تلك الحقبة الذهبية من التاريخ الإسلامي الذي بناء مجدا تلو مجد ونأسف على حالنا اليوم

هل أنت في حلم يمر سريعا

لما دعاك إليه جئت مطيعا

هذي أمامك طيبة ورحابها

قد بوركت في العالمين ربوعا

هذي المدينة قد تألق فوقها

تاج يرصع بالهدى ترصيعا

هذي سقيفتها تلوح أمامنا

فنرى بها شمل الرجال جميعا

هي مأرز الإيمان في الزمن الذي?

يشكو بناء المكرمات صدوعا

هذا قباء، أما رأيت البدر في

ساحاته لما استتم طلوعا

أوما رأيت الوجه وجه محمد

أوما رأيت مقامه المرفوعا

أوما سمعت هتاف أنصار الهدى

ما زال في أذن المدى مسموعا

أوما تشاهد روضة من جنة

مخضرة أوما تحس خشوعا

أوما ترى جذع اليقين قد ازدهى

وامتد عبر الكائنات فروعا

أوما تشم المسك في أرجائها

أوما تشاهد خندقا وبقيعا

مالي أراك وقفت وحدك جامدا?

ما بال عينك لا تفيض دموعا

هذا هو الوادي المبارك لم يزل

في الحب في زمن الجفاف ربيعا

هذا هو الجبل الأشم كأنه

يصغي ليسمع شعرك المطبوعا

أحد يحب رسولنا ونحبه?

ما زال رمزا للوفاء بديعا

ما أنت في حلم فهذي طيبة

قد أوقدت للتائهين شموعا

عبد الرحمن العشماوي

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[12 - 06 - 08, 08:23 ص]ـ

ينقسم الحب إلى شرعيّ وجبلّيّ، فالحب الشرعي هو حب المؤمن لما يحبه الله ورسوله، وأن يكون ما هو أحبُّ إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحبَّ إلى المؤمن، والحب الجبلي هو أن يحب الإنسان ما يميل إليه طبعه، فالمؤمن يحب الجهاد شرعاً وهو عنده خير من القعود، ومع ذلك فإن طبع الإنسان يميل إلى الدعة ويكره التعرض للموت والأسر والجراح، ولذا قال الله تعالى عن أهل بدر " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون " وقال سبحانه: " وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم "، وهذا الميل الطبعي معفو عنه، وهو غير كراهة المنافقين لما أنزل الله، فقد قال الله فيهم: " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " فهذه ردة عن الدين - عياذا بالله –، وكذلك حب الإنسان الفطري للمال وكون إمساكه للمال أحب إليه من جهة الطبع والجبلة من الصدقة، لكن الصدقة أحب إليه شرعا من إمساك المال، وكذا الصوم والأكل.

مثال يوضح ذلك: رجل مؤمن صام في يوم حار ونفسه تشتهي الطعام الشهي والشراب البارد وتكره الجوع والعطش، لكن الصوم أحب إليه شرعا من الفطر لذلك يجاهد نفسه ويقدم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه حبا طبعيا، وفي المقابل رجل منافق يكره الصيام لمجرد أن الله تعالى أمر به وهو يبغض شرع الله ولذا فإنه حتى لو كانت نفسه لا تشتهي الطعام والشراب لتعمد أن يأكل مشاقة لأمر الله.

وينقسم الحب عند بعض العلماء إلى شرعي وعقلي وجبلي، فحب المريض المحتاج إلى جراحة مؤلمة لإجرائها هو حب عقلي لإدراكه العاقبة الحميدة لتلك الجراحة مع كونه بطبعه يكرهها لما فيها من الألم، فكما يتصور اجتماع الحب العقلي مع الكره الطبعي، يتصور اجتماع الحب الشرعي مع الكره الطبعي، فالعاقل يؤثر ما فيه مصلحته وإن كرهه طبعه

تطبيق ذلك على مسألة حب المدينة النبوية:

المؤمن يحب مكة والمدينة شرعا لأنهما أحب إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من بلده، ولو خير بين تعرض بلده أو أحد الحرمين لمكروه لافتدى الحرمين بالعالم أجمع، ومع ذلك فإن نفس المؤمن وطبعه قد تميل إلى بلد آخر وإلى سكناه أكثر من ميلها لسكنى الحرمين لكون أهله وقرابته فيها أو لكون طقسها أنسب لطبعه أو لكونه له فيها مال أو جاه لا يحصل له في الحرمين، لكنه مع ذلك يجاهد نفسه ويتجشم الصعاب البدنية والمالية لزيارة الحرمين الشريفين إيثارا لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أقسام الناس في إيثار الحرمين على محبة بلدها:

1) مؤمن يحب الحرمين شرعا، وفي نفس الوقت له في الحرمين ما ليس له في غيرهما مما تميل إليه نفسه من أهل ومال ونحوه، فاجتمع له الحب الشرعي والجبلي، فليحمد الله تعالى أن هيأ له أسباب الخير، وأكرمه بذلك، فهنيئا له.

2) مؤمن يحب الحرمين شرعا، ولكن له في غير الحرمين ما ليس له فيهما مما تميل إليه نفسه من أهل ومال ونحوه، فهو من جهة الحب الشرعي يؤثر الحرمين ومن جهة الحب الجبلي يميل طبعه إلى غيرهما، فهو معفو عنه، طالما كان مستسلما لأمر الله غير معترض القلب على حكمة الله تعالى في تفضيل الحرمين وتشريفهما على غيرهما، وطالما كان يجاهد نفسه وهواه ويشد الرحال إلى الحرمين طلبا لرضوان الله.

3) منافق يبغض الحرمين لبغضه شرع الله، وفي نفس الوقت له في الحرمين ما ليس له في غيرهما مما تميل إليه نفسه من أهل ومال ونحوه، فهو يحبهما الحب الجبلي ولا يحبهما الحب الشرعي، فلا ينفعه الحب الجبلي، وهو هالك لعدم الحب الشرعي.

4) منافق يبغض الحرمين لبغضه شرع الله، وفي نفس الوقت ليس له في الحرمين شيء مما تميل إليه نفسه من أهل ومال ونحوه، فهو يبغضهما شرعا وجبلة، فهو بأخبث المنازل.

نسأل الله تعالى أن يحبب إلينا الإيمان وأن يزينه في قلوبنا، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وبالله تعالى التوفيق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير