تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينتمي الحاج رشاد غانم إلى جيل معظم أبنائه من جماعة أنصار السنة التي تولت عبء الدعوة الإسلامية في فترة صدام المشروع الناصري مع الإخوان، ومن أبرز أبناء هذا الجيل الأساتذة عكاشة أحمد عبده رئيس، وبخاري أحمد عبده ومحمد علي عبد الرحيم ورشاد الشافعي والشيخ عبد السلام الطباخ إمام مسجد العطارين، والشيخ صلاح رزق إمام مسجد النبي دانيال، والشيخ محمد زيد الأشقر، والشيخ إسماعيل حمدي الذي كان صوفيًّا ثم اتجه للسلفية وكان خطيبًا مبرزًا شبيها بالشيخ الغزالي في الخطابة، والشيخ عبد الحليم حمودة وهو من أبرز رموز الدعوة في المدينة وكانت له محاورات شهيرة في موضوع الشهيرة، والدكتور أمين رضا وكان طبيبًا في الأصل، لكنه كان يشارك في الدعوة بالكتابة في مجلة أنصار السنة، الهدي النبوي، ثم التوحيد، وتولى منصب سكرتير جماعة أنصار السنة، وكانت والدته السيدة نعمات صدقي أول من كتبت في نقد السفور والدفاع عن الحجاب.

علاقاته مع رموز السلفية

وقد اتصل الحاج رشاد غانم مبكرًا مع أعلام ورموز الدعوة السلفية في عصره، فاتصل بعلماء الحجاز وخاصة ذوي الأصول المصرية مثل الشيخ عبد الظاهر أبو السمح الذي كان من أعلام أنصار السنة في منطقة الرمل بالإسكندرية، والشيخ عبد المهيمن أبو السمح وكلاهما عمل إمامًا للحرم الشريف فترة الأربعينيات من القرن الماضي (العشرين)، كما كانت تربطه صلة وثيقة بالشيخ عبد الرزاق عفيفي (من محافظة المنوفية) الذي كان من أبرز علماء أنصار السنة بعد مؤسسها الشيخ حامد الفقي، وكان عفيفي قد هاجر للسعودية واستقر بها وصار عضوًا بهيئة كبار العلماء بها، ولكن ظل يحفظ للحاج رشاد غانم فضله ويراه من أعلم أهل مصر.

كما اتصل بالشيخ عبد الله بن يابس صاحب المعركة الشهيرة مع القصيمي (أو ملحد القصيم)، وأقام صلات علمية بابن حجر آل بوطامي العالم السلفي في قطر، والشيخ محمد المبارك في الشام.

وامتدت صلاته العلمية إلى شبه القارة الهندية فاتصل بجمعية أهل الحديث هناك وهم أقرب إلى منهج أنصار السنة ويسمون بالسلفية، وكانوا يمدونه بكتب الحديث ومخطوطاته .. وكانت له صلات علمية في السودان وممن عرفوا بصحبته الشيخ أبو الحسن رئيس فرع أنصار السنة في مدينة كسلا والشيخ أبو زيد حمزة رئيس فرع مدينة الخرطوم والشيخ الهدية الرئيس العام لأنصار السنة في السودان.

كان الحاج رشاد غانم شديد التأثر بالشيخ محمد رشيد رضا وكان أول من اقتنى فتاواه التي جمعها صلاح المنجد وعبره توثقت صلته بابن تيمية وتعمقت علاقته بالسلفية ومصادرها، وكان يرى أن رشيد رضا هو مجدد الإسلام في عصره وباعث الفكرة السلفية التي تجسدت في تلامذته المختلفين الذين أسسوا لدعوات مختلفة كلها تقوم على الأساس السلفي مثل تلميذه الشيخ خطاب السبكي الذي أسس الجمعية الشرعية، وتلميذه الشيخ حامد الفقي الذي أسس جمعية أنصار السنة، وتلميذه الشيخ حسن البنا الذي أسس جماعة الإخوان المسلمين، هذا فضلاً عن تلامذته الآخرين مثل الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ عبد الله دراز، وغيرهم من العلماء ذوي الاتجاه السلفي في الأزهر الشريف.

كان شديد التأثر برشيد رضا

وعبر رشيد رضا توثقت علاقته بابن تيمية فكان دائم التعريف به والتنويه بأهميته قبل أن يشتهر لدى جمهرة الباحثين، حتى يقال إنه إذا كان الشيخ حامد الفقي مؤسس أنصار السنة أبرز من نشروا تراث ابن تيمية وذلك بالتعاون مع الشيخ محب الدين الخطيب في مكتبته (المكتبة السلفية)، فإن الحاج رشاد غانم هو أهم من عرّف بها الباحثين وطلاب العلم خاصة في الإسكندرية.

وبقدر محبته لابن تيمية وتأثره به فقد كان شديد المحبة والتأثر بالفقيه الأندلسي ابن حزم الظاهري وكان يراه أهم فقهاء الإسلام، وكان يقول عن نفسه أنه حزمي الهوى.

مشروع دعوي متكامل

كان الحاج رشاد غانم صاحب فكر ومتمسك بفكره، لكنه منفتح على الآخرين وله في أدب الخلاف، بل كان لديه المقدرة على أن يتبنى الفكرة ويعتقدها دون أن يروِّج لها فهو كان يرفض تمامًا حديث سحر النبي، وكان ممن يذهبون مذهبه ويلتزمون مجلسه الشيخ أبو الوفا درويش صاحب كتاب "صيحة الحق" الذي يرفض فيه السحر وأحاديثه.

إذا أردنا تلخيص مشروع الرجل فيمكن أن نقول إنه كان يقوم على ثلاثة محاور:

- رفض التأويل الكلامي.

- توحيد الألوهية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير