تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عدوك الذي يريد أن يطرحك أرضا. لو كنت تعتقد أنك شخص متردد وخائف، فردد بينك وبين نفسك: أنا شجاع. رددها وأنت تنفذ العمل الذي كان يثير اقتحامه المخاوف في نفسك، رددها وأنت مؤمن بها. قد تجد صعوبة في بادئ الأمر لكنك ستقهرها بإذن الله.

حدد هدفك: إن من لا هدف له في الحياة يسير برتابة وروتين، يترك أمواج الحياة تقود مركبه دون أن يحاول استعمال الأشرعة للتحكم في اتجاهه. إن عدم وجود هدف في الحياة هو كارثة حقيقية؛ لأن الهدف هو الدافع الذي يجعلك تتحرك في الحياة بوضوح وإصرار ومثابرة. "إنك بمجرد أن تحدد أهدافك تكون قد نبهت نظام التنشيط الشبكي، حيث يصبح هذا الجزء من المخ مثل المغناطيس، يعمل على اجتذاب أي معلومة، أو ينتهز أي فرصة يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك بسرعة أكبر". وضوح الهدف يجعل صاحبه واثقا لا يعبأ كثيرا بزلاته ويعتبرها ضرورية في طريقه إلى النجاح. تأمل قصة الطفلة "أم خالد" التي كانت تسير يوما فالتقت بأرنب وسألته بعد أن وقفت في ملتقى طرق: أي الطرق أسلك؟ فسألها الأرنب: أين تريدين الذهاب؟ أجابت: لا أعرف. فقال لها الأرنب: إذن، لا يهم أي الطرق تسلكين. إن من لا هدف له لا يهم أين يتجه أو يذهب. حدد هدفك الآن، فالمدة التي أمضيتها بلا هدف مختبئا في قوقعتك جعلت هالة من الضباب تحيط بهدفك. والخطوة العملية الأولى هي كتابة قائمة بأهدافك كلها على ورقة. ولا تستهن بأيها، اكتبها جميعا: صغيرها وكبيرها، هينها وصعبها.

إن كتابة الأهداف ستوسع كثيرا من مدى تفكيرك. والأهم هو ألا تشغل نفسك كثيرا بكيفية تحقيقها فذلك ليس مطلوبا منك في الوقت الحالي، وإن أنت ركزت عليها فلن تكتب شيئا لأنك ستقيدها بقدرتك على تحقيقها، التي قد لا تكون في الوقت الحالي كافية. وأنت تكتب أهدافك وتضعها أمامك على الورق، ستبدأ في رؤية فرص جديدة في الحياة لم تكن تراها من قبل، وستجد نفسك منجذبا لا شعوريا تجاه هذه الفرص، وستبدأ في تنمية قدراتك لكي تأخذك خطوة بخطوة نحو تحقيق أحلامك. الفشل ليس مقبرة لطموحاتنا، بل هو أول خطوات النجاح، وحالة تأخير وتحول مؤقت عن الوصول إلى الهدف وليس نهاية مميتة. لذا تعلم بأن الإحباط والمعاناة الذين تتحملهما يساعدانك دائماً على التقدم للأمام متى اتعظت منهما. وينبغي أن تبقى وسط أحداث الحياة ونشاطاتها، فالحياة عبارة عن فصل دراسي تتعرض فيه للاختبار، وإن لم تستفد في فصل الحياة، فإنها ستعيد لك الدرس تلو الآخر حتى تتعلم وتنجح، أو الفشل والإنسحاب. فإن كنت تعتقد بأنك شخصياً قد فشلت فهذا من شأنه أن يثنيك عن عمل أو أداء محاولات أخرى؛ لأنك تكون بذلك قد قللت من شأنك، ومن قدراتك الشخصية، وغالباً ما يكون هذا نتيجة لقلة أو انعدام ثقتك بنفسك، أما إن كنت تعتقد أن محاولتك كانت فاشلة، فهذا من شأنه أن يجعلك تقوم بدراسة سبب فشل محاولتك الأولى لتقوم بتجنب مسبباتها.

القرآن الكريم ذكر مواقف أساسية يوضح من خلالها ندم الإنسان على ضياع الوقت أشد الندامة؛ منها ما يتعلق بلحظة الاحتضار، حيث يقول المحتضر داعيا ربه أن يرجعه لعله يعمل صالحا في ما ترك: "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعوني لعلي أعمل صالحا في ما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"، 99 ـ 100 المؤمنون. ومنها أيضا ما يذكره القرآن "ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم"، 45 يونس. وكذلك "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية وضحاها"، 64 النازعات. وجاء في الحديث النبوي: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، كما حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت وعدم تضييعه: "اغتنم خمس قبل خمس اغتنم حياتك قبل موتك واغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك". إدارة الوقت وتدبيره بطريقة محكمة واستخدام الوسائل الممكنة والمشروعة في سبيل تحقيق وإنجاز الأهداف الطيبة والغايات المثمرة والمفيدة للفرد والجماعة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير