تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الاستعاذة بالملك العلاّم من تعدّيات العوام!!!

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[17 - 06 - 08, 10:31 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

وبعد، فشتّان الفارق بين حال عامّة الناس في التعامل مع أهل العلم على عهد الصحابة والسّلف الأول، وحال العوام مع أهل العلم بعد ذلك العصر إلى أيّامنا هذه!

فهذا عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقف على حلقةٍ لعمرو بن زرارة وهو يقصُّ، فقال عبد الله: يا عمرو! لقد ابتدعت بدعةً ضلالةً، أو إنك لأهدى من محمدٍ وأصحابه! قال عمرو بن زرارة: فلقد رأيتهم تفرّقوا عني حتّى ما رأيت أحداً!! (رواه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (60): صحيح لغيره موقوف).

وما أحسن ما وصف به سيدنا عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - العوام بأنهم "هَمَج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركنٍ وثيقٍ". (تهذيب الكمال/ترجمة كُمَيل بن زياد).

فهذا حالهم، وشرُّهم مستطير، وتعدّياتهم على أهل العلم لا تنتهي، فلا يرقبون في عالِمٍ إلاًّ ولا ذمَّة، والعالِم عندهم مَن صعد المنبر - كما ذكر ابن الجوزي في"القصاص والمذكِّرين" - ولو كان أجهل مِن أبي جهل، فنعوذ بالله مِن جهدِ البلاء، وتسلُّطِ الأعداء، وتعدِّيات العوام، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

وطالما حذَّر أهل العلم مِن مَغَبَّة المواجهة مع العوام ومَع مَن تُعَظِّمه العوام، واجتَنَبوهم:

-فعن أبي شعيب الخياط قال: قلت ليوسُف بن أسباط: أقعدُ إلى القاص؟ قال: لا. قلتُ: فأُقيمه؟ قال: إن أمنت النِّعال فافعل! (المجالسة/1631/ط. مشهور).

-وعن يحيى بن معين قال: ذهبتُ إلى أُسيد بن زيد الجمّال إلى الكرخ، ونزلتُ في دار الحذّائين، فأردتُ أن أقول: يا كذّاب! ففرقتُ من شِفار الحذّائين. (ميزان الاعتدال 1/ 257).

-وعن خلف بن تميم قال: قال ابن المبارك: مَن أراد الشهادة فليدخل دار البطيخ بالكوفة فليقل: (رحم الله عثمان). قال خلف: فدخلتها يوماً فأردتُ أن أجعل أصبعي في أذني فأنادي بها، فالتفتُّ فإذا موازينهم وسنجاتهم، فقلت: يا خلف الساعة تقولها فيرمونك، فاربح نفسك! (تهذيب الكمال/ترجمة تميم بن خلف).

-وروى أبو أحمد العكبري عن النجاد عن العطاردي حديثاً ساقطاً، فأنكر عليه عليّ بن ينال وأساء القول فيه، حتّى هَمَّت العامَّة بابن ينال فاختفى. (تحذير الخواص (ص 77) للسيوطي).

ومنهم مَن جَسَرَ على المواجهة- كالشعبي - فكان مصيره الويل والثبور، وهاك قصته:

قال الشعبي: نزلتُ تَدمُر، فوافقت يوم جمعة، فدخلتُ أُصَلِّي في المسجد، فإذا إلى جانبي شيخ عظيم اللحية، قد أطاف به قوم فحَدَّثَهم، قال: حدّثني فلان بن فلان ..... يبلغ به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إنَّ الله تعالى خلق صُورين، له في كلِّ صُورٍ نفختان، نفخة الصعق ونفخة القيامة ".

فلم أضبط نفسي أن خفَّفتُ صلاتي، ثم انصرفتُ فقلتُ: "يا شيخ! اتَّقِ الله! ولا تحدّثنَّ بالخطأ، إن الله تعالى لم يخلق إلاّ صُوراً واحداً، وإنّما هي نفختان؛ نفخة الصعق ونفخة القيامة ".

فقال لي: " يا فاجر! إنّما حدّثني فلان عن فلان، وتَرُدّ عليَّ؟! "

ثم رفع نعله فضربني بها، وتتابع القومُ عليَّ ضرباً معه، فواللهِ ما أقلعوا عني حتى حلفتُ لهم أن الله تعالى خلق ثلاثين صُوراً، له في كلِّ صُورٍ نفخة، فأقلعوا عنِّي. (تحذير الخواص (ص 78) للسيوطي).

.

.

.

.

.

يتبع.

ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 08, 10:35 ص]ـ

بارك الله فيك ..

أسجل متعابعة معك ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير