[غرباء وأي غرباء .... وطوبى للغرباء]
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[29 - 06 - 08, 02:11 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن الغربة في هذا الزمان شديدة جدّ شديدة، فالمسلم غريب بين جموع أمم لا تحصى كثرة،
وأشد منه غربة ذاك الذي أكرمه الله فجعله صالحاً بين رفقة صالحين، وفتاة تقية بين فتيات تقيات
وأشد منهم غربة والله أولئك الأقوام مَن بالعلم قد حلاهم الله، وبأنوار الوحي جملهم ربهم جل وعلا
أهل العلم الذين كانت غربتهم من وجوه عدة، فهم غرباء في الكلام والأفعال، اتخذوا هدي النبي ظاهرا وباطناً
والتمسوا شعار السلف قلباً وقالباً،إن رأيتهم عرفت أن أجسادهم أجساد بشر، ولكن أرواحهم أرواح أخروية، نصبوا وجوههم للدار الآخرة ..
أهل العلم الذي كانت غربتهم حينما بالخير يأمرون في زمن كثرت فيه الملهيات والصارفات
غربتهم حينما عن الشر كانت أقوالهم وأفعالهم عنه ناهيات زاجرات
لله درّهم، وما أعظم عند الله أجرهم
غرباء وأي غرباء
وطوبى للغرباء
نظر الله إليهم فأحبهم، فهم أولياؤه، وهم عباده، وأحباؤه
اللهم اجعلنا من أوليائك وأحبائك، ومن أهل العلم الذين رضيت عنهم، وأكرمتهم أتم المكارم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله ..
ـ[تيمية]ــــــــ[29 - 06 - 08, 02:38 ص]ـ
نظر الله إليهم فأحبهم، فهم أولياؤه، وهم عباده، وأحباؤه
اللهم اجعلنا من أوليائك وأحبائك، ومن أهل العلم الذين رضيت عنهم، وأكرمتهم أتم المكارم
اللهم آمين ..
جزاكم الله خير الجزاء .. ونفع بكم ..
ـ[تيمية]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:20 ص]ـ
ذكر فضيلة الشيخ د. خالد السبت حفظه الله في تفسيره لسورة الفاتحة؛ كلاماً جميلاً بعدما ذكر مراتب الهداية العشر فقال:
و الناس في ذلك في غاية التفاوت ..
من الناس من يكون في غربة مع إخوانه من أهل الصلاح والخير والعبودية ..
يكون غريباً لماذا؟
لأنه في مراتب عالية في العبودية .. غريب جداً ..
إن نظرت إلى قيامه وصيامه وذكره لله عزوجل وإعراضه عما يعنيه واشتغاله الدائم بماينفعه ويقربه ويدنيه .. تجده في حال عجيبة!
فأهل الفضل يعدونه غريباً عندهم فضلاً عن غيرهم الذين يرتكسون بأعمالهم السيئة ..
من الناس من يكون حضه من التدين إقامة الفرائض وترك المحرمات مع بعض الأمور المتعلقة بالمظهر ..
ومن الناس من لايكون كذلك بل يزيد .. يكون إنسه بالليل كما قال أحد السلف: (إذا حل الظلام فرحت به) لأنه يناجي ويخلوا بربه في هذا الظلام
ويقول بعضهم: (كابدت الصلاة عشرين سنة فاستمتعت بها عشرين سنة) وقال الآخر: (كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي)
معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يقول " أبكي على ظمأ الهواجر " الصيام في الصيف الطويل الحار " وقيام ليل الشتاء " الطويل " ومزاحمة العلماء بالركب)
وآخر يقول: (ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار لأن أهل الجنة قالوا " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " وينبغي لمن لا يخاف أن يخاف أن يكون من أهل النار لأن أهل الجنة يقولون " إنا كنا في أهلنا مشفقين ")
وقال الآخر " ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعاً .. إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً .. وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه
إما متوضئاً أو مشيعاً لجنازة أو عائداً مريضا أو قاعداً في المسجد ..
فكنا نرى أنه لا يحسن أن يعصي الله عز وجل)
تميم الداري كان يقول (منذ أسلمت ما دخل وقت صلاة إلا وأنا لها بالأشواق وقد تهيأت لها، وما أذن مؤذن إلا وأنا في المسجد)
وابن سيرين رحمه الله يقول: (منذ خمسين سنة مافتتني تكبيرة الإحرام)
(منذ أربعين سنة ما نظرت إلى ظهر مصلي قط)
فمن حقق هذه الأمور بهذه الطريقة ألا يكون غريباً!
فهذه المراتب في العبودية الناس فيها في غاية التفاوت
كما بين السماء والأرض ..
ويكونون هناك في الجنة في غاية التفاوت ..
يتراءون الغرف والمنازل العالية كما تتراءى الكوكب الغابر في الأفق!
فالجزاء من جنس العمل .. وكما تدين تدان ..
...
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[29 - 06 - 08, 04:27 ص]ـ
أشكرك أختي الكريمة على النظر، والفائدة المنقولة .. فجزاك ربي خير الجزاء ..
ـ[ابوطلال]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:01 م]ـ
أظن أن هناك كتاب للشيخ سلمان العودة حفظه الله عن الغرباء ... للفائدة