تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن صفحات "منار الجزائر" مفتوحة للحوار الهادف والمناظرة الشريفة، والمجادلة بالتي هي أحسن والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أمرنا بذلك ربنا عز وجل فقال: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» وقال الله تعالى أيضا: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ» وقال أيضا: «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» وقال: «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» فكيف بجدال أهل السنة والكتاب!!

وكم يعصرني الأسى وأنا أرى المخالِف يكِرُّ على المخالِف كَرَّ المحارب المقاتل، فيرعد ويزبد، ويشهر في وجه الناس سيفا مُصلتا يقطع به رقاب المعارضين لمذهبه، ويسقط كل المخالفين لطريقته، ويجندل كل المجانبين لآرائه، ويرمي كل مخالف له بالتشويش ويتهمه بتفريق الكلمة والخروج عن الجماعة.

ولهذا فإن "منار الجزائر" يجعل رائده العلم الصحيح القائم على الاستدلال، المبني على البرهان، ولا يُحَجِّر واسعا، ولا يُضيِّق متسعا، ولا يُلزم الناس بما فيه من الآراء والاجتهادات، ولا يحمل عليها الآخرين.

(6)

إننا في "منار الجزائر" ننبه طلاب العلم عموما والعاملين في ساحة الدعوة خصوصا إلى خطورة منطق الوصاية على الناس، وفساد مذهب احتكار العقول، والتسلط على الأفكار .. الذي انتشر على جميع المستويات العلمية، إلا من رحم الله، ونتج عن هذا المذهب هزيمة نفسية شلت العقول، وأقبرت المواهب وأماتت الطاقات.

وخرج فئام ممن ينتسب إلى العلم، لا يفرح ولا تقر عينه ولا يهدأ باله ولا تسعد نفسه، إلا إذا لمس من الناس تبعية عمياء، ورأى الأتباع وكأنهم قطعان من الأنعام يسوسهم بعصاه، لا يعجبه إلا هذا المنظر المخزي، والله المستعان، ويا ويل من ألمح بالمخالفة، وأشار بالمنازعة، وأظهر المعارضة لجزئية أو مسألة من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف بين أهل العلم وحضنته.

(7)

إننا في "منار الجزائر" نسعى ليكون موقعا للأعمال لا للأقوال، ويدعو للحقائق لا للخيالات، ويسهم في البناء لا في الهدم، ويشارك في تأليف القلوب ورص الصفوف، لا في التفرقة وإثارة الضغائن والأحقاد ..

موقعا .. يضع على رأسه تاجا لامعا وهو "الوسطية والعدل" عملا بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» وقوله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً .. »

ويلصق على صدره شارة ثمينة وهي "الإنصاف ومعرفة أقدار الناس ومنازلهم".

في الوقت الذي أجلب فيه البعض بخيلهم ورجلهم على الوسطية والعدل والإنصاف، وأصبح الكثير منهم يتخذون مواقعهم حيثما كانوا، وأينما وُجدوا، لِبَثّ الكراهية والبغضاء، ونشر نزعة الكبر والإقصاء، ولا يدخر جهدا ولا يفوت فرصة ..

لزعزعة الثقة في العلماء

وبث الشكوك حول الدعاة

وإلقاء العُرام من الشبهات التي سحرت الأتباع (المريدين) فجعلتهم كالعميان لا يميزون بين الليل والنهار، وأحدثوا في البلاد جرحا نكاد نيأس من اندماله.

(8)

إنني أرفع صوتي، وأضم يدي إلى أهل العلم والدعوة والأئمة ببلادنا - حرسها الله - أن يكونوا صفا واحدا ..

أن نترك النزاعات الجانبية، والخلافات الفرعية، إذا لم نتفق على رأي واحد فيها ..

ولنجتمع على وحدة الهدف، وعلى أصول أهل السنة والجماعة، التي فُرِغ من تحريرها واستقرت عليها الأمة، وسارت عليها الأئمة بعد الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان كالإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وغيرهم من أعلام الأمة وأئمة الهدى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير