فَلِمَ يحاول بعض المنتسبين إلى الدعوة والعلم وخدمة الدين ونصرة الحق .. يحاول إرساء قواعد جديدة ينسبها لأهل السنة والجماعة؛ نصرة لمذهبه وتقليدا لأشياخه وطمعا في علو جاهه؟
لماذا سيطرت علينا نزعة الوصاية والأثرة، وحب الزعامة وغيرها من الآفات التي قتلت روح التعاون، وأطفأت شعلة التآزر، وأضعفت الإرادات والهمم، وأثارت الفتن، وألهبت نار الحسد لكل عامل في ساحة الدعوة، حتى صارت الدعوة وكأنها وقفا على أشخاص وحمى لفلان وفلان!!
أيها الدعاة ويا إخواني الأئمة، ويا أحبتي العاملين في ساحة الدعوة، ويا أهل العلم والقلم ببلادنا _ وقاها الله الفتن _ هلموا إلى جمع كلمتكم، وتوحيد صفوفكم وتجاوز خلافاتكم (الوهمية) ونزاعاتكم الشخصية، وانزلوا جميعا إلى الميدان ليقف كل واحد منكم على ثغر، ويسد ثلما.
إنني أنادي بأعلى صوتي في وجه كل من زرع الفرقة بين الشباب المستقيم أن ينظر إلى ما آلت إليه حالنا من خمود في الدعوة، وكسل ضارب بقوة على سواعد من تنظر إليهم الأمة نظرة الغريق لمنقذه.
ألا تبصرون إلى ما أضحت إليه الأمور عندنا حيث صار الشباب نهبا مقسما بين زعامات حزبية، ودعوات طائفية، وصراعات مذهبية، وعصبيات شخصية!!
ألا تهبوا لإطفاء نار الفرقة وإخماد لهيبها!!
ماذا تركتم من آثار طيبة؟؟
ماذا جنت البلاد من أعمالكم؟
ماذا استفاد الأغرار والأتباع من مجالسكم واجتماعاتكم، إلا الدربة على الكذب والسب وقلب الحقائق، والتمرن على الشقاق!!
ماذا قطفتم من ثمرات عندما أوهمتم الشباب أنكم حُزتم على تزكية العلماء وظفرتم وحدكم بهذه المنزلة في البلاد وبين العباد ثم اتخذتموها ذريعة للغيبة والاحتقار والكبر والتطاول على الدعاة، ورميتم غيركم بسهم واحد، إلا من انضم إلى حزب "المزكين" ورضخ لكل أصولهم وقوانينهم.
ماذا استفادت البلاد بعد هذه الأعوام الطوال في الأقوال والجدال؟ وغيركم مهتم بالفعال سواء من أهل الخير، أو من أهل الشر والضلال.
ماذا استفاد الشباب بعد سنوات من الفتن الهائجة والعواصف المائجة، وهو يتقلب بين رؤوس:
منها من تعلمه ألاعيب السياسة وأكاذيبها، وتغرقه في أوحالها ..
وأخرى تستغل الوضع المزري لإثارة شبهات التكفير والتفجير ..
وثالثة تدفعه إلى سراديب الخرافة والبدع، وتُلقي به في دهاليز الشركيات، وتضع في عقله قيود التقليد والتبعية ..
ورابعة أوهمته أنه بلغ مراتب الاجتهاد وأنه سَمِيٌّ لمالك والشافعي فقال: "هم رجال ونحن رجال" ولماَّ يبلغ سن الرشد في العلم والفهم ..
وخامسة ادعت لنفسها المرجعية الوحيدة في ساحة العلم وميدان الدعوة والفتوى ورمت الآخرين بالبدعة والضلال والانحراف والطامات ..
وهلم جرا .. والله المستعان
(9)
أحبتي في الله: لقد تتبعت منذ سنوات مناهج أهل الأهواء والفرقة على اختلاف مسمياتهم واجتمع عندي الكثير من كتبهم ومحاضراتهم ومقالاتهم وبياناتهم المكتوبة والمسجلة .. فلم أشاهد أمامي إلا:
الجثث المتساقطة، والهامات المضروبة، والأعراض المنهوشة ..
ولم أسمع إلا الغيبة والهمز واللمز مُطَعَّمة بشيء من الحق الذي لا غبار عليه.
لم أقرأ في تاريخهم إلا الصراعات والمناوشات وتبادل الاتهامات حتى آلت إلى المحاكمات ..
ما رأيتهم اجتمعوا إلا افترقوا .. وما رفعوا واحدا منهم إلى الثريا إلا وضعوه ومرَّغوا أنفه في الثرى ..
لقد عرفت عن أهل الأهواء والفرقة أنهم لا يثبتون على مذهب ولا يستقرون على مبدأ ولا يسيرون على منهج، ولكنهم يتلونون كالحرباء، ويتقمصون شخصيات كثيرة كالممثلين ومذهبهم هو المصالح الشخصية فقط ..
ألا فعودوا إلى الرشد والزموا طريق الوسطية والاعتدال، وتمسكوا بالحنيفية السمحة التي بعث الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ولا تزيدوا الأمة جراحات، وهي تنزف من كل موضع من جسدها، وتصرخ ألما من أوجاعها ..
هاهو موسم الحج يُذَكِّرنا بالوحدة الإسلامية والأخوة الشرعية في أبهى صورها ..
هاهو اللقاء العالمي الذي يجمع الله فيه عباده من كل فج عميق، تظهر فيه معاني الوحدة والتآزر أكثر من أي موسم آخر ..
هاهو الحج قد انقضى ليكون فرصة لجمع الشمل، ولَمِّ الشتات، واستدراك ما فات، ولن تجدوا إلا صدورا رحبة وقلوبا سمحة ..
إنني أدعو الجميع إلى الحوار الرشيد المبني على العلم الصحيح والقواعد والضوابط المحكمة، فخير لك يا أخي الحبيب، وخير لي من المصادمات وتبادل الاتهامات:
أن تسمع لحجتي، وأسمع لحجتك ..
وليكن هدفنا الوصول إلى الحق ونصرته ..
وفي ختام هذه الكلمة
نرحب في موقع "منار الجزائر" بكل نقد بنَّاء، بعيد عن الإسفاف والفحش، ونفتح الأبواب لكل من يصوِّب أخطاءنا، ويبين لنا عيوبنا.
والله أعلم بالصواب وهو الهادي إلى سبيل الحق والسداد.
www.manareldjazair.com (http://www.manareldjazair.com/)
ـ[سمير زمال]ــــــــ[02 - 07 - 08, 10:37 م]ـ
بالإضافة إلى موقع راية الإصلاح
http://www.rayatalislah.com/
وموقع الشيخ أبو سعيد بلعيد
http://www.abusaid.net/
وموقع الشيخ الإصولي محمد علي فركوس
www.ferkous.com (http://www.ferkous.com)
¥