ومن أنكر صحبة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه فقد كفر لأنه خالف القرآن، قال الله تعالى: إذ يقول لصاحبه لا تحزن. كذلك من أنكر رسالة واحد من الرسل المجمع على رسالته كسيدنا آدم مثلا، أوجحد حرفا مجمعا عليه من القرآن أوزاد حرفا فيه مجمعا على نفيه معتقدا أنه منه.
مثل في قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء فمن حذف حرف الألف من لا النافية غيَّر المعنى وكفر.
كقوله تعالى: وإنك لَتهدي إلى صراط مستقيم
أي إنك تبين الحق والصواب وتدعوإليه.
فمن زاد حرفا على لام لتهدي يكون قد كفر حيث يصير المعنى إنك لا تدل إلى الحق والصواب ولا تدعو إليه.
من كذَّب رسولا فقد كفر قال الله تعالى:
ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
وكذلك من نقَّصه أوصغَّر إسمه بقصد تحقيره وإهانة قدره بأن قال محيمد مثلا، أواعتقد جواز وقوع النبوة لأحد بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أوادعى أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة أوادعى أنه يدخل الجنة ويأكل من ثمارها وأنه يعانق الحور العين فهذا كفر بالإجماع.
2 - الأفعال:
كسجود لصنم أوشمس أومخلوق آخر على
والذي يفعل أي فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر.
والذي يرمي المصحف في القاذورات مع العلم بها.
3 - الأقوال:
وهي كثيرة لا تنحصر، منها أن يقول لمسلم يا كافر أويا يهودي أويا نصراني أويا عديم الدين حال كون القائل مريدا ذلك القول أن الذي عليه المخاطب من الدين كفر أويهودية أونصرانية وليس بدين، أما لو أراد بقوله يا كافر أنه كافر النعمة أويفعل فعل الكفار أوساتر الزرع فلا يكفر أفاده الشرقاوي، أي لأنهم قالوا كفر النعمة أي غطاها بأن جحدها ويقال للفلاح كافر لأنه يكفِّر البذر أي يستره كذا في المصباح.
وكالسخرية باسم من أسمائه تعالى أووعده بالجنة والثواب أووعيده بالنار والعقاب ممن لا يخفى عليه نسبة ذلك إليه سبحانه وتعالى، إضافة ذلك الإسم والوعد والوعيد إليه تبارك وتعالى. وكأن يقول الشخص لوأمرني الله تعالى بكذا لم أفعله أولوصارت القبلة في جهة كذا، كناية عن الغرب أوالشرق أوالشمال أوالجنوب، ماصليت إليها، أولوأعطاني الله الجنة ما دخلتها مستخفا، مستهزئا ومحقرا أومظهرا للعناد في الكل، أوأطلق كقول من سئل عن شيء لم يرده وقال لوجاءني جبريل أوالنبي عليه الصلاة والسلام ما فعلته، والعناد هو بأن عرف أنه الحق باطنا وامتنع أن يقُرَّ به.
وكأن يقول لوآخذني الله بترك الصلاة مع ما أنا فيه من المرض ظلمني، الظلم هووضع الشيء في غير موضعه.
أوقال لفعل حدث هذا بغير تقدير الله أي تجدّد وجوده أوقال لوشهد عندي الأنبياء أوالملائكة أوجميع المسلمين بكذا ما قبلتهم أي ما صدقت قولهم.
أوقال لا أفعل كذا وإن كان سنة بقصد الإستهزاء.
ولو تقاول شخصان فقال أحدهما لا حول ولا قوة إلاَّ بالله وقال الآخر لا حول لا تغني من جوع كفر، ولوسمع آذان المؤذّن فقال إنه يكذب كفر ولوقال لا أخاف القيامة كفر، هذا ما أفاده الشرقاوي في كفاية الأخيار. انتهى.
أولوكان فلان وهوعدوّه نبيا ما آمنت به فالقائل بهذا يكفر. وكذلك اذا قال الشخص عن عدوّه و لوكان ربّي ما عبدته فإنّه يكفر أوقال عن ولده أوزوجته هو أحبّ إليّ من الله ورسوله.
أوقال لعنة الله وهي من الله تعالى إبعاد العبد بسخطه ومن الإنسان الدعاء بصيغته وهذا هوالمراد هنا، فإن قال لعنة الله على كل عالم مريدا الإستغراق الشامل لأحد الأنبياء. أوقال أنا بريء من الله أومن الملائكة أومن النبي صلى الله عليه وسلم أومن القرآن وهوكلام الله تعالى أومن الشريعة أومن الإسلام، أوقال وقد ملأ وعاءا وكأسا دهاقا من قوله تعالى:
إنّ للمتّقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا أي وخمرا مملوءة أومتتابعة أوصافية.
أو قال وقد أفرغ شرابا فكانت سرابا من قوله تعالى: وسيّرت الجبال فكانت سرابا أي سيّرت الجبال عن وجه الأرض فكانت هباءا منبثّا.
أوقال عند وزن أوكيل وإذا كالوهم أووزنوهم يخسرون أي إذا كالوا لهم أووزنوا لهم أي الناس يُنقصون.
أو قال عند رؤية الجمع أي جماعة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا حال كون القائل ملتبسا بقصد الإستخفاف أوالإستهزاء والسخرية في الكل وكذا كل موضع إستُعمل فيه القرآن بذلك القصد، فإن كان بغير ذلك القصد فلا يكفر، لكن قال الشيخ أحمد بن حجر رحمه الله لا تبعد حرمته.
وكذلك يكفر من شتم نبيا أوملَكا أوقال أكون قوّادا إن صلّيت أوما أصبت خيرا منذ صلّيت أوالصلاة لا تصلح
أو قال لمسلم أنا عدوّك و عدوّ جَدِّك مريدا بقوله جدِّك النبي صلى الله عليه و سلّم أو يقول شيئا من نحو هذه الألفاظ البشعة الشنيعة، و قد عدّ الشيخ أحمد بن حجر الهيثمي و القاضي عياض رحمهما الله في كتابيهما الأعلام و الشفا أشياء كثيرة فينبغي الإطلاع عليها. فإن من لم يعرف الشرّ يقع فيه.
ومن الكفر ما لو قال لمن ظلمه أنت ظلمتني فالله يظلمك أوقال لمؤمن أخذ الله تعالى إيمانك أوسلب الله تعالى إيمانك أوقال لم أعلم أنّي مؤمن أم لا أوقال إنّي مرتدّ أوقال لأحد خلقك الله لتظلم الناس أوالله خلقك للظلم أوقال لأحد إن لم تكن مؤمنا فكن كافرا، أوقال الذهب خير من الصلاة
ومن رضي بالكفر واستحسنه كفر لأنّ استحسان الكفر من غيره كفر ولأنّ الرضى بالكفر كفر بدليل قوله تعالى:
1 - كتاب الإعلام بقواطع الإسلام وهو لابن حجر 2 - كتاب الشفا في أخلاق المصطفى وهو للقاضي عياض ولا يرضى لعباده الكفر.
. والله تعالى أعلم وأحكم.
¥