هذا سؤال عجيب من قال أننا نرفض مسالك التفكير.ثم إن هذه ليست مسالك تفكير هذه انحرافات ولا يبرر الإنحراف كونه تسمى باسم حسن، فأنا أرى أن الاتجاه العصراني أو الليبرالي الخالص لو سمى نفسه عقلانيا ً فهو غير عقلاني في الحقيقة لأننا نعتقد وعندنا يقين راسخ أن كل دعوة أو فكر مخالف ومصادم للشريعة هو مصادم للعقل والفطرة وفيه البؤس والشقاء للبشرية والواقع يشهد بهذا.
كثير من الشخصيات التي استشهدت بها في الكتاب لم تكن سوى شخصيات حصلت لها تحولات فكرية على مدى أعوام بسيطة كمحمد المحمود وعبدالله بن بجاد ويوسف أبا الخيل وخالد الغنامي وغيرهم، كيف تستشهد بهذه الشخصيات كرموز للتيار الليبرالي؟ هل يفتقد التيار الليبرالي للرموز التاريخية حتى يستشهد الدكتور ناصر بهؤلاء؟ أم أنك تتعمد اختيار بعض الأسماء واستبعاد آخرين؟ وهل يعترف بهم التيار أنهم من رموزه؟
أولا أنا اخترت هؤلاء لأنهم يتحدثون باسم الدين ويروجون للمباديء الليبرالية باسم الدين وأنا ذكرت أن هذا هو مكمن خطورة من يتبنى هذا الفكر وهذا الخط، وبعض هؤلاء طروحاتهم فيها من التطرف ماهو أشد من العلمانيين الخلص الذين لا يعترفون بالكتاب ولا بالسنة أصلا.
بعض النقاد أخذ على الكتاب أنه لم يشر إلى المعتدلين من الليبراليين فما رأيك بهذا النقد؟
أنا في الكتاب لم يكن من هدفي تصنيف وتقديم سير ذاتية عن الليبراليين والمفتونين بهم من أصحاب التيار العصراني ولكن كان الهدف التركيز على الافكار والمقولات.
صدر كتاب التطرف المسكوت عنه قبل الضجة التي أثيرت حول فتوى الشيخ البراك- – وأنت ممن دافع عن الفتوى في حوار مباشر في قناة LBC - ، فبما أنك نقلت عن عبدالله بن بجاد ويوسف أبا الخيل، هل كنت تتوقع أن يصل الأمر إلى هذه المرحلة من الجرأة على المقدسات ككلمة الشهادة؟
نعم كنت أتوقع وقد قلت في أكثر من مناسبة أن هؤلاء يبدأ بهم الانحراف في القدح بالمسلمات والأصول وبعضهم قد يصل به التطرف إلى الإلحاد والشك في وجود الله نسال الله السلامة والعافية وقد حصل لبعضهم في القديم والحديث.
كيف رأيت البيان الذي أصدره مجموعة من كبار العلماء في المملكة العربية السعودية يأيدون فيه فتوى الشيخ البراك، البعض يقول أن الأمر لا يعدو كونه تأييدا ً حزبيا ً سياسيا ً ضيقا ً؟
أصلا لا يوجد عندنا أحزاب سياسية والبيان قام به علماء من أمثال العلامة الشيخ صالح الفوزان فكيف يكون له أهداف سياسية كل هذا الكلام يروج للطعن في البيان والفتوى ولكن لا تاثير له في نظري.
أصدر مجموعة من المحسوبين على التيار الليبرالي بيانا ً بعد ذلك يدينون فيه فتوى الشيخ لكننا لم نرى في هذه القائمة أي من رموز التيار الكبار، بل أن كثيرا ً من الموقعين كانوا من غير طائفة أهل السنة والجماعة كما يصفهم أحد المشايخ؟ كيف تفسر هذا؟
أفسر هذا بأنهم لا يستطيعون أن يناقشوا الفتوى مناقشة علمية وهي محرجة لكثير منهم ولهذا تكلموا في العموميات ولم يستطيعوا أن يقابلوا الحجة بالحجة وهذا جعل موقفهم في البيان ضعيفا ً وجعل كثيرا ً منهم لا يوقعون لأنهم يعرفون أن المجتمع ضد توجههم فهو مع العلماء وطلبة العلم، فبعضهم لا يريد أن يظهر فيخسرالشعبية أو قل أن يكوّن صورة ذهنية سيئة عند عامة الناس.
إصدار عدة مؤسسات حقوقية غربية بيانا ً يدينيون فيه فتوى الشيخ في سابقة لم تشهدها البلاد من قبل، هل هو من قبيل الضغط على آراء العلماء؟ وهل يختلف هذا مع مبادئ الليبرالية نفسها التي تتحدث عن حرية الرأي؟
وهذا من التناقضات الغريبة التي تقوم عليها الليبرالية الغربية وهو أكبر دليل على كلامنا من علاقة التيار الليبرالي الداخل بالجهات الخارجية.
لماذا لم يتم فسح كتاب التطرف المسكوت عنه في السعودية؟ وهل ترى من منع الكتاب ممن تطرف تطرفاً مسكوتا ً عنه؟ وهل ترى في طريقة النشر الإلكتروني طريقة ناجحة لنشر الكتاب؟
أولا الكتاب انا لم أقدمه للفسح لأنني اتبعت نظام وزارة الاعلام الذي لم يجر رقابة ولم يطلب فسح للكتب التي دخلت البلد مع احتوائها على السب لله ولرسوله ودينه وقادة هذه البلاد، فالكتاب طبع في الخارج ودخل مع بعض الدور العارضة وقد انتهت النسخ ولله الحمد في يومين فقط فأنا لم أعرضه للفسح أصلا.
¥