[كيف تنقلب إلى ذكي وموهوب من غير مشقة]
ـ[فهد القحطاني 1]ــــــــ[15 - 07 - 08, 02:50 ص]ـ
كثيرة تلك النظريات والمعطيات التي تتكلم عن الذكاء والعبقرية والموهبة في العالم منها ما تبناها علم النفس ومنها ما تبنتها معه السياسة والاقتصاد وغير ذلك ولهذا يصعب وجود نزاهة عند من يتكلم عن الاهتمام بالموهبة والموهوبين لأن ذلك يدخل في تنمية واقتصاد البلدان والدول ولهذا عندما تتأمل في نظرة الاشتراكية والشيوعية العالمية للذكاء تجده تتعامل معه على أنه طاقة مادية يجب استنفادها دون النظر في حاجات الفرد الحامل للذكاء بل وصلوا لمراحل خطيرة من تنمية العقل وإتلاف مقصود لأعضاء أخرى لكي تعمل كل الجهود لجهة واحدة ومن ذلك المعامل السرية التي تخرج الأذكياء والتي لا تتبنى الطرق الإنسانية في التعامل مع النفس والجسد البشري وفي الطرف الآخر كانت الرأسمالية العالمية التي ما زالت تصول وتجول إلى الآن في العالم ولعل آخر صورها هي العولمة التي تجتاح العالم ومن مظاهرها الاستنساخ الذي من صوره وخيال أهله أنه بالإمكان صناعة الموهبة والذكاء ليس عن طريق التدريب السلوكي بل عن طريق التدخل (مع ما تقدم من الذكاء السلوكي) في التركيب الجيني والتدخل الفاسيولجي للجسد قبل نشوئه وعند تخلقه وبعد ذلك مما يخرج الإنسان إلى كونه آلة يتعامل معها بدون إنسانية ولا أخلاق وهذا شيء معروف ولا نريد الاستطراد في ذلك.
نرجع للإسلام وكيف تعامل مع الذكاء والموهبة ونقول العجيب أن هذا الدين الكريم استطاع أن يتعامل مع جميع الشرائح البشرية ليخرجها إلى العبقرية سواء بالقوة الدافعة للشخص نفسه أو الدفع الخارجي من الغير للشخص ليظهر قدراته أو ليغطي السلوك الذكي على النقص الموجود في الذات إن وجد ولعلنا نفصل في هذا بعد التصنيف الذي نذكره الآن:
الناس أنواع هم
1 - من ذكائه خلقي أي موهوبا الذكاء وليس مكتسب.
2 - من هو فرد عادي يمكن أن يكتسب الذكاء بنفسه.
3 - من هو فرد أقل من عادي ويمكن دفعه للكسب الذكاء ويدرب على الكسب الذكائي.
بهذا التصنيف وجدنا أنا قد غطينا كثيرا من أفراد المجتمع المسلم ولم يشذ عن ذلك إلا القليل النادر الذي لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من المجتمع المسلم وأنت أخي المسلم تستطيع تصنيف نفسك لكن لا يمنعك ذلك من أن تكون ذكيا إذا نظرت لنفسك بثقة واعتزاز وأن الله رزقك عقلا هو نعمة منه تستطيع أن تتدبر خلق الله وأن تؤمن بالله ولهذا نقول إن المؤمن بالله وكتابه الكريم والسنة النبوية هو أشد ذكاءاً من غيره وعن طريق الدراسات النفسية والسلوكية الأذكياء هم الأفراد الذين يؤمنون بالغيب وما وراء الماديات والخيال الذي يعتمد عليه الذكاء والإبداع وأن الفرد المادي البحت أقل ذكاءًا وأقل خيالا.
أما الدليل الباهر الذي يجعلنا نؤمن بأن الإسلام لم يهتم بما في داخل الذات بل تعامل مع الجميع على أنهم أذكياء وموهوبون فهو التشريع الإسلامي الذي لم يفرق بين فرد وفرد بل الكل مطلوب منه واجبات وله حقوق يجب عليه أن يقدم ما لديه وعلى الآخرين أن يحترموه تأملوا معي الصلاة والزكاة وصيام رمضان والحج وغير ذلك من عبادات داخلية (أركان الإيمان) وخارجية (أركان الإسلام) كلها وغيرها من التكاليف تجعل الفرد المسلم على قدم المساواة مع بعضهم وتجبر الكل على دفع نفسه نحو السلوك السوي الذي لابد منه.
ولهذا أخي المسلم أنت ذكي وعبقري فحاول أن تستفيد من قدراتك وتنمي مهاراتك التي تجعلك في مصاف من يخدم أمته وينافح عنها ولا تقول ليس لدي القدرة على ذلك لقد خلقك ربك في أحسن تقويم ووهبك عقلا تحصل به مصالحك الدينية والدنيوية.
بعض الوسائل التي تعين على الذكاء والعبقرية:
1 - التكرار الدليل القرآن انظر كيف يكرر بعض الآيات ورسول الله عليه الصلاة والسلام يكرر ألفاظه ومعانيه.
2 - التأمل والتدبر وأنظر للقرآن كيف يطلب من التفكر والتدبر والتأمل.
3 - الممارسة للشيء المطلوب تفهمه واستيعابه.
4 - الثقة في النفس أنك لا تنقص عن الآخرين بشيء.
5 - عامل الزمن وهو مهم فمثلا الذي يتعلم علما ما ثم يخفق فيه يتهم نفسه بعدم الذكاء وهذه جريمة يرتكبها في حق نفسه عليه أن يتذكر أنه لابد له من أن يأخذ وقت طويلا لكي يستوعب ما يريد.
إلى غير ذلك مما هو مبحوث من وسائل التنمية الذكائية والعبقرية للفرد.