تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل قصة الملحدون مع أبي حنيفة صحيحة؟

فأجاب الشيخ عبد الرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد بما يلي:

ذُكِر في سيرة أبي حنيفة بعض المناظرات مع الملاحدة، إلا أني لم أقف على هذه المناظرة.

إلا أنه ينبغي التنبه إلى أن أبا حنيفة رحمه الله لا يقول بأن الله في كل مكان؛ بل عقيدته في ذلك عقيدة أهل السنة والجماعة.والله تعالى أعلم.

الشيخ عبد الرحمن السحيم

المصدر:منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=1085

وهنا قائمة بمثل هذه القصص الرائجة في الإنترنيت مع التعليق عليها

http://al-ershaad.com/vb4/forumdisplay.php?f=36


وهنا أيضا تعليق على بعض العبارات التي وردت في القصة تخالف مذهب أهل السنة والجماعة صاحب التعليق
أخ يكتب بعنوان شاب مسلم في إحدى المنتديات بعد أن قامت أخت بنشر القصة
لي مع هذه القصة وقفات وتعقيبات
وأشير أن هذه القصة تنشر أيضا في المنتديات بعنوان (الى الذي سأل أين الله)
فأولا: تقول القصة:
قالوا: في أي جهة يتجه ربك؟
قال: لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور؟
قالوا: في كل مكان ..
قال: إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض؟.
أقول لو نظرت وبحثت أيها القارئ الكريم عن الجواب (الى الذي سأل أين الله)
لما وجدت غير هذه العبارة
ولو تمعنت فيها لو جدتها ليست لها أي دخل في معتقد أهل السنة في العلو واستواء الله على العرش لا من قريب ولا من بعيد
بل غاية ما فيه إشارة في أنه سبحانه كل مكان كما أن النور كل مكان
وهذا لاشك أنها عقيدة كفرية منابذة منابذة صريحة لمعتقد أهل السنة التي من أجل هذه المسألة وغيرها جرت بين أهل السنة معارك طاحنة مع خصومهم المبتدعة واختبر كثير منهم في دينه
وقد إتفق كلمة أهل السنة أجمع في أن الله سبحانه مستو على عشره بائن من خلقه
قال الإمام المزني: لا يصح لأحد توحيد حتى يعتقد أن الله سبحانه مستو على عرشه بجميع صفاته .. )
وقال الإمام إسحاق بن راهويه: (من لم يقل أن الله مستو على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل وألقي على مزبلة لكي لا يتأذى منه أهل الملة ولا أهل الذمة)
وقد نقلت الإجمعات الكثيرة في ذلك عن سلف الأمة ومن أراد الإستزادة فيراجع كتاب (العلو للإمام الذهبي) وهناك اختصار له حققه الشيخ الألباني حذف منها الضعيف وابقى الصحيح يراجع أيضا) واسمه (مختصر العلو) فقد ذكر الآثار الكثيرة في تقرير معتقد أهل السنة
وأيضا من الكتب التي جمعت الآثار كتاب العرش مجلدين حققه الدكتور الفاضل: محمد خليفة التميمي
ومعتقد أبي حنيفة هو معتقد سلف الأمة وقد ذكر الإمام ابن أبي العز عن أبي حنيفة معتقد العلو والرد على من قال كل مكان ..
ثانيأ: جاء في القصة قالوا: عرّفنا شيئا عن ذات ربك؟ أهي صلبة كالحديد أو سائلة كالماء؟ أم غازية كالدخان والبخار؟ فقال: هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير؟
قالوا: جلسنا ..
قال: هل كلمكم بعدما أسكته الموت؟
قالوا: لا.
قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك؟
قالوا: نعم.
قال: ما الذي غيره؟
قالوا: خروج روحه.
قال: أخرجت روحه؟
قالوا: نعم.
قال: صفوا لي هذه الروح، هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء؟ أم غازية كالدخان والبخار؟
قالوا: لا نعرف شيئا عنها!!
قال: إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون مني أن اصف لكم الذات الإلهية؟
أقول: بالنسبة لهذا الجواب:
إن كان يراد منه نفي كنه الصفة وكيفيته فهذ لاشك أنه لا يمكن التوصل الى معرفة ذلك
وإن كان يسأل عن صفات الله سبحانه وأن يذكر له صفاته ..
فالجواب مردود وغير مقبول إذ صفات الله تعالى معروفة وقد حكاه سبحانه لنا
وكوننا نعرف صفاته هذا فرق بين أن نعرف كنه الصفة
فأهل السنة والجماعة يثبتون الصفات لله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
فينفون العلم بالكيفية مع إقرار وجود كيفية للصفة ولكن نحن لا نعلمها
ويثبتون معاني الصفات مع الإقرار أن صفاته لا تشبه صفات المخلوق فنعلم معنى العلو معنى الإستواء ومعنى أن لله يد ولله بصر
ولكن كيف هذا اليد وما هي كنهها؟ الله أعلم بها
وجواب السؤال هنا فيها إيهام كبير على نفي المعرفة بالصفات عموما.
وأنا خطر في بالي سؤال وتساؤل أرجو من كان عنده الإجابة هل كلمة (غازية) كلمة جديدة مستحدثة معربة أم هي كلمة قديمة كانت العرب تستخدمها
لأنني استغربت أن في القصة جاء لفظ كلمة (غازية) مجرد تساؤل
وأخير أقول: قد بحثت عن صحة هذه القصة في بعض كتب الأحناف رجاء العثور على هذ القصة (طبعا بحثي ليس حجة على نفي وجود القصة)
وأيضا حاججت بعض هؤلاء الذين استدلوا بهذه القصة على أن الله كل مكان
بأن يثبتوا صحتها فلم يهتد أحد منهم في توثيق القصة ولم يذكر له أي سند أو أي كتاب إنما أقوى توثيق كان عندهم كلمة (منقول) ومن أين منقول واين أصلها؟ الله أعلم
فتبقى القصة غير مقبولة عندنا
ولولا الإسناد لضاع الدين ولافترى من شاء أن يفتري والحمدلله أن حفظ الله هذا الدين بالإسناد ..
ونحن لا نقبل أي قصة وخاصة في أمور المعتقد إلا الثابت الصحيح وما دون ذلك فهو مردود
والله أعلم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير