تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي قرية" ميت اشنا " في المنصورة يعتقد الناس في حجر يقول انه مكان قبر ونصبه الناس وليا يمتلك من الكرامات الكثير ويتبركون به رغم انهم لم يذكروا ماهية الكرامات أو اي معلومة حقيقية عنه, فقط ولي من الصالحين لكنهم لا يعرفون اسمه ويدعون أن هذا الحجر ¯ يعالج السيدات العاقرات, وذلك عندما تذهب السيدة عند هذا الحجر وتدور حوله بعد خلع ملابسها كاملة, كما تقوم بغسل جسدها بالماء الموجود فوق هذا الحجر ¯ على شكل عين تخرج مياه من باطن الأرض, كما يعالج هذا الحجر المبروك من وجهة نظر زائريه ¯ أنواعا أخرى من الأمراض منها السيدات اللاتي

انقطع لبنهن وأصبحن لا يستطعن إرضاع أطفالهن فيرجع اللبن اليهن بزيارة هذا الحجر, وعمل هذه الطقوس الغريبة. حتى الجاموس والبقر المصابة بالعقم وقلة اللبن يقوم الحجر بعلاجها أيضا.

ومن الاضرحة المزيفة مقام سيدي "عباطة" والموجود بمقابر سيد جلال بالقاهرة ويقول الناس انه كان شيخا مبروكا له قدرات علاجية خاصة لمرضي العقم " وعلاج المس و"الخضة" والحقيقة انه كان طفلا متخلفا عقليا ثم مات.

ومقام حسن الذوق الموجود في شارع المعز بالقاهرة والذي نصبه الناس وليا من أولياء الله الصالحين الا ان الرواية التاريخية تقول: ان القبر لرجل مغربي كان محبا للقاهرة جدا وعندما حاول اولاده اخذه من القاهرة الى المغرب رغما عنه مات على مدخل القاهرة ودفن بها فكان المثل الشهير: "الذوق ما خرجش من مصر" نسبة له إلا أن أهل الحي جعلوا منه شيخا ووليا من أولياء الله فصنعوا فتحة في القبة لإلقاء النقود ومن ثم الحصول على البركة منه. كما ان هناك

الشيخ "ياسر", والذي يعاني من تخلف عقلي لأب نجار وأم خياطة ثم نصب وليا في المنصورة, والشيخة سناء التي توفيت عن عمر يناهز 30 عاما وقد ولدت متخلفة عقليا ايضا ونصبت كسيدة مبروكة ولها كرامات. وايضا هناك ضريح باسم "راكب الحجر" في القاهرة بجوار بئر مخصص لعلاج العقم فقط, حيث يطلب من النساء الدوران حوله سبع مرات لشفائهن من العقم.

إحصائيات

رغم رصدنا لبعض الاضرحة والمقامات الوهمية الا انه ليس هناك احصائيات واضحة عن كل الاضرحة الموجودة في مصر وان كان معظم خبراء الآثار أكدوا ان 50 في المئة منها على الاقل مزيف أو ان الحكايات عنها من ضرب الخيال.

الدراسة الوحيدة التي حاولت رصد عدد الاضرحة في مصر قام بها عالم الاجتماع د. سيد عويس"والذي قال ان مصر تضم نحو 2850 ضريحا يقام لها موالد, يحضرها أكثر من نصف سكان الدولة والذين لا تمنعهم بعد المسافات من السفر والذهاب للتبرك بالاولياء الصالحين أما الاحصائيات الاخيرة والصادرة عن المجلس الاعلى للآثار فتقول ان هناك أكثر من 6 آلاف ضريح في مصر معظمها مزيف, اما الاموال التي تصرف ويجمعها خدام تلك الاضرحة حسب احصائية وزارة الاوقاف المصرية بلغت نحو 53 مليون جنية عام 2006 تزايدت خلال الاعوام الثلاثة السابقة.

التحليل التاريخي والديني

يقول الدكتور منصور النوبي استاذ الآثار الاسلامية: تلك الخرافات والخزعبلات ترجع الى العصر المملوكي والعثماني وخرجت على أيدي مجموعة من المتصوفين والذين كان يطلق عليهم الدراويش وكانت تسمى بيوتهم بالخانقاوات والتي تحورت بعد ذلك لتصبح الخانكة او مستشفى المجانين وكانت بيوتا للعلم عندما انشأها صلاح الدين الايويي وكان الملوك يغدقون عليهم بالاموال والطعام, ويعتبرالفاطميون أول من وجهوا المصريين لتلك العادات ويقال أن كل الاضرحة ذات الاسماء الوهمية هي اختراع فاطمي واستمرت العادة الى وقتنا الحاضر ولان البعض تنبأ لوله الناس

وعشقهم للاولياء والتمسح فيهم وهم غالبا من الشريحة الفقيرة ذات المستوى التعليمي المنخفض ووجدوها افضل وسيلة للربح السريع واصبح أمامهم حلان إما ان يتمسحوا في مقام الولي ويصبحوا من خدامه وبذلك يستولون على أموال النذور خاصة في القرى الصغيرة والمقامات التي لا يعرف ولا يسمع احد عنها ويقومون بالترويج للولي وكراماته وبذلك يزداد عدد الزبائن والنذور ويذكرني ذلك بقصة قديمة نذكرها دائما عندما نتحدث عن القبور والمقامات الوهمية والتي غالبا لا يكون فيها رفات أموات وايضا كلها اسماء وهمية "وهي قصة "احنا دافنينوا سوا" وهي كلمة منتشرة في مصر ويقال ان شخصين في احدى القرى قديما عندما وجدوا اهل القرية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير