تعليم أولادنا القراءة في الصغر مثل النقش علي الحجر!! (1 من 2)
في الأعداد السابقة من ولدي اصطحبنا الأسرة في جولة مطولة لسبر أغوار فن تعليم أطفالنا القراءة والكتابة، قدمنا نصائح عديدة، وفي هذا العدد ننقل تجارب أسرية ناجحة
تهدف إلي زرع حب القراءة في أطفالنا وهنا التفاصيل.
تقول: لينا محمود نصيف من المملكة العربية السعودية والتي حصلت علي شهادتها (بكالوريوس التطور الإنساني) من الولايات المتحدة الأمريكية عن تجربتها مع أبنائها.
عندما يبلغ طفلي 6 شهور أبدأ معه بالقراءة، وأتدرج معه في شراء الكتب فأبدأ بالقصص السميكة ذات الصور فقط، ثم القصص التي تحمل أحرفاً، ثم تلك التي تضم بعض الكلمات، ثم عبارات وجمل إلي أن نصل إلي القصص ذات الجمل المفيدة فقط، والذي ساعدني علي هذا التدرج هو اتباعي لوسائل كثيرة ومختلفة منها:
1 - يومياً أقرأ قصة ما قبل النوم اجمع خلالها أبنائي جميعاً، واترك لهم حرية اختيار القصة بالتناوب فيما بينهم، وأحاول خلال قراءتي أن أغير من نبرة صوتي، فأضيف عنصر التشويق في القراءة.
2 - الهدايا التي أقدمها لأبنائي عبارة عن قصص وكتب، وأختار لكل طفل ما يحب من قصص، فابنتي الكبيرة تحب كتب الطبخ والروايات والألغاز، أما الصغيرة تحب الشخصيات الكرتونية.
3 - أمثل القدوة لهم، فإذا ما شعرت بالملل افتح كتاباً لأقرأ، ونادراً ما أفتح التلفاز فنربي أبنائي علي رؤيتي مع الكتاب.
4 - ساعد الكمبيوتر أبنائي كثيراً في تعلقهم بالقراءة، نظراً لوجود برامج تساعدهم علي سماع قصة، ثم تلوين الكلام المرافق لها، وهناك برامج أخري تساعد الطفل علي أن يؤلف قصة ناجحة خاصة به، ثم يسجل صوته في الكمبيوتر.
5 - إذا ذهبت إلي مكتبة لشراء أي كتب، اصطحبت معي أحد أبنائي، هنا لأعطيهم فرصة للاختيار، بعد أن أعلمهم آداب زيارة المكتبة من خفض الصوت، وعدم العبث بالأغراض وإرجاع الأشياء إلي مكانها.
6 - احتفظ بالكثير من الأوراق البيضاء والألوان في المنزل وأشجعهم علي الرسم وعلي رواية القصة وحتي يكبر الطفل أجعله يكتب القصة ولا يكتفي بالرسم، فتكبر مع الأيام ملكة الخيال لديه وحب التأليف والكتابة.
7 - إذا ذهبنا للتسوق، أقسم ورقة المشتريات علي أبنائي الثلاثة، وأشجعهم علي القراءة للبحث عن الأغراض المطلوبة وهو ما يخلق التنافس بينهم.
8 - اشتري لهم القصص التي تحتوي علي أشرطة كاسيت، ونسمع الشريط جميعاً قبل النوم.
9 - أشجعهم لدعوة أصدقائهم إلي المنزل، ويكون البرنامج المشترك مع أصدقائهم اسمه (هيا نسمع القصة).
لينا نصيف استطاعت بتجربتها ووسائلها أن تصنع لأسرتها هدفاً حققته بأساليب بسيطة طيلة المرحلة العمرية لأبنائها، حتي يتعودوا علي القراءة بالتدريج.
تجارب أخري لكن قصيرة
وهنا تجربتان أشارت إليهما مواطنتان كويتيتان هدفتا إلي جعل القراءة وكتابة القصة عملية ممتعة عند الأطفال.
كرسي القراءة
كانت التجربة الأولي لفتاتين تعديتا سن العاشرة، وضعت الأم في أحد أركان المنزل كرسياً مريحاً وله وسادة للقدمين مزود بإضاءة من أباجورة موضوعة بجانبه، وعرف هذا الكرسي وسط العائلة بكرسي القراءة، وإلي جانبه وضع جدول ليقوم كل من الأم والأب والأبناء بتحديد مواعيد حجز الكرسي للقراءة، وبجوار الكرسي كانت هناك طاولة وضع عليها الكثير من الكتب المنوعة والجرائد، وبهذه الطريقة أصبحت القراءة أكثر متعة وأكثر تنظيماً.
قصص مفيدة
وكانت التجربة الثانية لأم قامت بعمل مسابقة منزلية لأبنائها لكتابة قصة قصيرة، علي أن تمنح جائزة لأجمل قصة، ورغم أن الأسلوب يختلف من ابن لآخر، لكن الجائزة منحت لأفضل فكرة، وأخري لأفضل إخراج، وثالثة لأفضل صورة، وكانت النتيجة 3 قصص مبدعة في أفكارها تختلف كل منها في طريقة إخراجها.
والسؤال الذي توجهه ولدي لقرائها.
هل لديكم تجارب ناجحة من أجل تعليم أولادكم حب الاطلاع والقراءة؟ نحن نرحب بإسهاماتكم لتعم الفائدة علي جميع القراء، وتعالوا الآن لنقرأ معاً الفرص المتاحة في كل منزل لتحويلها إلي أساليب تشجع الأبناء علي القراءة.
حولك في المنزل
هناك الكثير من الفرص المتاحة لنا في المنزل، يمكنا استغلالها لدعم ملكة القراءة والكتابة لدي الأبناء، ونقدم بعض الاقتراحات والنشاطات البسيطة لدعم هذا الهدف.
هدية للأقارب
تشجيع الأبناء علي الكتابة لا يقتصر علي كتابة بعض القصص القصيرة أو تلوين بعض الصفحات، لكن النشر الذي يشجع الكاتب الصغير، فإذا كان باستطاعتنا القيام بتصوير عدة نسخ مما كتبوه وتوزيعها كهدايا للأقارب، فهذا أمر سينعكس إيجابياً علي نفسية الأبناء لتشجيعهم.
معرض للرسومات
حينما يستطيع الابن الإمساك بالقلم، ساعده علي تلوين بعض الرسومات أو الأحرف وعلينا تشجيعه علي تعليق الرسومات في أماكن مختلفة في المنزل أو حدد له حائطاً معيناً يعلق عليه رسوماته كمعرض خاص به.
العدد (5) إبريل 1999 ـ ص: 44
¥