كما بينت الأبحاث العلمية أنه من الشهر السادس تبدأ عمليات تنظيم وتركيب الصوت واللغة.
ونحن نقول لكم إن بتعليم أطفالنا القراءة نرسل لهم رسائل فحواها نحن نحبكم ونحن معكم نضع اللبنات الأولي لمستقبلكم ونرسم الكلمات ونقرؤها ونبحر في عالم الكلمات والمعرفة.
ولهذا نحن معكم أيها الآباء والأمهات في هذا العدد من صديق العائلة وعلي مدي الأعداد القادمة إن شاء الله نقدم الأفكار وآخر الدراسات والأبحاث ونرد علي أسئلتكم واستفساراتكم لنساعدكم علي إنشاء طفل واثق قادر علي اكتشاف ذاته ومن حوله بالقراءة.
القراءة في المهد
يخطئ الكثير من الآباء عندما يعتقدون أن تعليم أبنائهم القراءة يبدأ مع تعلم الأبناء الأحرف والنطق بها، بل تبدأ عملية القراءة قبل ذلك بكثير ولا نغالي إذا أكدنا إن كثير من علماء النفس نصحوا بتعرف أطفالنا في سن 6 أشهر علي الكتاب.
إن السعادة التي نشعر بها عند إطعام أطفالنا أو لعبهم لا تقل عن سعادتنا ونحن نعلمهم بدايات القراءة ويصبح كل أب وكل أم أو مدرس لطفله.
ولنعي كآباء إن القراءة هي القدرة علي فهم الكلمات المكتوبة والقصص والربط ما بين الأفكار ومعرفة الأرقام والخرائط، وبالقراءة نقدم لأطفالنا المفتاح الحقيقي لحياة أكثر استقراراً ونكسبهم القدرة علي اكتشافه ذاتهم والعالم من حولهم ونساعدهم في الوصول للحقائق بسرعة ودقة.
اقرأ .. أول حقيقة
وأول حقيقة مطلقة نزلت علي أمة المصطفي صلي الله عليه وسلم هي آية (اقرأ) تدعونا للتعلم، وفي غزوة بدر طلب الرسول صلي الله عليه وسلم من أسري بدر أن يعلموا المسلمين القراءة علي أن تكون القراءة هي فدية الأسير، ولهذا وجب علينا أن نحرص علي قراءة القرآن لأبنائنا وتعليمهم آياته وتحفيظها لهم حتي تنمو روحهم في ظلاله ويلاحظ دائماً أن الطلبة الذين يجيدون القراءة هم حفظة القرآن منذ الصغر.
شغف بالقراءة
وماذا يقول أطفالنا عن القراءة .. إنها لجين عبد الحميد فؤاد الخطيب عمرها 6 سنوات وهي فتاة من المملكة العربية السعودية وتحدثت إلينا قائلة:
كنت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ كان عمري 3 شهور وعشت هناك حتي أصبح عمري 9 سنوات، وتعلمت هناك القراءة، فأنا أقرأ كل يوم.
وتؤكد لجين علي حبها للقراءة قائلة: إذا أعجبتني معلومات في الكتاب أقرأها بشغف حتي أنتهي منها لأبحث عن آخر أقرأه أيضاً وإذا صادفتني معلومات لا أعرفها، أدون تلك المعلومات في ورقة وأستفسر من والدي عنها أو من مدرستي.
دين لأمي
وتخبرنا لجين أنها تدين لأمها بالولاء في حبها للقراءة فوالدتها تشتري لها الكتب وأيضاً تشترط عليها الانتهاء من قراءة ما عندها وتتأكد من استيعابها للمعلومات التي يحتويها الكتاب قبل أن تشتري لي كتاباً آخر ولقد تعودت لجين أن تقرأ لأخواتها الصغار القصص والحكايات كما كانت تفعل أمها معها، أما عن أفضل الأماكن التي تحب لجين زيارتها فهي المكتبة حيث القراءة والاطلاع.
زيارة يومية
ويشترك محمد مسفر من الكويت مع لجين في حبه للمكتبة بل يتفوق في حبه فهو يزور المكتبة بشكل يومي وعمر محمد هو أحد عشر عاماً وتصحبه والدته دائماً في زياراته اليومية للمكتبة ومع تشجيع والده للقراءة أحب محمد الكتب ويقول: إن أفضل مكان للقراءة وأفضل وقت يقضيه هو في المكتبة وكثيراً ما يمر الوقت سريعاً دون أن يفرغ من كتابه وعلي الفور يقوم باستعارة الكتاب حتي يشبع شغفه بإكمال قراءته.
وعندما سألنا عن سر زيارته اليومية للمكتبة أجاب:
إن المكتبة تحتوي علي مجموعة كبيرة من القصص والكتب العلمية الخاصة بالصغار والتي لا تتوفر في البيت بالإضافة إلي الهدوء الذي يساعد علي التركيز في قراءته.
حرية في الاختيار
وتتمتع صديقتنا عائشة عبد الله العبدي وعمرها 13 عاماً بالإصرار وحرية الاختيار فتقول: أختار كتبي بنفسي ولا أعتمد علي أحد وإذا اشتريت كتابا أصمم علي قراءته كاملاً، قراءة الكتب العلمية والقصص الخيالية وأفضل مكان ترتاح فيه أثناء القراءة في المنزل وأفضل أوقاتها العصر .. وهي تحمل العرفان لوالدها الذي يشجعها علي القراءة ويصحبها إلي المكتبات العامة ومعرض الكتاب وإذا مرت بعبارة أو فقرة لم تفهمها في الكتاب فإنها تسأل في المكتبة أو أختها الكبرى في البيت.
العدد (1) نوفمبر 1998 ـ ص: 42
¥