تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما هي المتون العلمية؟]

ـ[توبة]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:29 م]ـ

المتن: لغةً له عدة معاني تزيد على السبعة، أنسبها لسياقنا: "اللفظ"، واصطلاحاً هو ما جرى إطلاقه عند أهل العلم على مبادئ فن من الفنون، تكثف في رسائل صغيرة غالباً، وهي تخلو في العادة من كل مايؤدي إلى الاستطراد أو التفصيل، كالشواهد والأمثلة إلا في حدود الضرورة، وذلك لضيق المقام عن استيعاب هذا ونحوه، لذلك عُدَّت المتون الأقل ألفاظاً الأحسن في ذاتها والأكثر قبولاً عند الدارسين.

وهو الكتاب الأصلي الذي تكتب فيه أصول المسائل، ويقابله الشرح، شرح المتن، وقد سموه بالمتن في الاصطلاح لأنه عبارة عن هذه المختصرات العلمية، لأنها تتضمن المسائل الأساسية للركوب والحمل.

أقسام المتون:تنقسم المتون إلى قسمين:

1 ـ متون منثورة، وهي الأكثر.

2 ـ متون منظومة في أبيات الشعر يسمى الشعر التعليمي، وتكون غالباً من بحر الرجز، وقد تكون من غيره.

والرجز بحر معروف من بحور الشعر، وتسمى قصائده الأراجيز واحدتها أرجوزة ويسمى قائله راجزاً.

وإنما سمي الرجز رجزاً لأنه تتوالى فيه حركة وسكون ثم حركة وسكون، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعدتها، وهو أن تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن. ويقال لها حينئذٍ رجزاء.

والرجز ديوان العرب في الجاهلية والإسلام، وكتاب لسانهم،وخزانة أنسابهم وأحسابهم.

وهذا النوع من النظم: "الشعر التعليمي"، نظم علمي يخلو من العواطف، والأخيلة، ويقتصر على الأفكار، والمعلومات، والحقائق العلمية المجردة.

وهذه المنظومات العلمية تنقسم إلى قسمين:

1 ـ منظومات في علم معين استقلالاً، كملحة الإعراب للحريري، وألفية ابن مالك في النحو .. إلخ.

2 ـ منظومات لمتن معين مثل ألفية العراقي نظم مقدمة ابن الصلاح، ونظم العمريطي لمتن الورقات، ولمتن الآجرومية، ونظم زاد المستقنع، وجمع الجوامع .. إلخ.

والمتون موجودة من قديم الزمان، ولكنها لم تعرف بهذا الاسم، بل باسم المختصرات: مثل مختصر الخرقي عمر بن الحسين الخرقي المتوفي سنة (334هـ) -رحمه الله تعالى-.

قال أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا في كتابه المقنع في شرح مختصر الخرقي: " وكان بعض شيوخنا يقول: ثلاثة مختصرات، في ثلاثة علوم، لا أعرف لها نظائر: الفصيح لثعلب، واللمع لابن جني، وكتاب المختصر للخرقي، فما اشتغل بها أحد وفهمها كما ينبغي إلا أفلح".

ثعلب: هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني مولاهم المتوفي سنة (291هـ) -رحمه الله تعالى-.

ابن جني: هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي المتوفي سنة (1392هـ) -رحمه الله تعالى-.

وكان الغرض منها -أي المتون- حكيماً، وهو جمع المسائل الأولية البسيطة في متون صغيرة، بعبارة سهلة، لتكون بداية لشُداة الفقه على نحو الآجرومية في علم النحو.

لكنها لم تستمر كذلك، بل بالغ بعض المتأخرين في إيجاز بعض المتون إلى درجة الإلغاز، ولكن هذا الصنف غير مراد في بحثنا هذا.

وقد اقتضت الحاجة التعليمية وجود منهج يسير عليه الطالب وهو:

1 ـ المتن الذي هو الأساس الذي يبني عليه الطالب علمه في كل فن بحسبه.

2 ـ شرح لهذا المتن.

3 ـ حاشية على هذا الشرح.

4 ـ تقرير على الحاشية.

المتون بين المدح والقدح:

قال ابن خلدون في مقدمته: "ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والأنحاء في العلوم، يولعون بها، ويدونون منها

برنامجاً مختصراً في كل علم، يشتمل على حصر مسائله وأدلتها، باختصار في الألفاظ، وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن، وصار ذلك مخلاً بالبلاغة، وعسراً على الفهم، وربما عمدوا إلى الكتب الأمهات المطولة في الفنون بالتفسير والبيان، فاختصروها تقريباً للحفظ، كما فعله ابن الحاجب في الفقه وأصول الفقه، وابن مالك في العربية، والخونجي في المنطق، وأمثالهم، وهو فساد في التعليم، وفيه إخلال بالتحصيل، وذلك لأن فيه تخليطاً على المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه، وهو لم يستعد لقبولها بعد، وهو من سوء التعليم ... ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم، بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة الفهم بتزاحم المعاني عليها وصعوبة استخراج المسائل من بينها، لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة، فينقطع في فهمها حظ صالح من الوقت ... اهـ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير