ولدخان التبغ أثر بالغ جداً على الجهاز العصبي، إذ يؤدي إلى خلل واضح به، فهو يؤثر على القسم المركزي مما يؤدي إلى إصابة المدخن بالصداع والدوار وضعف الذاكرة ويؤدي أحياناً إلى عدم المقدرة على التوازن خاصة عندما يفرط المدخن بتناول التبغ.
وقد يحدث هذا الطارئ للمبتدئ الذي يكثر من التدخين ويكون وقعه عليه أشد وأقوى.
وأحيانا يتعرض المدخن للأرق المرير الطويل إذ يستمر مستيقظاً متوتر الأعصاب حتى الصباح، طالباً النوم بإلحاح دون فائدة، ويحدث ذلك عند الإكثار من تناول لفافات التبغ أثناء السهرة وقبل الذهاب للسرير فيجد المدخن نفسه وقد جافاه الكرى رغم تعبه الشديد وحاجته الماسة للنوم والراحة.
أما أثر التدخين على القسم المحيطي بحد ذاته فهو شيء معروف لجميع الناس فقد يصاب المدخن بمرض شعض الأعصاب، وربما يصاب بشلل الأعصاب الجزئي إذا كان من المفرطين جداً في التدخين، وغالباً ما يكون مدمن التدخين عصبي المزاج، يفقد سيطرته على نفسه لدى أول إثارة يتعرض لها ويغضب أحياناً دون مبرر واضح، وقد يرتجف ولا يستطيع ضبط جماح نفسه في اللحظات الحرجة.
وقد أجريت تجارب عديدة على الأرانب فتركت تتنفس دخان التبغ فترة طويلة فظهر عندها تغيرات مرضيه في النخاع الشويكي وفي الأعصاب الخارجية الأخرى.
أما فيما يتعلق بالذكاء والتفكير والحفظ، فمن الثابت أن التدخين يضعف الذاكرة ويوهن النشاط الذهني، وأن النشاط الذي يعتقده المدخن لدى تدخينه سيجارته ماهو إلا وهم من الخيال لأنه شعور كاذب بازدياد الحيوية يحدث لوقت قصير جداً.
كما أجرى العلماء الأمريكيون تجارب وإحصائيات عديدة لاختبار الذكاء بين طلاب المدارس والجامعات فتبين لهم بشكل واضح أن المدخنين أقل ذكاءً من سواهم، وثبت أن ذاكرتهم أضعف وأن مقدرتهم على الحفظ أقل وأنهم غالبا ما ينسون المهم من الأمور، بل تبين لهم أن قوة الملاحظة عند المدخنين أقل وأن نشاطهم الذهني في مستوى أدنى من مستوى رفاقهم من غير المدخنين، وثبت أن التدخين يلجم بشكل جزئي عمل الدماغ ويمنعه من قيامه بواجباته بالشكل المطلوب.
وعلى صعيد حواس الإنسان الخمس فكلنا يعلم أن المدخنين أقل مقدرة على شم الروائح وتذوق الأطعمة، ثبت هذا بالتجربة حيث تبين أن المدخنين لا يستطيعون أن يميزوا بين الأطعمة المتقاربة جداً، ولا يستطيعون أن يشعروا بالروائح الخفيفة جداً، ويسبب التدخين زيادة في إفراز الدمع كما يسبب حدوث الالتهابات بالأجفان ويساعد على إزدياد الالتهاب في الجفون المتلهبة وهذا ما نلاحظه بكل وضوح في أعين المدخنين المدمنين، ويذهب البعض إلى أن التدخين يؤدي إلى التهاب الأعصاب البصرية وتخفيف حدة الرؤيا مما يؤدي مع مرور الوقت إلى إصابة العين بالضعف وبالغشاوة في بعض الأحيان.
3 - جهاز الدوران:
جهاز الدوران يأتي في المرتبة الأولى من الأهمية بين أجهزة الجسم كافة وهو الجهاز المسئول عن نقل الدم وتبديله باستمرار من جميع أجزاء الجسم وإليه ......
وهو يتألف من القلب الذي يمثل المضخة الرئيسية والشرايين التي تأخذ الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة والأوردة التي تعود بالدم إلى القلب عبر الرئة، حيث يتم تنقيته من غاز أول أكسيد الفحم وإشباعه بالأكسجين.
والقلب مضخة قوية تعمل باستمرار ولا تتوقف ثانية واحدة من لحظة قدوم الإنسان إلى هذه الدنيا إلى ساعة فراقه لها، لأن توقف القلب معناه الموت المؤكد، لذلك نجد أن القلب يتقلص في كل دقيقة عند الرجل الناضج العادي بمعدل (70 - 75) مرة دون تعب أو ملل.
وقد بينت الدراسات والإحصائيات في جميع أنحاء العالم أن المتوفين بسبب أمراض القلب وضغط الدم والجلطات ومشاكل جهاز الدوران أكثر عدداً من بين الوفيات إطلاقاً (بعد المتوفين بسبب الحوادث الطارئة)
أما علاقة التدخين بأمراض القلب والضغط الدموي وغيرها، فقد أصبحت علاقة أكيدة وواضحة.
فالقلب يزداد عمله بمقدار خمس عشرة ضربة لدى تدخين سيجارة واحدة، وثبت بالتجربة أن تدخين عشرين سيجارة تتعب القلب بمقدار ما يتعبه ركوب دراجة عادية مدة عشر ساعات متواصلة، وهذا يعطينا فكرة واضحة عن الإرهاق الذي يصيب القلب نتيجة الاستمرار في التدخين سنوات عديدة.
¥