تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل هم أهل الهوان؛ إذ هانو على أنفسهم، وكذبوا دعوتك، وحجبوا عن قلوبهم نورك. هم الأهون والأذل، والله ليردنك الله إلى ثقيف وأنت العزيز وهم الإذلاء، حتى إذا قهرتهم في غزوة حنين في العام الثامن من الهجرة، وقتلت منهم وأسرت، جاءو إليك معتذرين، يطلبون سباياهم، فتفك نسائهم من الأسر وأولادهم من الرق، وتعفو وتصفح الصفح الجميل، فيدخلوا في الإسلام وافرين: < o:p>

زانتك في الخلق العظيم شمائل **** يغرى بهن ويولع الكرماء< o:p>

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى **** وفعلت ما لا تفعل الأنواء< o:p>

وإذا عفوت فقادرا ومقدرا **** لا يستهين بعفوك الجهلاء

وإذا رحمت فأنت أم أو أب **** هذان في الدنيا هما الرحماء

بك يا ابن عبدالله قامت سمحة **** بالحق من ملل الهدى غراء< o:p>

« يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي».< o:p>

سينصرك الله نصرًا عزيزًا، وينصر جنودك وأتباعك وتلاميذك إلى قيام الساعة، ستنكشف الغمة – إن شاء الله تعالى -، وتفيق الأمة، سيندمل الجرح يا رسول الله، وسيمكن الله لدعوتك، ويستخلف الله عباده المستضعفين، فيرفعوا رايتك، ويطبقوا شرعتك، " وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " [الحج: 39].< o:p>

« إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي» < o:p>

لا تبالي! {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر3]، إن مبغضك هو المقطوع! {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر95]، {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة137]، {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه1،2] {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} [الشرح: 1 - 5].< o:p>

لا تحزن! سيفتح الله لك قلوب الأبعدين، وسيمكنك الله من رقاب العدوين، فلا يتجهمك الأول ولا يملك أمرك الثاني، بل ستملك زمامهما رغبًا أو رهبًا، {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء: 141]. {كَتَبَ اللَّهُ: لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي؛ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:21].< o:p>

« إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي» .. < o:p>

والله لم يغضب عليك! وما أعظم نفسك الكريمة، تتهم نفسك بالتقصير، وما قصرت قيد أنمله، لا تبالي، فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! لا تبالي، فأنت الشافع المشفع! لا تبالي، فأنت حبيب الله أنت خليله! لا تبالي؛ فعافيته أوسع، ورحمته وسعت كل شيىء.< o:p>

« أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ». < o:p>

ما أكرمك! تسأل ربك أن يعيذك بوجه الكريم من غضبه وسخطه! فكيف بنا وكلنا ذنوب! < o:p>

لا تبالي، قد أعاذك ولله الحمد بنور وجهه الكريم، الذي أشرقت له الظلمات من غضبه، فاللهم لا تغضب علينا. < o:p>

لا تبالي، قد أعاذك ولله الحمد بنور وجهه الكريم الذي صلح عليه أمر الدنيا والآخرة من سخطه، فاللهم ارحمنا وارض عنا. < o:p>

« لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى».< o:p>

صلى الله عليك، تتحب إلى ربك، وتتلطف إليه، وتتودد، وتؤكد على غايتك الكريمة، وهي رضا مولاك، فله أن يعاتبك حتى يرضى عنك. لا يضيرك شيئ ما دام الله راض عنك، لا يحزنك شيء طالمًا الرب يحبك. لله درك! حتى وأنت نبي الله تصحح نيتك وتوكد مقصدك؟! < o:p>

« وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك» < o:p>

تتبرأ من كل حول ومن كل طول ومن كل قوة إلا قوة الله وحوله وطوله، أنت لا تعترف بأي قوة إلا قوة الله، فأنت قوي بالله، ولن يخزيك أرحم الراحمين، فلا تبالي!. < o:p>

أخي: < o:p>

1- اشك إلى ربك همومك كما رأيت من رسولك! < o:p>

2- لا حيلة لك ولا قوة لك إلا بالله فلا تظلم ولا تتجبر ولا تتكبر < o:p>

3- لا تبالي إلا بغضب الله فلا تحزن على دنيا فانية أو زينة ماضية، واحزن وابك على طاعة فاتتك ورضا من الله خسرته في موقف. < o:p>

4- عافية الله أوسع ورحمته أرحب فلا تقنت من رحمة الله وفرجه، سينجلي الهم، وسيذهب الحزن، وسيشفى القلب، فلا تظن أن ظالمك منتصر. < o:p>

5- وجه الله الكريم، أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، فهل سئلت ربك النظر إلى وجهه الكريم؟ دومًا قلها: اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة]. < o:p>

6- أكثر من الاستغفار وسؤال الله أن يعيذك من غضبه وسخطه، واحفظها: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» [مسلم 751]، «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ» [مسلم 4922] < o:p>


** عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمشرف العام على موقع نبي الرحمة، مستشار تربوي بموقع إسلام أون لاين. < o:p>
[email protected] ([email protected])
yakut.blogspot.com
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير